صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تزال صورة المشهد السياسي غير واضحة، بل انها كل يوم تتعقد أكثر، وليس من السهولة تفكيك ما تخفيه، فكأننا في متاهة الوحش الاغريقي ولا يسعفنا ويخرجنا من هذه المتاهة سوى خيوط اريادن. حسب الأسطورة اليونانية القديمة.
منذ السقوط الدراماتيكي لنظام بشار الأسد في سوريا، والعراق في حالة ترقب وهلع من قبل قوى الإسلام السياسي الحاكم، فهو البلد الأكثر احتكاكا بسوريا، خصوصا وان الميليشيات كانت قد شاركت في الحفاظ على نظام بشار لسنوات طويلة. لكنها اليوم -بعد سقوط بشار- تشعر ان الخطر قادم اليها، لهذا فأن الارتباك والتوتر واضح بشكل جلي على هذه القوى.
بعد سقوط بشار لم تطلق ولا مسيرة واحدة على إسرائيل أو القواعد الامريكية، مما يعني ان شروط اللعبة تغيرت لغير صالحهم، بمعنى آخر ان وقائع جديدة فرضت على ارض الواقع، ويجب التعامل معها بشكل جديد.
أرسلت الميليشيات بواسطة حكومتها "شياع السوداني" تطمينات لأطراف معينة ومعنية، لكن تلك الأطراف لم تقتنع بتلك التطمينات، واصرت على حل الميليشيات وتفكيك سلاحها وادماجها ببقية المؤسسات والوزارات، على الأقل هذا ما كشفه أحد مستشاري السوداني "إبراهيم الصميدعي".
خلال شهرين فقط زار محمد الحسان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، زار المرجع الديني السيستاني، الذي يعد الراع الرسمي للعملية السياسية؛ وكالعادة لم يكشف عما جرى خلال هذه الزيارات، لكنها حتما لا تخرج عن نطاق ما يجري في المنطقة من رسم جديد.
السوداني أيضا شد رحاله الى الأردن والسعودية، وقد أجرى مباحثات بشأن ما يجري من احداث، لكن لم يكشف عن أي تفصيل عما جرى.
مدير جهاز المخابرات يتم ارساله الى دمشق، ويجري مباحثات مع احمد الشرع "الإرهابي السابق والرئيس الحالي" لسوريا.
قاآني "قائد فيلق القدس" يزور العراق خلسة، ويلتقي قادة الميليشيات، زيارة لم يتحدث عنها أحد، ولم يٌعرف عنها شيء.
عمار الحكيم يتحدث بصراحة غير معهودة، فقد وصف الميليشيات ك "أذرع مسلحة إيرانية" مكروهة شعبيا، مستثنيا بالطبع "الحشد الشعبي".
ثم يقوم السوداني بزيارة الى إيران، ويلتقي الرئيس والمرشد، طبعا ل "تقوية العلاقات"!
حقا انها متاهة تتعقد يوما بعد آخر، وليس من السهل كشف ما يدور وما يخطط له، لكن يبقى اسلاميي السلطة يترقبون ما ستؤول اليه امورهم ومصيرهم، انهم في حالة اختناق، فقد بلغت قلوبهم الحناجر.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟