أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - المعارضة السياسية السلبية، حمة الهمامي نموذجا














المزيد.....


المعارضة السياسية السلبية، حمة الهمامي نموذجا


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حمة الهمامي يحترف الكلام والدجل والمعارضة السلبية من أجل المعارضة وهي معارضة طوباوية غير منتجة للفعل على أرض الواقع. وهذه السياسة بالكلام والأفكار المجنحة والخيالية بعيدا عن آليات السلطة والواقع الشعبي لا تشبع جائعا ولا تبني قنطرة ولا تعبد طريقا.فحزبه نخبوي صالوني شعبيته ضعيفة وغير متجذرة في الواقع التونسي وبقي على الربوة يتفاعل مع الأحداث بفوقية وانفعالية بركوبه على الأحداث دون انتاجها أو التأثير فيها وتوجيهها.فالشعب التونسي يبحث عن تحسين مستوى عيشه وتغيير واقعه وليس في نقد السلطة القائمة للحلول مكانها أو تغييرها وإحداث فراغ لتذهب البلاد للفوضى والمجهول لا قدر الله. فحمة الهمامي وجماعته ساهموا في تعبيد الطريق للإخوان المسلمين (حركة النهضة) لتستحوذ على السلطة وتتغول فعوض الإبقاء على الدستور القديم بآلياته الخاصة بانتقال السلطة مع بعض التعديلات البسيطة مما يقطع الطريق عن النهضة للتلاعب بالمشهد السياسي في سنة 2011 والتمكين في مفاصل البلاد وفتح أبوابها للتدخل الأجنبي وتشجيع الشباب للذهاب قصد الجهاد في بؤر التوتر مما أدخل البلاد في عين عاصفة وموجه إرهابية عنيفة كادت أن تقضي على الأخضر واليابس لولا هبة المجتمع المدني والاتفاق المبرم بين الغنوشي والباجي قايد السبسي لاقتسام الكعكة وقد دعا الباجي كرئيس لحزب نداء تونس ثم رئيسا للجمهورية حمة الهمامي للمشاركة في الحكم لكنه رفض مما فسح المجال للنهضة للانفراد بالسلطة من خلال تحكمها العددي في المجلس التأسيسي (حمة الهمامي كان من أشد الداعين له) أولا والذي كتب دستورا ملغما وعلى مقاس الحركة الاسلامية في 2014 ثم في البرلمان كمركز للحكم في ظل نظام برلماني مشوه الرئيس فيه بصلاحيات محدودة جدا (الخارجية والدفاع فقط).وقد ساهم حزب العمال بزعامة حمة الهمامي في تأييد توجه النهضة لانتخاب مجلس تأسيسي عوض مواصلة العمل بالدستور القديم لكتابة دستور جديد والبداية من الصفر وورقة بيضاء وهذا ما استغلته الحركة بذكاء وخبث شديد للتلاعب بجميع الفرقاء السياسيين بحكم تجذرها الشعبي وتوفر المال لها والمساندة الإعلامية (الجزيرة القطرية) والسياسية (تركيا وأمريكا) فربحت الانتخابات بالأغلبية بكل سهولة لضعف حضور وامكانيات الأحزاب والحركات الأخرى الوليدة والناشئة حديثا وبهذا فعلت حركة النهضة كل ما تريد وتشتهي وأصدرت القوانين التي تمكنها من التمكين والتحكم في جميع مفاصل الدولة وفصلت دستورا على مقاسها يجعلها سيدة الموقف وهي التي تسمي الحكومة وتتحكم فيها وكان ذلك بعد ما يقارب ثلاثة سنوات طوال رغم أن الإتفاق كان لمدة أقصاها سنة.وهكذا وقع حمة الهمامي والآخرون في فخ توقعاتهم الخاطئة حول القوة الشعبية للنهضة بعد غياب كلي عن المشهد السياسي التونسي طوال مدة حكم بن علي (23 سنة) الذي قطع دابر وجودهم وقوض تأثيرهم لكن الفكر الاسلامي يحسن الكمون والاختباء والظهور في غفلة من الجميع وهذا بالضبط ما حدث. الخطأ الآخر الذي وقع فيه حمة الهمامي وليس وحده هو المناداة بالعفو التشريعي العام دون دراسة ملف كل شخص على حدة مما سمح هذا القانون من العفو على الكثير من المجرمين والإرهابيين وقد ثبت بعد ذلك خطأ هذا التوجه بحيث قام البعض ممن تم العفو عنهم بجرة قلم بجرائم إرهابية دموية. حمة الهمامي يلوك دائما كلما تحدث كلمة الديمقراطية وينسى أنه يترأس حزبه بصفة مسترسلة منذ ما يقارب الأربعين سنة (1986) وهذا في حد ذاته ينفي عن حزبه العمل بالديمقراطية كنظام يتداول فيه الحكم لفترات محددة عن طريق الانتخابات الحرة مما يجعله حزب الفرد الواحد المطلق مثل الملك فلا مجال لغير الديمقراطي أن ينصح الآخرين بها.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف الديني كوسيلة لتفتيت الدول
- مقترح من أجل تونس المستقبل
- الفترة الانتقالية الصعبة في سورية
- هدم الدول وتفتيتها كفرصة استثمارية
- القادمون من كهوف التاريخ وخربه
- الفشل هو مصير التجارب الإسلاموية في الحكم لأنها خارج الزمن و ...
- خارطة طريق للعودة للشرعية في سورية
- في العالم العربي أنظمة تذهب وأنظمة تأتي وأسلوب الحكم لا يتغي ...
- هل يمكن تصدير ما وقع في سورية لدول الجوار؟
- هل يغير الجولاني قناعاته الإسلامية مثلما غير شكله وملابسه وا ...
- الحل في سورية، عفو عام ومصالحة شاملة أو الطوفان
- مخطط لإسقاط الدول المتمردة على النظام الدولي، التطبيق في سور ...
- الحركة الجغرافية للدول في التاريخ
- العرب بين تداول التيوقراطية والدكتاتورية
- لا تقدم للعرب بدون نظام علماني والقيام بثورة عقلية وقطيعة مع ...
- لا علاقة لجسد المرأة بفساد أخلاق المجتمع
- الدولة السورية إلى أين؟
- ما وقع في سورية غزو وانقلاب والأسد مازال رئيسا
- العرب وفلسطين ثرثرة وبعد
- العلمانية الطريق الوحيد لخروج العرب من تخلفهم المزمن


المزيد.....




- بمطرقة وطلاء أحمر.. تدمير تمثال شمعي لنتنياهو في متحف بالمكس ...
- ما هو فيروس الالتهاب الرئوي -إتش إم بي في- الذي ظهر في الصين ...
- منها -نحر كالذبيحة-.. السعودية تعلن تنفيذ 3 إعدامات أمس الأر ...
- حرائق ألتادينا تلتهم المباني وتجبر الآلاف على الفرار من لوس ...
- الحرب في يومها الـ461: مداهمات في الضفة الغربية وغارات على ا ...
- العلويون في سوريا.. مخاوف من التهميش والانتقام ومستقبل غامض ...
- قصة جواز السفر.. أكثر من مجرد وثيقة حكومية لعبور الحدود
- ماسك ينشر مقطع فيديو مفبركا لترودو وترامب ويحصد ملايين التفا ...
- رئيسة جورجيا السابقة تحصل على منحة من معهد أبحاث أمريكي
- رئيسة المكسيك تقترح استعادة أمريكا لتسميتها التاريخية


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - المعارضة السياسية السلبية، حمة الهمامي نموذجا