أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!














المزيد.....


لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألتني صديقةٌ أعتبرها مستنيرة "مجدداً عدتم إلى مربع (مدنياااو)؟ أي المطالبة بقيام دولة مدنية في السودان؟". فعقدت حاجبَيّ بدهشة لسببين أولاً، لأنها تعيش وأبناؤها الشباب في دولة متمدنة ينعمون فيها بأجواء الثقافة، واحترام القانون، وسيادة العدالة، والمواطنة المتساوية، وأميز ما فيها هو العدالة الاجتماعية، وسيادة ظواهر التراحم الإنساني. أما السبب الآخر للدهشة، فهو كيف جاز لقطاع عظيم من الذين هجّرتهم حكومة الكيزان وأبعدتهم عن الوطن، وحرمتهم من نعمة العيش في كنفه، أن ينخدعوا بتشويه صورة المدنية، كأنها عار يجب دفنه في التراب؟ وتجريم المدنيون الذين لم يرفعوا السلاح في وجه الشعب ولم يريقوا دماءه! نعم، إن المطالبة بالمدنية تخيف دكتاتوريات العسكر والحركة الإسلامية والدعم السريع، الذين تحالفوا في السابق لوأدها، ولم يتورعوا عن إقامة مجزرة القيادة العامة، وقتل الشباب وحرقهم واغتصابهم وتقييدهم، ورميهم في النيل مكبلين بالأصفاد والصخور. كان ذلك تأديباً لكل جيل من الشباب يجرؤ على رفع شعار الحكومة المدنية.
لذلك، ظنت مليشيات الدعم السريع أن أقرب السبل لكسب الشرعية في هذه الحرب الآثمة هو التحايل برفع شعار حكومة ديمقراطية، الذي اتكأ عليه مؤخراً بعض قادة تحالف القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) ليكسبهم شرعية إقامة حكومة موازية، حين فشل طرفا القتال في تحقيق انتصار حاسم في المعارك الدائرة بينهم، أو الجلوس على طاولة المفاوضات. وإنها الحرب بالتفاوض. ودعوة إقامة حكومة تعد خطوة انتحارية لـ (تقدم) في المقام الأول، وعلى التحقيق، إقامة حكومتين ليست بدعة في حاضر الدولة المنقسمة المتخلفة. لكنها قولاً واحدًا لن تحقق أسباب الأمن والاستقرار الذي يقود إلى بناء حكومة تخدم مواطنيها وترفع عنهم المظالم. إذ إن انعدام الفكرة والتأسيس لمليشيات الدعم السريع وطبيعة تكوينهم كمليشيات قبلية، تقودها أسرة آل دقلو الوالغة في الفساد الإخواني، وأنها قوات باطشة للشعب، استخدمتها الحركة الإسلامية كأداة لتثبيت وإطالة عمر سلطتها، ليس بسر خافي على أحد! بل أكثر من ذلك، لن تكون شرعيتها محط احترام المجتمع الدولي (فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قائد الدعم السريع حميدتي لارتكابه فظائع ممنهجة ضد الشعب السوداني، كما فرضت عقوبات على 7 شركات مملوكة لقوات الدعم السريع توجد في الإمارات) 7يناير 2025
بالطبع، هذا يناقض دفوعات الأستاذ محمد التعايشي، القيادي في "تقدم"، بشأن إقامة حكومة موازية في أراضي الدعم السريع، والتي من المتوقع أن تكون حكومة مدنية وليست عسكرية! (إن شرعية الحكومة المزمع تكوينها تستند إلى شرعية أخلاقية وسياسية من أجل إنهاء الحرب وإحلال السلام).. وهذه دعاوى لا تستند إلى الحقائق، بل تمزج بين الغايات والوسائل بصورة تثير الرثاء، وتفقدهم الموالين الذين يقدرون بالفعل جهودهم المخلصة الحثيثة في إحلال السلام ووقف الحرب. كما تكسب الطرف الآخر كثيرًا من المواطنين الشاهدين على فِرية الأخلاق لدى الدعم السريع، وجرائم أقرّ بها قادتها أنفسهم، مع تأكيد فشلهم التام في ضبط قواتهم وممارساتهم اللاأخلاقية تجاه المواطنين العزل. ثم، هل يخفي على التعايشي وهو الذي عاش في دولة متمدنة، أن المدنية ما هي إلا قمة الأخلاق، الممارسة في المجتمعات المتحضرة، والتي تستند إلى قوانين صارمة لا تعفي مجرمي الحرب من فظائع انتهاكات حقوق الإنسان؟!
وفي الجانب الآخر، استند الكيزان في حكومة الأمر الواقع، بعد هروب حكومتهم من الخرطوم إلى بورتسودان، إلى براهين شرعية حكومتهم بحجج مشابهة لتلك التي يرفعها بعض مؤيدي إقامة حكومة الدعم السريع. كذلك يملكون البندقية والمساندة السياسية، إذ يزعمون أنهم يديرون معركة "كرامة" من أجل حماية الأخلاق. ومع ذلك، لم تعفهم تلك الدعاوى من التهم الموجهة إليهم بارتكاب جرائم لا تمت للأخلاق والقيم، بل ضد الإنسانية في حق المواطنين العزل. حيث سادت التفرقة العنصرية والقبلية، وترسخ قانون الوجوه الغربية بالاستناد العرقي، وتهم العمالة ضد الأبرياء لمجرد أنهم لم يغادروا منازلهم في حواضن الدعم السريع.
يصرح ضباطها الجهاديون بأنه لا صوت يعلو فوق صوت "البراؤون"، الأعداء الأصليون لمطالب المدنية والعدالة، ويصفونها بأنها دعاوى العلمانية والانحلال! والشاهد أنهم لا يأبهون بالمؤسسة العسكرية، يناصرونها من أجل استعادة مشروعهم المنهزم، بالعودة إلى سابق المخصصات والفساد والاستبداد باسم الدين! والشعب يعلم أن "الكوز لا دين ولا أخلاق له". (جمعية القرآن الكريم كانت تملك أكثر من 150 عقارًا استثماريًا وأراضي راعية في السودان، بما فيها شركة ساو للإنتاج الذهب، إضافة إلى 14 حسابًا مصرفيًا). انتهى. — نصر الدين مفرح، وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق.
في حين يعول طرفا القتال على مواصلته، غير آبهين بفناء أرواح المواطنين، وقسمة البلاد وإهدار مواردها، يتجاهلون أنه لا سبيل لشرعية لدول متسلطة وباطشة. كما أنه لا منتصر لحامل سلاح مهما طال أمد الحرب، فحتميتها هي وقفها. وأنه لا سبيل لرفعة الشعب من وهاد التخلف إلى التحضر والاستقرار إلا في ظل حكم يتيح السلام، ويوفر فرص النضج السياسي ونمو الوعي الشعبي.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
- التمييز بين الطلاب وتأصيل الأحقاد!
- نساء في حواضن الدعم والجيش!
- روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
- للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!
- كارتيلات اخوانية وشعب في محنة!
- الي متي يلد الجيش ويبارك الشعب؟!
- السفير شرفي وراية السلام في الظلام!
- الفريق العطا الجنرال والوصاية الجبرية!!
- مشمعات المفوضية سبب الشكية!
- صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!
- هواهم يجافي جنيف والجنينة!
- البرهان وساعتا التوهان!
- دبلوماسية (صرف البركاوي)!
- أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!
- قلوب الاَثمين اَسنة من الظلم!
- قول عسكرية.. قول جاهزية!
- صناعة الموت! حرب المسيرات
- يا ضريح الشعب الحزين!
- الهيافة في الحرب المنسية!


المزيد.....




- مظلوم عبدي: اتفقنا مع الإدارة السورية الجديدة على رفض -مشاري ...
- ترامب يؤكد أنه لن يسمح للصين بإدارة قناة بنما
- -سنتكوم-: نفذنا ضربات ضد منشآت تخزين أسلحة في اليمن
- بعد نشر الخريطة.. الكويت تستنكر -ادعاءات إسرائيل الكاذبة-
- -المسيرة-: غارات أمريكية-بريطانية على عدد من محافظات اليمن
- تطورات انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.. من هو المرشح الأوفر ...
- وزير الدفاع الأميركي: نحتاج لإبقاء قواتنا في سوريا لمواجهة ت ...
- انتهاء العملية الأمنية لملاحقة عناصر النظام المخلوع بريف الل ...
- مصادر لـCNN: الدنمارك تدرس بعناية ردها على رغبة ترامب في ضم ...
- ما ردك على انتقادات سكان غرينلاند وبنما لتصريحاتك عن فرض الس ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!