مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 00:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1—نظام طائفي زبائني ريعي هش داخل غلاف ديمقراطي مزيف
2-- علاقة النظام العراقي ب الانظمة الكلبتوقراطية والثيوقراطية
3-- مصادر
بعد ان شحذت إسرائيل وامريكا اسنانها ضد النظام العراقي الحالي –وهو منتج لهما عام 2003- احتمى المليشياويون الحرس ثورويون بانهم جزء من الحشد !–الذي ياتمر باوامر الغايد العام- وان النظام العراقي (ديمقراطي) وزاد البطريق فولا "هناك من حاول ربط التغيير في سوريا، بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته" بقوة الله والامام الغائب الذي مازال مختفيا خوفا من بني العباس!
مصدر
السوداني: نرفض ربط التغيير بسوريا بتغيير النظام في العراق | الشرق الأوسط
فماهي حقيقة هذا النظام المسخ الذي تم تشكيله من زبائن المخابرات الأجنبية والمتسكعين على ارصفتها من عراقيي المهجر! ومن كان وراء قيامه ودعمه ولاجل أي اهداف خبيثة!
(1)
تصنيف النظام السياسي الحالي في العراق هو موضوع معقد ويخضع لتفسيرات مختلفة، خاصة بسبب الطبيعة الهجينة للنظام الذي يجمع بين عناصر ديمقراطية ظاهرية وعناصر غير ديمقراطية.
ويمكن تصنيف النظام العراقي الحالي بناءً على المعايير السياسية والاقتصادية:
1. النظام السياسي:
الديمقراطية الهجينة Hybrid Regime
نظام يجمع بين عناصر ديمقراطية شكلية للخداع والتضليل (مثل الانتخابات والتعددية الحزبية) وعناصر غير ديمقراطية (مثل الفساد وضعف المؤسسات والتخريب والعمالة ).
العراق لديه نظام برلماني ديمقراطي على الورق، مع انتخابات دورية وتعددية حزبية مكلفة جدا تاتي بنفس الأشخاص للحكم والانتخابات تاتي لتقاسم المغانم وفقا لعدد النواب الذين وصلوا بالتزوير وشراء الذمم والإرهاب اما غالبية الشعب فهم يعزفون عن المشاركة في أي انتخابات الغرض الوحيد منها هو تجديد الشرعية الدولية الزائفة لهولاء!
ومع ذلك، يعاني النظام من فساد واسع النطاق، وضعف في سيادة القانون، وتدخل خارجي (خاصة من إيران).
ويتم سلب الحريات الفردية وحرية المعارضة والتظاهر والتعبير عن الراي بقوانين جديدة اخطر من تلط الموجودة في الأنظمة الديكاتورية!
النظام الطائفي Sectarian System:
وهو نظام يعتمد على تقسيم السلطة بين الطوائف الدينية أو الإثنية.
بعد عام 2003، تم توزيع المناصب السياسية بين الطوائف الرئيسية (الشيعة، السنة، الأكراد).
ومن يدخل هذا النادي عليه الموافقة على ميثاق (شرف) وهو الاندماج التام بمنظومة الفساد والتخريب والإرهاب الحاكم مقابل المنافع وفق نسب محددة وحسب عدد السكان!
هذا النظام أدى إلى تعزيز الانقسامات الطائفية وإضعاف الوحدة الوطنية.
2. النظام الاقتصادي:
رأسمالية المحاسيب Crony Capitalism:
وهو نظام اقتصادي تتداخل فيه مصالح النخب الحاكمة مع مصالح رجال الأعمال، او رجال الأرصفة الذين ياتى لهم من الأرصفة لتملك ونهب موارد الدولة بصيغة رجال اعمال وعبر الاحتكار التام للمناقصات والمزايدات واحيانا عدم وجودها , مما يؤدي إلى توزيع غير عادل للثروة وتدمير ممنهج للاقتصاد والتعليم والصحة والثقافة.
ويتم منح العقود الحكومية والامتيازات الاقتصادية لرجال الأعمال الذين يعملون عند النخب الحاكمة.,
هذا النظام أدى إلى انتشار الفساد وتراكم الثروة في أيدي قلة وهذا النظام أدى لتخريب المدن والبلد والاقتصاد الحقيقي!
الاقتصاد الريعي Rentier State:
في دولة تعتمد بشكل كبير على عوائد الموارد الطبيعية (مثل النفط) لتمويل الاقتصاد.
يعتمد العراق بشكل كبير على عوائد النفط، والتي تشكل أكثر من 90% من إيرادات الدولة, ويتم الإصرار على هذا النموذج خدمة للدول المشغلة لحكام العراق من اجل الاعتماد على الاستيرادات وتدمير الزراعة والصناعة وتشكيل راسمالية الحوزات والمليشيات! وزيادة البطالة والجهل والمرض والجوع!
3. النظام الأمني:
الدولة الهشة Fragile State:
وهي دولة تعاني من ضعف في المؤسسات الأمنية والسياسية، مما يجعلها عرضة للصراعات الداخلية والخارجية.
فالعراق يعاني من ضعف في المؤسسات الأمنية، مما سمح لجماعات مسلحة مثل داعش بالسيطرة على أجزاء من البلاد.
ومازالت عوامل السقوط تنخر في جسد تلك الموسسات!
4. النظام الاجتماعي:
المجتمع المنقسم (Divided Society):
وهو مجتمع يعاني من انقسامات عميقة على أساس طائفي أو إثني.
تم تقسيم المجتمع العراقي بشكل مصطنع وخارج مصالح الشعب بين الشيعة، السنة، والأكراد، مع وجود توترات مصطنعة بين هذه المجموعات من اجل تقسيم البلد بفعل الاعمال الإرهابية المصنعة من قبل ايران وغيرها لابقاء البلد مدمرا مستعمرا .
هذه الانقسامات تعكس نفسها في النظام السياسي والاقتصادي.
5. التصنيف العام:
بناءً على ما سبق، يمكن تصنيف النظام الحالي في العراق على النحو التالي:
نظام هجين (Hybrid Regime): يجمع بين عناصر ديمقراطية شكلية وعناصر غير ديمقراطية.
نظام طائفي (Sectarian System): يعتمد على تقسيم السلطة بين الطوائف.
اقتصاد ريعي (Rentier State): يعتمد بشكل كبير على عوائد النفط.
دولة هشة (Fragile State): تعاني من ضعف في المؤسسات الأمنية والسياسية.
(2)
علاقة النظام العراقي ب الانظمة الكلبتوقراطية والثوقراطية
العلاقة بين النظام العراقي الحالي والأنظمة الكلبتوقراطية (Kleptocracy) والثيوقراطية (Theocracy) هي علاقة معقدة، حيث يمكن رصد عناصر من كلا النموذجين في النظام العراقي، وإن لم يكن بشكل كامل أو صريح:
1. النظام العراقي والكلبتوقراطية (Kleptocracy):
تعريف الكلبتوقراطية:
نظام حكم يستغل فيه الحكام المناصب العامة لتحقيق مكاسب شخصية، مما يؤدي إلى نهب المال العام وتركيز الثروة في أيدي النخب الحاكمة.
علاقة النظام العراقي بالكلبتوقراطية:
الفساد المستشري:
العراق يعاني من فساد واسع النطاق في مؤسسات الدولة، حيث يتم تحويل الموارد العامة لصالح النخب الحاكمة و(رجال الأعمال) المقربين.
وفقاً لمؤشر مدركات الفساد (CPI) الصادر عن منظمة الشفافية الدولية، يحتل العراق مرتبة متدنية بسبب انتشار الفساد.
نهب المال العام:
هناك تقارير عن سرقة مئات الممليارات الدولارات من المال العام عبر عقود وهمية أو مشاريع غير مكتملة.
ويتم توجيه عوائد النفط (التي تشكل أكثر من 90% من إيرادات الدولة) لصالح النخب بدلاً من تنمية البلاد.
تضارب المصالح:
العديد من المسؤولين السياسيين وقادة المليشيات يمتلكون أعمالاً خاصة أو يستفيدون من عقود حكومية، مما يعزز نموذج الكلبتوقراطية.
2. النظام العراقي والثيوقراطية (Theocracy):
تعريف الثيوقراطية:
نظام حكم تعتمد فيه السلطة على الدين، حيث يتم تطبيق القوانين الدينية ويتمتع رجال الدين بنفوذ كبير في صنع القرار.
علاقة النظام العراقي بالثيوقراطية:
نظام طائفي:
بعد عام 2003، تم توزيع السلطة في العراق على أساس طائفي، حيث يتم تخصيص المناصب السياسية وغيرها للشيعة، السنة، والأكراد.
هذا النظام يعتمد على الهوية الدينية والطائفية، مما يعطي الدين دوراً مركزياً في السياسة.
وتم خرق هذا الاتفاق بتزايد دور الإيرانيين عبر التعدي على حقوق الاتفاق في تقاسم المناصب ضد السنة والاكراد مما أدى الى أزمات خطيرة اشهرها سقوط الموصل الذي يراد تكراره!
نفوذ رجال الدين:
لرجال الدين الشيعة، مثل آية الله علي السيستاني، نفوذ كبير في السياسة العراقية, وهو رجل تأخذ الطبقة الحاكمة منه ماتريد وتدوس على مالاتريد منه!
تأثير إيران:
إيران، كدولة ثيوقراطية، لها نفوذ كبير في العراق عبر دعمها للأحزاب والميليشيات والعصابات الشيعية.
هذا النفوذ يعزز الطابع الديني للسياسة العراقية.
3. الفروق والتداخلات:
الكلبتوقراطية مقابل الثيوقراطية:
الكلبتوقراطية: تركز على استغلال السلطة لتحقيق مكاسب مالية.
الثيوقراطية: تركز على استخدام الدين كأساس للحكم وتحقيق مكاسب مالية.
التداخل في العراق:
في العراق، هناك تداخل بين النموذجين، حيث تستخدم النخب الحاكمة الخطاب الديني لتبرير فسادها وتعزيز نفوذها.
على سبيل المثال، كل الأحزاب الدينية تستغل الدين لتحقيق مكاسب مالية وسياسية, وبرزاني يستغل العرق والتاريخ المزور لتابيد بقاء حكم عشيرة برزاني وكذلك ال طالباني.
4. أمثلة من الواقع:
الكلبتوقراطية:
تقارير عن سرقة مئات مليارات الدولارات من خلال عقود وهمية في قطاعات مثل النفط والكهرباء وغيرها او عقود شراء الغاز والنفط من ايران او بيع الدولار او تشكيل شركات الحرس الثوري في العراق او السيطرة على الاقتصاد وتدمير شركات الدولة.
وتوجيه عوائد النفط لصالح النخب بدلاً من تنمية البلاد.
الثيوقراطية:
نفوذ رجال الدين الشيعة في السياسة، مثل آية الله السيستاني.
واستخدام الخطاب الديني من قبل الأحزاب السياسية لتعبئة الجماهير.
ان النظام العراقي الحالي يجمع بين عناصر من الكلبتوقراطية (الفساد ونهب المال العام) والثيوقراطية (النفوذ الديني والطائفي من اجل النهب والتخريب ). هذا المزيج يعكس تعقيدات النظام السياسي في العراق، حيث يتم استغلال الدين لانتاج الفساد والفساد لتعزيز نفوذ النخب الحاكمة. بدون أي إصلاحات جذرية، وان كثر الحديث عنها في كل منعطف تاريخي وسيستمر النظام العراقي في المعاناة من هذه التحديات.
اما كل الحديث عن تسويات تاريخية – بعد سقوط الموصل- او تسويات وطنية بعد دحر المحور الإيراني او الحديث عن إصلاحات مزيفة بعد ثورة أكتوبر- فكله نصب واحتيال لان هذا النظام غير قابل للتجديد او البقاء!
بعد تلك العلاقات هل يمكن تصنيف النظام الحالي العراقي بشي جديد؟
بعد تحليل العلاقات بين النظام العراقي الحالي والكلبتوقراطية (Kleptocracy) والثيوقراطية (Theocracy)، يمكننا أن نصل إلى تصنيف أكثر دقة للنظام العراقي. بالنظر إلى تعقيدات النظام وتركيبته الفريدة، يمكن اقتراح تصنيف جديد يعكس طبيعته الهجينة والفريدة. إليك تصنيفاً جديداً للنظام العراقي:
التصنيف المقترح:
"نظام كلبتو-ثيوقراطي هجين" (Hybrid Klepto-Theocratic System)
(3)
1. كتب:
"The Looting of Iraq: How the U.S. and Its Allies Helped Destroy a Country" by Antonia Juhasz
الموضوع
: يتناول الكتاب الفساد ونهب الموارد في العراق بعد عام 2003.
"Iraq: From War to a New Authoritarianism" by Toby Dodge
الموضوع: يحلل الكتاب تطور النظام السياسي في العراق بعد عام 2003، بما في ذلك الفساد والطائفية.
"The Thieves of Baghdad: One Marine s Passion to Recover the World s Greatest Stolen Treasures" by Matthew Bogdanos
الموضوع: يتناول نهب الموارد الثقافية والمالية في العراق بعد الغزو الأمريكي.
باللغة العربية:
"الدولة الفاشلة في العراق" لؤي خزعل جبر
(PDF) الدولة الفاشلة الدول في العراق
2. تقارير دولية:
تقارير منظمة الشفافية الدولية (Transparency International):
تقارير البنك الدولي (World Bank):
تقارير الأمم المتحدة (United Nations):
________________________________________
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟