|
هواجس واسئلة ــ 396 ــ
آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 00:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن في زمن التفاهة، ، إذا بدك تصدق انظر إلى الائتلاف، إلى دونية نفوس القائمين فيه وعليه. هناك بعض الناس في بلادنا، تراهم يركضون من مكان إلى مكان، يبحثون عن خيمة ما، لعائلة أحد الموتى، ويتمنون أن يكون الميت من الأكابر أو من أصحاب المقامات، يذهبون إليهم بصفتهم معزين، يجلسون في الصفوف الأمامية حتى يأكلون طبق أو طبقين، من الأطباق الفاخرة. النفوس الرخيصة المبتذلة لا يهمها أي شيء، هذا الذي كان يشتريهم غوغول من المقابر، كعبيد أموات في زمن العبودية، في روايته القيمة، النفوس الميتة.
العقائد تصنع في البيوت والمدارس والشارع، وتتوجها الحكومات، لا شيء يأتي من الغيب. يكفي أننا لا نعرف ماهية الإنسان من أين جاء، وإلى أين سيذهب، ولا نعرف سبب وجوده. لكن على الأرجح، أن وجود الإنسان غامض كغموض الكون ووجودنا فيه. يتلقى الطفل عقيدته دون معرفة مسبقة، دون سؤال أو استفسار، تترسخ في عقله، عندما يكبر، بل يتحول إلى قنبلة موقوتة، جاهزة لتنفجر فيه. ملايين المشوهين عبر التاريخ ذهبوا إلى الموت بروح رياضية، سعداء يغمرهم الفرح الكاذب، بمظلة عقلية مشوهة. العقيدة مرض، فيروس يبطش بالبشر، يزرع الكراهية والحقد بين الناس، والانقسام النفسي والسلوكي. نادرا ما يخرج المنتمي إلى عقيدة ما سالمًا عقليًا ونفسيًا وسلوكيًا. التكوين النفسي للمؤمن بعقيدة ما مشوه، مضطرب، معبأ وجاهز للاجهاز على المخالف له
أكتب، أضع احتمالات لكل ما أراه واقرأه أو أسمعه. ربما مهمة هيئة التحرير ستكون سحب السياسة من سوريا، تجفيف الدولة من كل الحمولات القديمة، وأن تكون خالية من السلاح. تحرير الهيئة من أحمالها العقائدية والسياسة، وجعل المنطقة العربية، الخليج وبلاد الشام والعراق مجرد مجموعة اقتصادية، ملف واحد، أطفال روضة بقيادة سياسية إسرائيلية. حرب غزة فتحت الطريق لبناء الخط الامريكي القادم من الهند عبر الخليج عبر بلاد الشام ثم إسرائيل مرورا بالبحر. أنه الخط الموازي للحزام والطريق الصيني، لانهاءه وقطعه. فكرة ربط شمال المتوسط بجنوبه ليس جديدًا، الجديد فيه أن أمريكا هي من ترعاه ومعها إسرائيل بدلاً من أوروبا. ما أكتبه هو احتمال، ووراد جدًا هذا الاحتمال، شرط أن يتم خصاء كل من يلعب بديله. الذي دفعني لكتابة هذا النص، سرعة استجابة الولايات المتحدة لحركة هيئة تحرير الشام، والبارحة قالت الولايات المتحدة أنها ستقدم المساعدة لسوريا. إذًا ما يحدث في سوريا هو برعاية امريكية، وربما أنها تريد احتكار الوضع السوري لوحدها بعيدا عن أوروبا. نغم أوروبا عبر وزيرة الخارجية الالماني كان مختلفا
أما الهواية أو المواطنة، أما العودة إلى الشرش الأول أو الحداثة، لا رابط بينهما. الهواية، انتماء، تراث، العودة إلى الجذور، إلى الشجرة الأولى، هو الحنين إلى البطريرك الأول، العودة إلى الماضي، إلى شرب الحليب الصافي النقي الأبيض، من الأم الأولى، إلى الدفئ الكاذب. المواطنة هو الانتماء إلى العصر بكل قسوته وآلامه، بكل صدامه ووضوحه، لكنه كفاح من أجل الحياة وجهًا لوجه دون رتوش أو حمولات كاذبة أو صادقة، صدام مع القدر المادي، مجابهة الحقيقة بالحقيقة. الهوية هو تبرير، هروب من الحاضر والاختباء خلف ستارة الوهم، وتأجيل الصدام إلى المستقبل. من يريد الهواية، فهي موجودة في لحية أحمد الشرع، ودقن وزراءه وجيشه واتباعه تستطيعون الالتحاق به. وكل من يعتز أو يفتخر بهويته، ليعود إلى حضنها، إلى الدفئ الخرافي. لا مكان ثان سواء المواطنة، الديمقراطية، إلى الدستور والقانون. الخلط بينهما هو كذب ورياء وهروب من استحقاق المستقبل. أحمد الشرع واتباعه سلفيين، منسجمين مع أنفسهم، مع الهوية، صادقين في توجههم. أنتم، المؤمن بالمواطنة لا تخدعوا أنفسكم، ما تريدونه هو في صدام مع الأخر. الشرع مجهز نفسه، سيفه خارج غمده، أنتم احسموا خياركم وجهزوا أنفسكم، كل الأبواب مفتوحة على بعضها. بهذا الصراع ستفتح الشبابيك أما إلى الحرية الحقيقة أو إلى الدفئ الكاذب.
عندما يكتب الروائي أو الشاعر، أو يعزف الفنان، تتصاعد اللذة إلى القمم، تلتحم بين جنبات الكلمات أو الألوان أو النغمات. إن الكتابة رعشة، فعل إيروسي أو امتزاج إلى درجة الالتحام التام بين ذات وذات أو تصعيد فوق التوحد للوصول إلى النهايات، فالفراغ.
لو العرب كانوا جادين لحرروا فلسطين، لو كانوا صادقين لحرروها. في العام 1965 كنت طفلًا في السادسة من العمر، كنت مع زملائي نهتف ونغني ونحمل الاعلام، ونمشي مسيرات بالشورت الأسود والكنزة البيضاء، والخفافة الصينية البيضاء والجوارب البيضاء في الشوارع في ظل البرد في شهر آذار ونيسان، نهتف بتحرير فلسطين وشعبها. بعد عدة عقود اكتشفنا أن العرب كذابين، ليسوا أصحاب موقف أو قضية، أغلبهم يباع بالمال السياسي، ولا قيمة للأرض والشرف عندهم. فيتنام تحت أعنف قصف ركعت الولايات المتحدة، وانتصرت، أنها الإرادة والحق والقيمة الأخلاقية لقضيتهم. خلال حرب غزة، نزلت شعوب أوروبا والولايات المتحدة، إلى الشوارع، ووقفوا إلى جانب شعب غزة المنكوب، بينما صمتت الشعوب العربية والإسلامية. لم أعد أصدق العربي، لقد خذلنا في كل مكان، ضيعنا أعمارنا من أجل هذه القضية وخرجنا منها مكسورين خائبين، وقضية فلسطين هي هي، بل تراجعنا مئات السنين إلى الوراء دخول
الكلمات سفينة الإنسان للإبحار في عمق الوجود، على ظهرها نسبح ونحلق ونطير ونتعب ونتألم ونمارس الغواية والتورية والنور والظلمة. ونخادع ونصادق، نرسم ونلون ونعزف ونكتب، نغني ونشتم بها نحب وبها نكره، ننتقل إلى الآخر ونندمج فيه أو ننفر منه. بالكلمات نصنع الله والشيطان، نحب الأول ونكره الثاني. نخرج من صدورنا المشقوقة أسرارنا وأمانينا ونودعها في الآخر. بها نخفف الأعباء والمتاعب وننتظر. بها نتملق ونتحول إلى عبيد، ونبقى وننقاد.
قبل السجن كنت مشغولًا بالعمل وظروف الحياة ومشاغلها والمشاكل التي كانت تعترض طريق سيري. وعملت بأقصى جهدي أن أصل إلى بر الأمان سواء لنفسي أو لأهلي. فشلت كثيرًا ونجحت قليلًا لم أكن متفرغًا لنفسي حتى أعرفها. وكنت بعيدًا عنها في السجن تفرغت لنفسي طويلًا من أجل فهمها. جلست معها كثيرًا وحاورتها، علني استخلص العبر من الأخطاء الجسيمة التي وقعت بها سواء في علاقتي بنفسي أو بالأخرين. دخلت الممرات المعتمة والمجنونة في ذاتي، التناقضات والتوافقات الكامنة في داخلي. وقد وصلت إلى استنتاج واحد: ـ أنني أستطيع معرفة الأخرين أكثر مما أعرف نفسي.
تكون الديمقراطية قيمة إنسانية عالية إذا شملت دول العالم كله، وشعوبه. تستطيع الدولة أن تفرض الديمقراطية على المجتمع، إذا كان هناك نية حقيقية في ذلك، إلى أن تستقر وتصبح جزء من تكوين الناس. تركيا كانت أكثر سواءا من بلادنا، وكوريا الجنوبية، واليونان وتشيلي والبرلزيل والارجنتين. سوريا في ظل الانتداب تناغمت مع الديمقراطية بعد آلاف السنين من الاستبداد، وكان هذا مثار استغراب دائم لي، ومصر. الديمقراطية الناشئة تحتاج إلى دعم الأمم المتحدة، أن تقر قوانينها الانتقال السلمي للديمقراطية، أي أنها بحاجة إلى دعم دول العالم باتجاه السير نحو الديمقراطية. المسألة ليست سهلة لكنها ممكنة
رأس المال العربي لا يغامر بتوظيف أمواله في القضايا الفكرية والثقافية، لا يرونه مهمًا أو ضروريًا بالتالي يهملونه. كانت مصر وبيروت ودمشق وبغداد مراكز ثقافية متوهجة في السابق، دمرها العسكر وخربوها. والعسكر جاءوا من بيئة ثقافية ميتة، ثقافيًا ومدنيًا، لا مرجعية ثقافية لهم ولا مدنية. الثقافة تزدهر في المدينة النابضة بالحياة، في البيئة المدنية. عندما تخرب المدينة، مدنيتها، المجتمع المدني، تخرب الضمائر والأخلاق وتموت القيم، ويتعرى الجمال، يتحول إلى بشاعة.
في اللحظة التي نعشق فيها أنفسنا، ننسى أن هذا الذي نكتب عنه هو نحن. أحدنا طيف والأخر طيف ولا تطابق بين الأنا وظلي.
بدأ مشروع الشرق الأوسط الأمريكي في العام 1949 على أثر أول أنقلاب حدث في سوريا بدعم امريكا صدق كيسنجر عندما قال, الشرق الاوسط يدخل في اطار الامن القومي الامريكي. لن نسمح لأي طرف يقترب منه حتى من شعوبه وحكامه. وما زال البعض يعتقد ان لروسيا دور.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هواجس حول الثقافة ــ 395 ــ
-
هواجس ثقافية وسياسية ــ 394 ــ
-
هواجس إنسانية وثقافية ــ 393 ــ
-
هواجس التاريخ ــ 392 ــ
-
هواجس وهواجس 391
-
هواجس خاصة وعامة 390
-
هواجس أدبية ــ 389 ــ
-
هواجس متعددة 388
-
هواجس في الحياة ــ 387 ــ
-
هواجس عن قراءات متعددة 386
-
هواجس عن العلمانية والإسلام ــ 385 ــ
-
هواجس اجتماعية وسياسية عامة 384
-
هواجي عن سجن تدمر ــ 383 ــ
-
هواجس أدبية ودينية ــ 382 ــ
-
هواجس ثقافية ــ 381 ــ
-
هواجس عن الاستبداد والعلمانية 380
-
هواجس عن الاستبداد ــ 379 ــ
-
هواجس أدبية 378
-
هواجس 377
-
هواجس عامة وخاصة 376
المزيد.....
-
بيان سعودي يعلق على خريطة -إسرائيل التاريخية- بعدما نشرتها -
...
-
وفاة جان ماري لوبان.. لماذا يصف جزائريون -اليميني المتطرف- ب
...
-
ملكة جزماتي.. -طباخة ميركل- تتحدث لترندينغ عن عودتها إلى سور
...
-
شاهقة مائية استثنائية وأمطار غزيرة وسيول جارفة تضرب السعودية
...
-
تحذيرات صارمة من فريق ترامب لموظفي البنتاغون.. إثبات الولاء
...
-
هل العالم مستعد لمواجهة الجائحة المقبلة؟
-
توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بشكل مؤقت
-
فريق ترامب يعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمني بين روسيا والولايا
...
-
مسؤولون إسرائيليون: الجيش اللبناني ضعيف.. قادة يتعاونون مع ح
...
-
فرنسا: تصريحات ترامب حول غرينلاند شكل من أشكال الإمبريالية
المزيد.....
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
المزيد.....
|