مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 14:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أثق بالجولاني تمامًا لا لشيء سوى لأنه يبحث عن السلطة و البقاء فيها ، أثق بأن الرجل لا يريد من العنف و الذبح و الكراهية أكثر مما يحتاجه ليبقى في السلطة ، لا يريد الرجل إرضاء أية أحقاد أو نوازع انتقامية أكثر مما يكفيه للبقاء في السلطة ، كل شيء عنده : الحرية ، القمع ، الذبح ، العدالة ، الوطن و الطائفة الخ ، قابل للاستخدام و للنقد في نفس الوقت بحسب ما يحتاجه في هذه اللحظة و الفائدة التي قد يحصل عليها لصالح هدف وحيد هو البقاء في السلطة... و بنفس الطريقة ينظر الرجل إلى العلاقة مع أمريكا ، إسرائيل السعودية قطر أردوغان خامنئي الخ و الأهم من كل ذلك مع السوريين أنفسهم رعاياه الجدد .... يغافل الكثيرون أنفسهم أو يغافلونا عندما يتحدثون عن مؤتمر جامع و عن حوار وطني أو عدالة انتقالية الخ ، لا يحتاج المرء لعقل استثنائي أو تجربة سياسية خاصة ليعرف أن الرجل جاء ليحكمنا ، و شبيحته توقفوا عن تصوير الرجل كبطل ديمقراطي هذا إن كانوا قد فعلوا ذلك أصلا ، يكتفون بتذكيرنا بأن الرجل هو من حررنا و بالنظام السابق و بقمعه إلى جانب مسرحيات غبية كمسرحية سجن صيدنايا و تشبيح لا يختلف عن شبيحة الأسد ، كل ما سيأتي سيكون فقط لرسم طبيعة العلاقة بين الرجل و بين النخب و بينه و بين القوى الاقتصادية و الاجتماعية أو الأهلية المهمة ... هذا ليس جديداً علينا ، عاشه آباؤنا فقط قبل ٥٥ عاماً مع الأسد الأب ، هكذا تمامًا بدأ الأسد حكم سوريا ، لم يبدأ الأسد الأب بالمجازر و لم يرسل أخاه الأصغر رفعت إلى حماة ليمحيها عن الأرض و لم يعتقل الإخوان و لا الشيوعيين يومها ، اعتقل الأكثر خطراً عليه و هم رفاقه و قادته السابقين ، تمامًا كما فعل أسدنا الجديد في طريقه إلى قصر الشعب , ثم سيأتي الدور على الجميع .... بدون إطالة من السذاجة انتظار نتائج اعجازية من الأسد الجديد غير تلك التي انتهى إليها الأسد الأول ... بشكل من الأشكال يمكن القول أن تاريخنا منذ معاوية و ربما منذ حمورابي و رمسيس ، هو تاريخ الانتقال من أسد إلى آخر
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟