أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.














المزيد.....


إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إحدى الركائز الأساسيّة في هذه الاستراتيجيّة، كانت -ولا زالَت- تتمثَّل بتعزيزِ دور إسرائيل كقاعِدةٍ استعماريّة مُتقدِّمة، تهدِف إلى أن تُصبِح مركزًا لإدارة المِنطقة، وهو ما تجسَّد في فرض ما يُسمّى "السلام مُقابل السلام"، الذي كان يعني ببساطة تسليم الدُّول العربيّة بمخطَّطاتِ الولاياتِ المُتَّحدة، دون شروطٍ أو اعتِراض. هذا الأمر يعكس حالة من التواطؤ التي فُرِضَت على الدُّول العربية، والتي تمثَّلت في تبنّي السياساتِ الأميركيّة في المنطقة، بما في ذلك، تطبيعِ العلاقات مع إسرائيل، رُغمَ استمرارِ الاحتلال الإسرائيليّ للأراضي الفلسطينيّة، ومؤخّرًا، توسّع احتلالِه للجُولأن السّوري، وقُربه مِن دِمشق، بشكلٍ لا مثيلَ لهُ مِن قبل.

تسعى الولايات المتحدة من خلال هذه الاستراتيجيٍة إلى تفكيك الدُول العربيّة إلى دُويلاتٍ صغيرة ومُقسَّمة، تكون جميعها تحت النفوذ الغربيّ، سواء من خلال تفعيل اتفاقيات "السلام" أو من خلال استخدام "القوّة العسكرية".
ورُغم ما يُظهِرهُ الغَرب من قوَّةٍ هائلة في المِنطقة، إلّا أنَّ الواقع التاريخيّ والاقتصاديّ يُشير إلى أنَّ هذه السّياسات لم تعُد قابِلة للاستمرار. فالعالَم اليوم أصبحَ أكثر تعدُّديّة، مع تَزايُد القوّة الاقتصاديّة والسياسيّة للدُول غير الغربيّة، مثل الصين وروسيا، ما جعلَ من الاستراتيجيّات الأميركيّة القديمة أمرًا صعبًا.

وقد يكون هذا الأمر، هو الّذي دفعَ الكيانِ الصّهيونيّ إلى وضعِ خُططٍ تواجِه هذا الإنكفاء للحليف الغربيّ، وتقدُّم القِوى الطّامحة للحُصول، أكثَر، على دورٍ عالميّ، غير مسبوق لها. وقَد تُرجِمت هذه المخاوف بالعديدِ مِن التحرُّكاتِ الإسرائيليّة، على المُستويين، الإقليميّ والعالميّ، والّتي يُريد بها الكِيان، أن يُثبِّت حضورَه الدّائم في المنطَقة، وأنّهُ صاحِب السّكين الّذي لا يُمكِن أن يغيّب عن تقطيعِ "كيكَة" الشّرق الأوسط.

ويبقى مِن أهمّ تلكَ التحرّكات/الخطوات للكيان الصهيونيّ، هي موافَقة حكومَة "النِّتن" الإسرائيليّة (الّتي صدرَت قبلَ أسبوعين) على توسيع المُستوطَنات في "هضبة الجولان" المُحتلّة. إذ تأتي هذه الخُطوة في إطارِ عدّة أهدافٍ سياسيّة واستراتيجيّة، تعكِس التوجُّهات الداخليّة والخارجيّة للكيانِ الصهيونيّ في المِنطَقة.

ويهدِف الكيان الصهيونيّ ِمن هذا "التّوسيع" إلى:

- تعزيزِ السيطَرة الأمنيّة والجغرافيّة: حيث تُعتَبر منطِقة الجُولان ذات أهميّة استراتجيّة للكيانِ الصهيونيّ. فهي توفِّر لها عُمقًا أمنيًّا ضدّ الهجمات مِن سوريا. كما أنّها تجعَل الكِيان أكثر تعزيزًا لوجوده في المِنطَقة، وأكثَر تأكيدًا لسيادَته، خاصةً في ظلّ التطوّراتِ المهولَة في الإقليم.

- الشرعيّة الدوليّة والسياسيّة: لا أعتَقد أنّهُ يخفى على أيّ متابعٍ للشإنِ السياسيّ، على المُستوى الإقليميّ، بأنَّ "النِّتن" وحُكومته لا يوفّرانِ جهدًا في سبيلِ فرض واقعٍ جديد على الأرض ؛ يُعزِّزان به موقِفهما في مواجَهة أيّ ضغوطٍ دوليّة. فمنذُ أن اعتَرفت الولاياتِ المُتّحدة، بقيادة ترامب، في رئاستِه الأولى، بسيادَة الكِيان على الجُولان، وهناكَ تعزيز سياسيّ لهذا التوجُّه مِن قِبل القيادة الكيانيّة الصهيونيّة.

- إكمالًا لأكذوبَة "طبّعوا معنا. فنحنُ سنحميكُم" : هذه مقولةٌ ردِّدَت كثيرًا على مسامعِ مَن طبّعوا/ومَن يسعونَ لذلك مَع إسرائيل. فهي كانَت تغريهم بتعزيزِ المصالِح الاقتصاديّة، وتبادُل الثّرواتِ الطبيعيّة، وتعزيزِ وتنمِية المشاريع الزّراعيّة الخصبة، كما أنّ المناطِق الّتي يتمّ استيطانها من قِبل إسرائيل، تجعلها نُقطة جذبٍ للإستثمار؛ لتحفيزِ الاقتصاد الإقليميّ. لكن، في حقيقَة الأمر، تُبطِن إسرائيل وراء ذلك الكثير مُن مخطّطاتها، أهمّها، أن تؤكِّد للجميع، وبدعم حلفاءها مِن الغَرب والولايات المُتّحدة، أنّها القوّة الأعظم في المنطقة، واللّاعب الأكثر تأثيرًا للأمن الإقليميّ للمِنطَقة.

- إماتَت كُلّ المُحاولات قبل أن تولَد: تسعى إسرائيل، مِن خلالها توسيع استيطانها لهضبة الجولان المُحتلة، إلّى إماتَت أيّ فرصة لإستِعادَة الجولانِ مُستقبلًا. وبهذا، تكون إسرائيل قد أكّدَت للمُجتَمع الدّوليّ، بأنّها لن تتراجَع عن سيادَتها على الجولان.

في النهاية، هناك قواعدٌ جيوسياسيّة يصعُب تجاوزها، وهي الإرث الثّقيل الّذي تحمِله السّياساتِ الأمريكية في المِنطقة. رغم ذلك، فإنَّ حركَة التّاريخ قادرة على التكيُّف، والمكاسِب المؤقَّتة لطرفٍ ما، قد تكون ناتِجة عن ظروفٍ ساعدَت في تسريعِ صُعودِه. كما أنَّ المُعادلاتِ الدوليّة هي أمرٌ لا يُمكِن أن يكون هامشيّ، بل هي المُحرِّك الأساسيّ لإنزياحاتِ الجُغرافيا السياسيّة.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة للأشقّاء السوريين.
- الصراع في سوريا المنطقة: صفقاتٌ خفيّة وتحدّيات مصيريّة.
- الهيمنة الغربيّة على حوض المحيط الهندي: قراءة تاريخية وتحليل ...
- برغماتيّة ترامب وموالاته للحركة الصهيونيّة.
- علينا أن نّفكّر بمنطق.
- ماذا علينا أن نفعل بعد صرخَة -آرون-.
- لنُراهن على ذاتنا، ولنتوقّف عن تقديس أداة الفُرس.
- المُقاومة وتصريحات وزراء الخارجيّة العَرب..
- فرحةٌ للوطَن ومِن ثمّ لنا.
- معمعة التخبُّط والمتاهات: الكيان الصهيونيّ أنموجًا.
- خذلناهم، لكنّهم سينتَصرون، وسيعيدون رسم خريطة العالَم.
- مِن جريمةٍ إلى أُخرى.
- صراع الذكاء الصناعيّ والغباء البشريّ
- الشهادات العلميّة للمُجتمع، والعلم لمن أراد.
- -الفزعات العشائرية والمناطقية داخل الجامعات.-
- -داء الإنغلاق على الذّات الذي لا دواءَ لهُ -
- الكوارِث ما بين دناءة وإنسانيّة مُقدّمي المُساعدات
- النّجاة تكون بالتّوفيق بينَ العلم والدّين..وليسَ بتمديدِ الف ...
- لنخلَع عباءة الصّراع الدّينيّ التي ألبسنا إيّاها أصحاب المصا ...
- دور الدّين في السلطة السياسية، وفرضه على الآخر المُخالف.


المزيد.....




- روسيا.. احتدام القتال في منطقة كورسك وموسكو تعلن سيطرتها على ...
- كندا وبنما وغرينلاند.. ما قد لا تعلمه عن أهمية وموارد 3 مناط ...
- مجلة: على الغرب الإقرار بانتصار روسيا بفضل الحلول الابتكارية ...
- وزير مصري سابق يكشف تفاصيل مثيرة أعقبت ثورة يناير وموقفه مع ...
- سوريا.. إصابات بانفجار مستودع للذخيرة في ريف حلب (فيديو)
- تحطم طائرة غرب أستراليا يودي بحياة سائح سويسري وآخر دنماركي ...
- إصابات وذعر وآلاف المنازل المدمرة.. الحرائق تخرج عن السيطرة ...
- الحرب في يومها الـ440: مستشفى ناصر يحذر من موت المرضى اختناق ...
- غالبية الألمان: تصريحات ماسك تصب في صالح حزب -البديل-
- موقع إسرائيلي يشيد بإزالة وزارة التعليم المصرية -مظاهر معادا ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - إسرائيل كقاعدة استعماريّة وأداة للهيمنة.