الحزب الشيوعي الكوبي
الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 11:44
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بقلم أتيليو بورون
6 يناير 2025
قبل أيام، احتفلنا بجدارة بانتصار حركة 26 يوليو، والإطاحة بالديكتاتور فولجينسيو باتيستا و انتصار الثورة الكوبية. كل هذا حدث في عام 1959.
ولكن دعونا لا ننسى أنه أيضا في 1 يناير 1804، بلغت أول ثورة شعبية ومناهضة للعبودية ومناهضة للاستعمار في الأمريكتين ذروتها.
في ذلك اليوم هزم الوطنيون الهايتيون الفرنسيين الذين احتلوا الجزيرة ونهبوها لأكثر من قرن.
تحت قيادة جان جاك ديسالين وعلى خطى من بدأها سابقًا توسان لوفرتور، الذي توفي قبل عام من الانتصار، ألغت الثورة الهايتية العبودية في مستعمرة سانت دومينغ الفرنسية وأسست أول جمهورية سوداء في العالم. دفعت هايتي الثمن بأكثر من قرنين من القمع الاستعماري الجديد والتخلف والجرعات غير العادية من العنف السياسي ،لجرأتها الجمهورية والديمقراطية، والاعتقاد بأن إعلان حقوق الإنسان والمواطن، المولود من الثورة الفرنسية، سيطبق بالتساوي على السود و الخلائس الذين سكنوا مستعمراتها.
نادرا ما نتذكر أن هايتي هي البلد الذي عانى من أطول احتلال أمريكي في الأمريكتين. وصل مشاة البحرية في عام 1915 وانسحبوا رسميا في عام 1934، ولكن التأثير العملي للبيت الأبيض في شؤون حكومة هايتي استمر حتى عام 1947. بعد عقد من الزمان تقريبًا ، ستستعيد واشنطن السيطرة على هايتي من خلال خادم مناسب: ديكتاتورية فرانسوا "بابا دوك" دوفالييه الدموية، الذي ترك إرث خمسين ألف هايتي مقتول. خلف دوفالييه ابنه جان كلود "بيبي دوك" دوفالييه، بحيث استمرت السلالة الرجعية التي فرضتها الولايات المتحدة حتى عام 1986، عندما أطيح ب "بيبي دوك" في انقلاب. كان تبرير تثبيت الطغيان الشرس لدوفالييه الأب هو الحاجة إلى احتواء "توسع الشيوعية" في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى، والذي أثار قبل فترة وجيزة، في عام 1954، انقلاب وكالة المخابرات المركزية في غواتيمالا - أول انقلاب "للوكالة" في المنطقة - و الإطاحة برئيسها الشرعي جاكوبو أربينز ونفيه.
غزت الولايات المتحدة هايتي مرة أخرى في عام 1994 ومرة أخرى في عام 2004. ومنذ ذلك الحين، كان وجودها، بشكل مباشر أو غير مباشر، ثابتا في الجزيرة الكاريبية التي طالت معاناتها، و هي الرائدة الاولى للنضالات من أجل الاستقلال والسيادة الوطنية في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. إنها مسألة شرف أن تتذكر وتكرم، كما فعل خوسيه مارتي في وقته، النضال الرائد لشعب هايتي وانتصارهم التاريخي في 1 يناير 1804.
المصدر: Cuba en Resumen
#الحزب_الشيوعي_الكوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟