أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - مصر تحت حكم عباس حلمي الأول: استراتيجية الاستقلال في مواجهة التنافس الأوروبي والعثماني















المزيد.....


مصر تحت حكم عباس حلمي الأول: استراتيجية الاستقلال في مواجهة التنافس الأوروبي والعثماني


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د.حمدي سيد محمد محمود

في سياق تاريخ مصر الحديث، يعد عهد عباس حلمي الأول من الفترات المفصلية التي شكلت ملامح السياسة المصرية في القرن التاسع عشر. فقد كان حكمه بداية لمرحلة من التحولات السياسية والاقتصادية التي انعكست بشكل غير مباشر على وضع مصر داخل الإمبراطورية العثمانية وعلى علاقتها بالقوى الأوروبية المتنفذة آنذاك. تولى عباس حلمي الأول حكم مصر في عام 1848 في وقت كانت فيه الدولة العثمانية تعيش مرحلة من الضعف الداخلي والركود السياسي، وهو ما فتح المجال أمام القوى الأوروبية - بريطانيا وفرنسا تحديدًا - للتدخل بشكل متزايد في شؤون المنطقة، ما يضع مصر في مفترق طرق حساس بين الولاء للباب العالي وتحقيق طموحاتها الاستقلالية.

لقد سعى عباس حلمي إلى أن يكون حاكمًا مستقلًا في سياساته الداخلية والخارجية، وظهرت محاولاته الجادة لتطوير البلاد وإحداث إصلاحات جذرية في النظام الإداري والاقتصادي. ورغم هذه المحاولات، كان حريصًا على الحفاظ على المظاهر الرسمية للولاء للسلطان العثماني، إذ كان يدرك تمامًا أن التفريط في هذه الواجهة قد يعرض مصر للتهديدات الخارجية التي سعت القوى الكبرى إلى فرضها عليها. ومع ذلك، لم يكن عباس حلمي في موقف الخضوع الكامل للسلطة العثمانية، بل تبنى سياسة توازن دقيقة بين تحقيق المصالح الوطنية لمصر والحفاظ على علاقات استراتيجية مع الدولة العثمانية، التي كانت قد فقدت الكثير من قوتها وسط ضغوط سياسية وعسكرية.

وفي مواجهة القوى الأوروبية التي كانت تطمح في توسيع نفوذها، سعى عباس حلمي إلى تحييد التدخلات الأجنبية قدر الإمكان، مع الحفاظ على مسار من التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصًا مع بريطانيا التي كان لها وجود قوي في البحر الأبيض المتوسط. هذا التوازن بين الاستقلال الداخلي والحفاظ على سيادة الدولة العثمانية من جهة، وبين مقاومة التدخلات الأوروبية من جهة أخرى، جعل من فترة حكمه مرحلة غنية بالأحداث والتحديات التي أثرت بشكل عميق في مسار العلاقات الدولية لمصر وتاريخها السياسي.

من خلال استعراض سياسة عباس حلمي الأول تجاه الدولة العثمانية والدول الأوروبية، نستطيع أن نرى كيف أن سياسته كانت مزيجًا من الحنكة السياسية والواقعية التي سعى من خلالها إلى تأمين استقلال مصر، في وقت كانت فيه القوى العظمى تحاول رسم خرائط جديدة للمنطقة.

سياسية عباس حلمي الأول تجاه الدولة العثمانية والدول الأوروبية

سياسة عباس حلمي الأول تجاه الدولة العثمانية والدول الأوروبية كانت محورية في تاريخ مصر خلال فترة حكمه من 1848 حتى 1854. هذا الفترة شهدت محاولات من عباس حلمي لتأكيد استقلال مصر وتعزيز مكانتها داخل الإمبراطورية العثمانية، إضافة إلى التعامل مع القوى الأوروبية الكبرى التي كانت تسعى للتدخل في الشؤون المصرية. إليك عرضاً مفصلاً عن سياسات عباس حلمي الأول:

1. السياسة الداخلية والعلاقة مع الدولة العثمانية

عباس حلمي الأول تولى حكم مصر في وقت كانت فيه الدولة العثمانية تشهد ضعفاً شديداً، خصوصاً بعد تراجع قوتها في مواجهة الضغوط الأوروبية، وخاصةً من بريطانيا وفرنسا. ومنذ بداية حكمه، سعى عباس حلمي إلى تعزيز سلطته في مصر وتحديد موقعها بشكل مستقل عن الدولة العثمانية، ولكن دون أن يخرج عن الطاعة الرسمية للخلافة العثمانية، إذ كان يدرك أهمية الحفاظ على العلاقات مع الباب العالي.

تحقيق استقلال نسبي في الحكم:

رغم تأكيده على ولائه للدولة العثمانية، إلا أن عباس حلمي كان يسعى إلى تقوية حكمه الذاتي في مصر، مع الحفاظ على شكل من أشكال السيادة العثمانية. كان يولي اهتمامًا كبيرًا بإدارة شؤون مصر الداخلية دون تدخل مباشر من الباب العالي، إذ كان يعين بعض المسؤولين والولاة من خارج دائرة التعيينات العثمانية التقليدية.

إصلاحات إدارية واقتصادية:

عباس حلمي قام بعدد من الإصلاحات على الصعيدين الإداري والاقتصادي لتعزيز الاستقرار في مصر. أعاد تنظيم المرافق الحكومية، وقام بتطوير نظم الضرائب وأصدر قوانين تساهم في تحسين إدارة الأراضي الزراعية. كما سعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي من خلال تشجيع الزراعة والصناعة، مما أكسبه شعبية بين المصريين.

الجيش والبحرية:

تحت حكمه، أولى عباس حلمي أهمية كبيرة للقوات المسلحة، خاصة البحرية، محاولًا تقويتها كي تكون قادرة على الدفاع عن مصر أمام التهديدات من القوى الأوروبية. في الوقت نفسه، كان هناك تأثير عثماني محدود على بناء الجيش المصري، إذ كان الباب العالي لا يتدخل بشكل كبير في شؤون الجيش المصري، مما سمح لعباس بتطويره بما يتناسب مع مصالحه الخاصة.

2. السياسة الخارجية تجاه الدولة العثمانية

على الرغم من سعي عباس حلمي الأول لتحقيق استقلالية في إدارة شؤون مصر، إلا أنه ظل يتبع سياسة التوازن مع الدولة العثمانية.

ولاء ظاهري للخلافة العثمانية:

كان عباس حلمي حريصًا على الحفاظ على موقف الولاء الظاهري للسلطان العثماني في إسطنبول. هذا الولاء كان بمثابة حماية لمصر من التدخلات الخارجية، خصوصًا من بريطانيا وفرنسا، اللتين كانتا تسعيان لاستغلال ضعف الدولة العثمانية لمصالحهما. وبالرغم من تحركاته الاستقلالية، كان عباس يحاول دائمًا أن يظهر ولاءه في مواجهة التحديات العثمانية.

العلاقات مع الباب العالي:

لم تكن العلاقات بين عباس حلمي والدولة العثمانية خالية من التوترات. ففي عام 1852، نشب خلاف بين عباس حلمي والسلطان العثماني عبد المجيد الأول حول قرارات سياسية معينة، الأمر الذي أدى إلى محاولة الباب العالي عزل عباس، لكن هذا لم يكن موفقًا، حيث تمسك عباس بحكمه وأصر على رفض التدخل العثماني في شؤون مصر الداخلية.

3. السياسة تجاه الدول الأوروبية

شهدت فترة حكم عباس حلمي الأول تعدد التدخلات الأوروبية في شؤون مصر. كانت بريطانيا وفرنسا، في المقام الأول، تسعيان للتوسع والنفوذ في مصر، سواء عبر السيطرة الاقتصادية أو التدخلات العسكرية.

العلاقات مع بريطانيا:

كان لبريطانيا تأثير كبير في مصر خلال هذه الفترة، خاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري. وكان عباس حلمي يحاول التعامل مع البريطانيين بحذر، حيث سعى إلى المحافظة على العلاقات التجارية معهم وفي الوقت نفسه رفض محاولات التدخل البريطاني في شؤون مصر الداخلية. رغم ذلك، كان هناك تعاون جزئي بين عباس وبريطانيا، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية مثل السكك الحديدية والموانئ.

العلاقات مع فرنسا:

في المقابل، كانت العلاقة مع فرنسا أقل قوة. كان للفرنسيين اهتمام في الحفاظ على مصالحهم في مصر بعد الحملة الفرنسية، وكانوا يسعون للعودة إلى التأثير في شؤونها. لكن عباس حلمي كان حذرًا من أي محاولات فرنسية للهيمنة على مصر، خاصة بعد تحركات نابليون الثالث في البحر الأبيض المتوسط. وبالرغم من ذلك، حافظ عباس حلمي على بعض العلاقات الاقتصادية مع فرنسا، خصوصًا في مجال التجارة والمنتجات الفرنسية.

القضايا الاقتصادية مع القوى الأوروبية:
كانت القوى الأوروبية تسعى للاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية لمصر، خاصة في ظل موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر وقناة السويس التي كانت قيد البناء. عباس حلمي حاول استغلال هذه العلاقات لصالح مصر، ولكن مع الحفاظ على استقلاليته في اتخاذ القرارات.

4. الاختلافات مع الباب العالي ونتائج حكمه

في السنوات الأخيرة من حكمه، تطورت الخلافات بين عباس حلمي والسلطان العثماني عبد المجيد الأول، خصوصًا في ما يتعلق بالسياسات الداخلية والخارجية. وفي عام 1854، تعرض عباس حلمي للضغط من الباب العالي بسبب تزايد استقلاليته، مما أدى إلى عزله وتعيين والي عثماني جديد مكانه.

وهكذا نرى أن سياسة عباس حلمي الأول في فترة حكمه لمصر تجسد توازنًا دقيقًا بين تعزيز حكمه الذاتي وبين الحفاظ على الظاهرية في التبعية للدولة العثمانية. كما تعامل مع القوى الأوروبية بحذر، محاولًا الحفاظ على مصالح مصر دون السماح لأي من تلك القوى بالتدخل المفرط في شؤونها الداخلية.

في ختام استعراض سياسة عباس حلمي الأول تجاه الدولة العثمانية والدول الأوروبية، يتضح لنا أن حكمه كان فترة فاصلة في تاريخ مصر الحديث، حيث سعى خلالها إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على سيادة مصر الداخلية والتمسك بالولاء الظاهري للسلطان العثماني. لقد كان عبورًا محفوفًا بالتحديات السياسية والاقتصادية التي فرضتها الضغوط المتزايدة من القوى العظمى في ذلك الوقت. من خلال سياسته الاستقلالية، التي جمعت بين الحذر والذكاء السياسي، استطاع عباس حلمي أن يحقق نوعًا من الاستقرار الداخلي، على الرغم من تقلبات العلاقات مع الباب العالي وحركات التدخل الخارجي من بريطانيا وفرنسا.

إن حنكة عباس حلمي السياسية لم تكن مقتصرة على مجرد البقاء في دائرة التأثير العثماني، بل كانت تستهدف أيضًا تعزيز مكانة مصر كقوة إقليمية مؤثرة. ورغم صعوبة الظروف، نجح في إجراء إصلاحات هامة شملت النظم الإدارية والاقتصادية، مما مهد الطريق لتحولات سياسية كبيرة في مصر في العقود التالية. إلا أن النهاية غير المتوقعة لحكمه تعكس تعقيدات الصراع بين الطموحات الوطنية والواقع الدولي، وكيف أن التوازن بينهما قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج غير متوقعة.

وفي النهاية، يظل حكم عباس حلمي الأول نقطة محورية في تاريخ مصر، حيث تجسد فيه الصراع بين الاستقلال والسيادة في وقت كانت فيه الدولة العثمانية تمثل عمقًا استراتيجيًا لمصر، بينما كانت القوى الأوروبية تتربص بها في كل زاوية. لقد سعى عباس حلمي إلى بناء مصر قوية ومستقلة في قلب عالم مضطرب، وفي هذا السعي، ترك إرثًا من التحديات التي شكلت الأساس لمسار العلاقات بين مصر والدولة العثمانية، وكذلك مع القوى الأوروبية في المستقبل.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة طليطلة: إرث الحضارة العربية في تشكيل الفكر الغربي
- القلق الوجودي: جدلية الحرية والإيمان في فلسفة سورين كيركغارد
- الفينومينولوجيا الدينية: رؤية جديدة لفهم الدين في زمن ما بعد ...
- مفهوم الخلق الإلهي: بين تأويلات الفرق ومسارات الفلسفة الإسلا ...
- قراءة في فكر مونتسكيو: نحو أنظمة ديمقراطية عربية مستدامة
- قوة القيم: الفضيلة التنظيمية كاستراتيجية لتحسين الأداء والسم ...
- ما بعد الكولونيالية: قراءة نقدية لإرث الاستعمار في العقول وا ...
- تاريخ الفلسفة الغربية: محطات أساسية في سعي الإنسان لفهم الوج ...
- بين الفلسفة والدين: قراءة في خلاف الغزالي وابن رشد
- مقاومة الفكر والروح: كيف تحدى ديترش بونهوفر النازية
- نقد الفلسفات الغربية في فكر الإمام محمد باقر الصدر: رؤية إسل ...
- جون كينيدي: إعادة تشكيل معايير القيادة الأمريكية في عصر التح ...
- العلموية في ميزان النقد: قراءة فلسفية وثقافية شاملة
- الفينومينولوجيا: نحو إدراك عميق للواقع من خلال الوعي
- نحو مشروع حضاري عربي: الحرية والهوية في منظور محمد قنون
- خوسيه موخيكا: الزعيم الذي عانق البساطة وصاغ تاريخ الأوروغواي
- فلسفة المابعديات مواجهة التحديات المعرفية والثقافية في عالم ...
- إعادة تعريف الهوية اليهودية: الحاخام يعقوب شابيرو في مواجهة ...
- الثالوث المسيحي: بين غموض التأويل وتناقض المفهوم
- انهيار اليقين: التحولات الجذرية في الفلسفة الأوروبية الحديثة ...


المزيد.....




- عضو القبعات الخضر بالجيش الأمريكي استخدم -الذكاء الاصطناعي- ...
- ترامب يشعل ضجة بنشره خريطة أمريكا وضم كندا فيها
- قطر تمد -يدها البيضاء- لتحقيق وعود حكومة محمد البشير بزيادة ...
- كوبا: فقدان 13 جنديًا بعد انفجارات في مقاطعة هولغوين الشرقية ...
- وسط الأنقاض: كيف احتفل الأرثوذكس بعيد الميلاد في غزة؟
- حملات أخبار كاذبة عن سوريا .. هل تدفعها للحرب الأهلية من جدي ...
- فيروس الميتانيمو البشري.. خطر جديد في الصين يصيب جهاز التنفس ...
- طهران تنتقد تصريحات ماكرون بشأن دورها في الشرق الأوسط وتصفها ...
- خبير عسكري: الاحتلال سيواصل إخلاء شمال غزة رغم خسائره
- أزمة سكانية خطيرة تواجه اليابان مع تراجع معدلات الولادة إلى ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - مصر تحت حكم عباس حلمي الأول: استراتيجية الاستقلال في مواجهة التنافس الأوروبي والعثماني