|
أربيل عبر العصور: تطور المخطط العمراني من القلعة إلى المدينة الذكية
عبدالباقي عبدالجبار الحيدري
الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 02:14
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تُعد مدينة أربيل واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يعود تاريخ استيطانها إلى أكثر من 6,000 عام. عُرفت المدينة بتطوراتها العمرانية المستمرة التي تعكس تفاعلها مع الحضارات المختلفة التي مرت بها عبر العصور. يمكن تقسيم المخطط العمراني لمدينة أربيل إلى عدة مراحل تاريخية متتالية، حيث كان التصميم العمراني يتأثر بالتحولات السياسية والدينية والاجتماعية لكل مرحلة.
العصر الأكدِي (2350–2150 ق.م) في العصر الأكدِي، كانت مدينة أربيل ذات طابع زراعي وديني بسيط، حيث تمركزت الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية حول القلعة التي كانت بمثابة مركز الإدارة والحكم. كان التخطيط العمراني لهذه الفترة بسيطًا وغير منتظم، حيث كانت المباني تُبنى باستخدام الطين والطوب المحلي. كما احتوت المدينة على معابد مخصصة لعبادة الآلهة الأكدية، مثل الإلهة "عشتار"، والتي كانت تقع بالقرب من القلعة، مما يعكس ارتباطًا وثيقًا بين الدين والسياسة في التخطيط العمراني لتلك الفترة.
العصر السومري والآشوري (3000–600 ق.م) في هذه المرحلة، تطور المخطط العمراني بشكل ملحوظ، حيث أصبحت القلعة نقطة محورية في المدينة. بنيت القلعة على تل صناعي دائري لتوفير موقع دفاعي استراتيجي. كان تخطيط المدينة يعتمد على توزيع المناطق بحسب الوظائف، إذ تم تخصيص مناطق داخل القلعة للمساحات الدينية والإدارية، بينما امتدت المدينة السفلية حول القلعة، وشملت الأسواق والمخازن التي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. كانت الشوارع ضيقة وغير منتظمة، ما يعكس الطابع الزراعي والمدني المبكر للمدينة.
العصر البابلي والفارسي (600–330 ق.م) خلال العصر البابلي والفارسي، أصبحت مدينة أربيل مركزًا تجاريًا هامًا على الطرق التجارية بين بابل وفارس. توسعت المدينة حول القلعة لتشمل أسواقًا أوسع ومرافق تجارية جديدة. استخدم الطوب المحروق في بناء المباني، مما أدى إلى تحسين جودة البناء وزيادة انتظام المخطط العمراني. تطور تصميم المدينة ليشمل ممرات سوقية منظمة، مما يعكس تقدم المدينة في تنظيم الأنشطة التجارية.
العصر الهيليني والروماني (330 ق.م – 600 م) في هذه الفترة، التي تزامنت مع غزو الإسكندر الأكبر وظهور الهيمنة الهيلينية، تأثرت أربيل بتصاميم المدن اليونانية والرومانية. تم توسيع الشوارع لتصبح أكثر اتساعًا، وتم بناء أسواق مفتوحة وساحات عامة. وفي ظل السيطرة الرومانية، تم تعزيز الدفاعات حول المدينة، حيث أُعيد بناء الأسوار المحيطة بالقلعة وتشييد الأبراج لمراقبة المناطق المجاورة. تجسد هذه التغيرات في تصميم المدينة تحولًا نحو نمط حضري أكثر تعقيدًا.
الفترة الإسلامية (بعد 600 م) مع بداية العصر الإسلامي، تغيرت معالم مدينة أربيل بشكل كبير، حيث تأثرت بتصاميم المدن الإسلامية التقليدية. استمرت القلعة في كونها مركزًا إداريًا وعسكريًا، ولكن تم بناء المسجد الجامع في المدينة ليكون مركزًا دينيًا وتعليميًا. توسعت الأسواق التي كانت تقع أسفل القلعة، وتم تنظيم الأحياء السكنية لتوفير الراحة والحماية للسكان. كانت الأزقة الضيقة جزءًا من تصميم المدينة الإسلامي الذي يهدف إلى توفير الظل وحماية الخصوصية. استمر تطور الشبكة المائية للمدينة، بما في ذلك قنوات الري والآبار التي كانت تُستخدم لتوفير المياه للمناطق المختلفة.
الفترة العباسية (750–1258 م) شهدت مدينة أربيل في العصر العباسي تطورًا كبيرًا في مجالي التعليم والدين، حيث تم بناء العديد من المدارس والمكتبات، مما جعل المدينة مركزًا علميًا هامًا في العالم الإسلامي. كانت الأسواق تستفيد من التنظيم الجيد للمسارات المسقوفة التي توفر راحة أكبر للتجار. كما تمت إعادة بناء الأسوار لتعزيز الدفاعات، وتوسعت المدينة لتشمل مناطق جديدة خارج القلعة لتلبية احتياجات السكان المتزايدين.
الفترة الأتابكية (1126–1232 م) خلال فترة حكم الأتابكة، وخاصة في عهد مظفر الدين كوكبري، شهدت أربيل ازدهارًا ملحوظًا في مجال العمران والتنظيم الحضري. تم تعزيز دور القلعة كمركز إداري وعسكري، مع بناء مدارس لتعليم العلوم الشرعية والفقهية. تم بناء أسواق منظمة على شكل ممرات مسقوفة، وأُعيد بناء الأسوار حول المدينة لتوفير الحماية اللازمة. كما اهتم الأتابكة بتطوير المنشآت الخيرية مثل المستشفيات والأسبلة.
الفترة العثمانية (1517–1918 م) في العهد العثماني، بدأت مدينة أربيل تشهد تغييرات كبيرة في تصميمها العمراني. مع تراجع أهمية القلعة كمركز إداري وعسكري، بدأت المدينة في التوسع خارج أسوار القلعة. تم إنشاء أحياء جديدة تلبي احتياجات النمو السكاني، وظهرت الأسواق والخانات التي كانت توفر الإقامة للتجار. كما تم بناء الحمامات العامة والمساجد التي أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة الاجتماعية في المدينة.
فترة الانتداب البريطاني (1918–1946) بعد سقوط الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، دخلت أربيل تحت سيطرة الانتداب البريطاني ضمن حدود مملكة العراق، حيث كانت تديرها حكومة الانتداب البريطانية في بغداد. في هذه الفترة، بدأ التخطيط العمراني في المدينة يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث شُقَّت الطرق الحديثة لأول مرة لربط أربيل مع المناطق المجاورة. كما تم تحسين البنية التحتية من خلال بناء شبكات مياه وكهرباء للمناطق المدنية. ورغم أن التوسع العمراني في هذه الفترة كان محدودًا، إلا أن القلعة ظلت تحتفظ بموقعها كمركز إداري هام.
فترة ما بعد الاستقلال (1946–1970) مع استقلال العراق عام 1958 وتأسيس الجمهورية العراقية، بدأت أربيل تشهد تحولًا تدريجيًا في هيكلها العمراني. بدأ بناء الحارات الجديدة، وظهرت مناطق سكنية أخرى خارج نطاق القلعة، حيث كان التطور الحضري يسير نحو تحديث المدينة. جرى إنشاء العديد من المباني الحكومية والمرافق العامة، بما في ذلك المدارس والمعاهد، التي كانت جزءًا من النمو السريع لقطاع التعليم في العراق آنذاك. خلال هذه الفترة، تم بناء مشاريع بنية تحتية هامة مثل شبكات الطرق الحديثة التي تربط أربيل ببقية المدن العراقية، مما عزز من تدفق الحركة التجارية والمواصلات.
فترة حكم البعث (1970–2003) تعتبر هذه الفترة من الفترات الحاسمة في تاريخ مدينة أربيل، حيث شهدت المدينة تطورًا عمرانيًا بسبب التوسع في القطاع الحكومي والمشروعات الإنشائية. من أبرز المشاريع التي تم تنفيذها في هذه الفترة كانت بناء الطرق الحديثة، إضافة إلى تطوير شبكة المياه والصرف الصحي. كما شهدت المدينة ظهور العديد من الأحياء السكنية الحديثة، ولكن التصاميم كانت تفتقر إلى التنسيق الكامل في بعض الأحيان، مما أدى إلى ظهور نمط غير منتظم في بعض أجزاء المدينة. استمرت القلعة في هذه الفترة في دورها السكني والتراثي.
فترة ما بعد سقوط النظام (2003–2010) بعد سقوط النظام البعثي في عام 2003، كانت مدينة أربيل في قلب التطورات التي شهدها إقليم كردستان العراق بشكل عام. مع بداية حكم حكومة إقليم كردستان، بدأت عملية إعادة إعمار شاملة للمدينة مع التركيز على بناء بنية تحتية متطورة تلبي متطلبات النمو السكاني المتزايد. تم تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى مثل بناء الطرق الحديثة والجسور، إضافة إلى تطوير شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي. كما بدأت مشروعات بناء المجمعات السكنية الكبيرة، وكذلك المراكز التجارية، التي أثرت على نوعية الحياة في المدينة بشكل إيجابي.
التحول نحو المدينة الحديثة (2010–2020) في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد 2010، أصبحت أربيل واحدة من أسرع المدن نموًا في منطقة الشرق الأوسط. تم تنفيذ مشاريع ضخمة في القطاعين العام والخاص، حيث شهدت المدينة طفرة كبيرة في تطوير المناطق السكنية، التجارية، والصناعية. تعتبر العديد من المشاريع الكبيرة مثل بناء المجمعات السكنية الراقية، الفنادق العالمية، ومراكز التسوق الحديثة من السمات البارزة التي جعلت أربيل تكتسب طابع مدينة حديثة ومتطورة. كما تم توسيع العديد من الطرق لتصبح أكثر اتساعًا وكفاءة في استيعاب الحركة المرورية.
المدينة الذكية والمستقبل (2020–الحاضر)
أربيل عبر العصور: تطور المخطط العمراني من القلعة إلى المدينة الذكية
تُعد مدينة أربيل واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، حيث يعود تاريخ استيطانها إلى أكثر من 6,000 عام. عُرفت المدينة بتطوراتها العمرانية المستمرة التي تعكس تفاعلها مع الحضارات المختلفة التي مرت بها عبر العصور. يمكن تقسيم المخطط العمراني لمدينة أربيل إلى عدة مراحل تاريخية متتالية، حيث كان التصميم العمراني يتأثر بالتحولات السياسية والدينية والاجتماعية لكل مرحلة.
العصر الأكدِي (2350–2150 ق.م) في العصر الأكدِي، كانت مدينة أربيل ذات طابع زراعي وديني بسيط، حيث تمركزت الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية حول القلعة التي كانت بمثابة مركز الإدارة والحكم. كان التخطيط العمراني لهذه الفترة بسيطًا وغير منتظم، حيث كانت المباني تُبنى باستخدام الطين والطوب المحلي. كما احتوت المدينة على معابد مخصصة لعبادة الآلهة الأكدية، مثل الإلهة "عشتار"، والتي كانت تقع بالقرب من القلعة، مما يعكس ارتباطًا وثيقًا بين الدين والسياسة في التخطيط العمراني لتلك الفترة.
العصر السومري والآشوري (3000–600 ق.م) في هذه المرحلة، تطور المخطط العمراني بشكل ملحوظ، حيث أصبحت القلعة نقطة محورية في المدينة. بنيت القلعة على تل صناعي دائري لتوفير موقع دفاعي استراتيجي. كان تخطيط المدينة يعتمد على توزيع المناطق بحسب الوظائف، إذ تم تخصيص مناطق داخل القلعة للمساحات الدينية والإدارية، بينما امتدت المدينة السفلية حول القلعة، وشملت الأسواق والمخازن التي كانت تشكل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. كانت الشوارع ضيقة وغير منتظمة، ما يعكس الطابع الزراعي والمدني المبكر للمدينة.
العصر البابلي والفارسي (600–330 ق.م) خلال العصر البابلي والفارسي، أصبحت مدينة أربيل مركزًا تجاريًا هامًا على الطرق التجارية بين بابل وفارس. توسعت المدينة حول القلعة لتشمل أسواقًا أوسع ومرافق تجارية جديدة. استخدم الطوب المحروق في بناء المباني، مما أدى إلى تحسين جودة البناء وزيادة انتظام المخطط العمراني. تطور تصميم المدينة ليشمل ممرات سوقية منظمة، مما يعكس تقدم المدينة في تنظيم الأنشطة التجارية.
العصر الهيليني والروماني (330 ق.م – 600 م) في هذه الفترة، التي تزامنت مع غزو الإسكندر الأكبر وظهور الهيمنة الهيلينية، تأثرت أربيل بتصاميم المدن اليونانية والرومانية. تم توسيع الشوارع لتصبح أكثر اتساعًا، وتم بناء أسواق مفتوحة وساحات عامة. وفي ظل السيطرة الرومانية، تم تعزيز الدفاعات حول المدينة، حيث أُعيد بناء الأسوار المحيطة بالقلعة وتشييد الأبراج لمراقبة المناطق المجاورة. تجسد هذه التغيرات في تصميم المدينة تحولًا نحو نمط حضري أكثر تعقيدًا.
الفترة الإسلامية (بعد 600 م) مع بداية العصر الإسلامي، تغيرت معالم مدينة أربيل بشكل كبير، حيث تأثرت بتصاميم المدن الإسلامية التقليدية. استمرت القلعة في كونها مركزًا إداريًا وعسكريًا، ولكن تم بناء المسجد الجامع في المدينة ليكون مركزًا دينيًا وتعليميًا. توسعت الأسواق التي كانت تقع أسفل القلعة، وتم تنظيم الأحياء السكنية لتوفير الراحة والحماية للسكان. كانت الأزقة الضيقة جزءًا من تصميم المدينة الإسلامي الذي يهدف إلى توفير الظل وحماية الخصوصية. استمر تطور الشبكة المائية للمدينة، بما في ذلك قنوات الري والآبار التي كانت تُستخدم لتوفير المياه للمناطق المختلفة.
الفترة العباسية (750–1258 م) شهدت مدينة أربيل في العصر العباسي تطورًا كبيرًا في مجالي التعليم والدين، حيث تم بناء العديد من المدارس والمكتبات، مما جعل المدينة مركزًا علميًا هامًا في العالم الإسلامي. كانت الأسواق تستفيد من التنظيم الجيد للمسارات المسقوفة التي توفر راحة أكبر للتجار. كما تمت إعادة بناء الأسوار لتعزيز الدفاعات، وتوسعت المدينة لتشمل مناطق جديدة خارج القلعة لتلبية احتياجات السكان المتزايدين.
الفترة الأتابكية (1126–1232 م) خلال فترة حكم الأتابكة، وخاصة في عهد مظفر الدين كوكبري، شهدت أربيل ازدهارًا ملحوظًا في مجال العمران والتنظيم الحضري. تم تعزيز دور القلعة كمركز إداري وعسكري، مع بناء مدارس لتعليم العلوم الشرعية والفقهية. تم بناء أسواق منظمة على شكل ممرات مسقوفة، وأُعيد بناء الأسوار حول المدينة لتوفير الحماية اللازمة. كما اهتم الأتابكة بتطوير المنشآت الخيرية مثل المستشفيات والأسبلة.
الفترة العثمانية (1517–1918 م) في العهد العثماني، بدأت مدينة أربيل تشهد تغييرات كبيرة في تصميمها العمراني. مع تراجع أهمية القلعة كمركز إداري وعسكري، بدأت المدينة في التوسع خارج أسوار القلعة. تم إنشاء أحياء جديدة تلبي احتياجات النمو السكاني، وظهرت الأسواق والخانات التي كانت توفر الإقامة للتجار. كما تم بناء الحمامات العامة والمساجد التي أصبحت جزءًا أساسيًا من الحياة الاجتماعية في المدينة.
فترة الانتداب البريطاني (1918–1946) بعد سقوط الدولة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، دخلت أربيل تحت سيطرة الانتداب البريطاني ضمن حدود مملكة العراق، حيث كانت تديرها حكومة الانتداب البريطانية في بغداد. في هذه الفترة، بدأ التخطيط العمراني في المدينة يشهد تطورًا ملحوظًا، حيث شُقَّت الطرق الحديثة لأول مرة لربط أربيل مع المناطق المجاورة. كما تم تحسين البنية التحتية من خلال بناء شبكات مياه وكهرباء للمناطق المدنية. ورغم أن التوسع العمراني في هذه الفترة كان محدودًا، إلا أن القلعة ظلت تحتفظ بموقعها كمركز إداري هام.
فترة ما بعد الاستقلال (1946–1970) مع استقلال العراق عام 1958 وتأسيس الجمهورية العراقية، بدأت أربيل تشهد تحولًا تدريجيًا في هيكلها العمراني. بدأ بناء الحارات الجديدة، وظهرت مناطق سكنية أخرى خارج نطاق القلعة، حيث كان التطور الحضري يسير نحو تحديث المدينة. جرى إنشاء العديد من المباني الحكومية والمرافق العامة، بما في ذلك المدارس والمعاهد، التي كانت جزءًا من النمو السريع لقطاع التعليم في العراق آنذاك. خلال هذه الفترة، تم بناء مشاريع بنية تحتية هامة مثل شبكات الطرق الحديثة التي تربط أربيل ببقية المدن العراقية، مما عزز من تدفق الحركة التجارية والمواصلات.
فترة حكم البعث (1970–2003) تعتبر هذه الفترة من الفترات الحاسمة في تاريخ مدينة أربيل، حيث شهدت المدينة تطورًا عمرانيًا بسبب التوسع في القطاع الحكومي والمشروعات الإنشائية. من أبرز المشاريع التي تم تنفيذها في هذه الفترة كانت بناء الطرق الحديثة، إضافة إلى تطوير شبكة المياه والصرف الصحي. كما شهدت المدينة ظهور العديد من الأحياء السكنية الحديثة، ولكن التصاميم كانت تفتقر إلى التنسيق الكامل في بعض الأحيان، مما أدى إلى ظهور نمط غير منتظم في بعض أجزاء المدينة. استمرت القلعة في هذه الفترة في دورها السكني والتراثي.
فترة ما بعد سقوط النظام (2003–2010) بعد سقوط النظام البعثي في عام 2003، كانت مدينة أربيل في قلب التطورات التي شهدها إقليم كردستان العراق بشكل عام. مع بداية حكم حكومة إقليم كردستان، بدأت عملية إعادة إعمار شاملة للمدينة مع التركيز على بناء بنية تحتية متطورة تلبي متطلبات النمو السكاني المتزايد. تم تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى مثل بناء الطرق الحديثة والجسور، إضافة إلى تطوير شبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي. كما بدأت مشروعات بناء المجمعات السكنية الكبيرة، وكذلك المراكز التجارية، التي أثرت على نوعية الحياة في المدينة بشكل إيجابي.
التحول نحو المدينة الحديثة (2010–2020) في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد 2010، أصبحت أربيل واحدة من أسرع المدن نموًا في منطقة الشرق الأوسط. تم تنفيذ مشاريع ضخمة في القطاعين العام والخاص، حيث شهدت المدينة طفرة كبيرة في تطوير المناطق السكنية، التجارية، والصناعية. تعتبر العديد من المشاريع الكبيرة مثل بناء المجمعات السكنية الراقية، الفنادق العالمية، ومراكز التسوق الحديثة من السمات البارزة التي جعلت أربيل تكتسب طابع مدينة حديثة ومتطورة. كما تم توسيع العديد من الطرق لتصبح أكثر اتساعًا وكفاءة في استيعاب الحركة المرورية.
المدينة الذكية والمستقبل (2020–الحاضر) في السنوات الأخيرة، بدأ التخطيط العمراني في أربيل يتحول نحو تبني مفاهيم المدن الذكية، حيث تركز المشاريع الحالية على تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، مثل الطاقة والمياه، من خلال تقنيات ذكية. تم البدء في إنشاء مشروعات تتعلق بالاستدامة البيئية، مثل الحدائق العامة الكبرى، والشوارع الحديثة مثل شارع 120 وشارع 150. كما تركز المشاريع الجديدة على توفير بيئة عمرانية متكاملة تشمل مراكز ترفيهية، رياضية، ثقافية، ومكتبية. المدينة حاليًا في طريقها لتصبح مركزًا حضريًا حديثًا يجمع بين التراث العريق والابتكار المعماري العصري.
وختاما: تعتبر مدينة أربيل نموذجًا حيًا لتطور المخططات العمرانية عبر العصور المختلفة. من كونها مركزًا دينيًا وتجاريًا في العصور القديمة إلى تحولها في العصر الحديث إلى مدينة مزدهرة ذات بنية تحتية حديثة، تظل القلعة في قلبها رمزًا تاريخيًا يعكس التحولات الثقافية والعمرانية التي شهدتها المدينة.
#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقارنة بين مجزرة الكرد في العراق ومجزرة سربرنيتسا في البوسنة
...
-
مشروع إعادة تأهيل قلعة أربيل: من الفكرة إلى التنفيذ
-
قصور إعادة تأهيل قلعة أربيل: الأسباب والمسؤولية
-
إلى السيدة وزيرة المالية العراقية المحترمة، طيف سامي محمد
-
حكومة العراق: بين النفوذ المسلح والتحديات السياسية
-
سوق القيصرية في أربيل: رمز التراث والتاريخ
-
أسماء الأحياء السكنية في قلعة أربيل
-
الحضارات التي تعاقبت على قلعة أربيل.
-
المئذنة المظفرية في أربيل: دراسة تاريخية، معمارية، وأدوارها
...
-
تشكيل حكومة تكنوقراط
-
تقييم تشكيلة الثامنة لحكومة إقليم كوردستان | العراق
-
الحقيبة الوزارية للتركمان.. إستحقاقٌ قومي لا تصدّقٌ سياسي من
...
-
الإفلاس الفكري لدى ممثلي الاحزاب التركمانية!
-
الحمامات الشعبية في أربيل بين الماضي والحاضر
-
أربيل في كتابات الرحالة الأجانب في العهد العثماني
-
الاحزاب و الحركات التركمانية في الميزان على طريقة جحوش الديم
...
-
هل يُزهِر ربيع الثورات في كردستان الأُباة؟ الذكرى السنوية ال
...
-
جمعية التراث العمراني-إقليم كوردستان
-
تحدّيات الحفاظ العمراني المستدام لشواخص العراق التأريخية
-
مطالبة بتحويل المجتمع الكردستاني من مستهلك إلى منتج
المزيد.....
-
مستشار الأمن القومي لترامب يوضح لـCNN -أهمية- غرينلاند لأمري
...
-
مصدران يكشفان لـCNNعن عرض تقدمه واشنطن لـ-طالبان- للإفراج عن
...
-
عشرات الشهداء بغزة والمقاومة تستولي على مُسيرات إسرائيلية
-
محكمة العدل تعلن انضمام أيرلندا إلى قضية الإبادة الجماعية ضد
...
-
تركيا توجه -إنذارا نهائيا- لقسد وتضع شرطا -فوريا- أمامها
-
-الأسد- و-الخميني-.. مطالب بتغيير أسماء شوارع في بيروت
-
بعد مقتل 3 جنود.. كم تبلغ خسائر الجيش الإسرائيلي في غزة؟
-
الشرع يتفقد مطار دمشق مع استئناف الرحلات الدولية به
-
الجيشان الأمريكي والإسرائيلي يبحثان شن هجوم على منشآت إيران
...
-
قتلى إثر غارة استهدفت -خيمة تؤوي نازحين- في خان يونس، وحماس
...
المزيد.....
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|