هذه رسالة إلى قاريء وتليها أخرى إلى قاريء آخر

اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 00:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذه رسالة إلى حيدر الكناني ،
وتليها آخرى إلى : عمار العقيلي

عزيزي حيدر :
تسألني عن حجم مسؤولية امريكا في ما حل بالعراق من خراب ، أقول لك بوضوح : مسؤولية امريكا كبيرة جداً تكاد ترتقي الى السبب رقم واحد ، فيما حل بالعراق من دمار ، ويأتي بعد امريكا : التخلف ، سبباً ثانياً من أسباب تدهور حياة الناس . والتخلف ماثل بقوة في نظرة الناس الى السياسة والى الدين ، وماثل في ثقافة الناس التي هي بمجملها تنتمي لحضارة تجاوزتها البشرية هي الحضارة الزراعية التي تحتفي بالغائب لا بالشاهد ، وبالاتكال على الوسيط لا على الذات في معالجة المشكلات والتحديات ، وبالنظرة القاصرة الى المرأة والطفل وكل ضعيف وتعظيم دور الأب والسلف والماضي . وتأتي ايران بالدرجة الثالثة كسبب من أسباب تدهور العراق ...

قد يختلف معي البعض في هذا التبويب جاعلاً من التخلف السبب الاول في ما يعانيه العراق من جروح تاريخية عميقة ، ولكنني اصر على ان امريكا هي السبب الاول : ببساطة لانه بامكانها ان تفعل للعراق الكثير خلال العقدين الأخيرين ولكنها رفضت ،وترفض لانها لا تريد عراقاً علمياً ومتقدم تقنياً الى جوار إسرائيل ...

التخلف قدرنا التاريخي الذي يجب منازلته والتغلب عليه : من دون هذه المعركة التاريخية مع التخلف ليس بإمكاننا التخلص من الاستعمارين الإيراني والأمريكي . لنعترف باننا منذ 2003 مستعمرون وأننا لا بمكن التخلص من هذا الاستعمار الا بانتصارنا على التخلف ، ولكن جيراننا الطامحون الى بناء إمبراطوريات كتركيا والسعودية وإيران من مصلحتهم بقاء العراق متخلفاً ...

فأنت هنا امام عائقين خارجيين كبيرين : إسرائيل وطموحات الجوار الإسلامي في بناء إمبراطوريات : ونهوض العراق وخروجه من عنق زجاجة التخلف مرتبط بايجاد حل لهذين العائقين الخارجيين ...

اي ان التخلف وهو عامل داخلي لا يمكن عزله في معالجة تدهور العراق عن العاملين الخارجيين
، لكن علينا ان ندرك بان العامل الخارجي في تدهور حالة العراق : عامل زمني ، يمكن بعد فترة ان يتغير نتيجة الصراعات الدولية ، ولكن العامل الداخلي في تدهور العراق الذي هو التخلف ، يحتاج الى ثورة ثقافية حقيقية ، عارضتها ايران ، وستظل ايران تلعب دور المعيق التاريخي للثورة الثقافية العراقية : وقد برز موقفها هذا بقوة في تعاملها مع ثورة العراق العظيمة في الاول من ت2 ( اكتوبر ) ، وكيف وزعت الادوار على أذرعها الميليشاوية في القتل والخطف ...

#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات