رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 23:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توفر الخصائص الجغرافية والهيدرولوجية لحوضي نهري دجلة والفرات جانباً كبيراً من المعطيات التي تُعتبر مهمّة جدًّا لدراستها بعمق وتأني لضمان مستقبل العراق المائي بعد اكمال تركيا لمنظومة سدي (اليسو والجزرة) على نهر دجلة وبمسافة لا يبعد أكثر من 45 كيلومتر من الحدود العراقية -التركية وتحويل إيران مجاري معظم روافد نهر دجلة الى داخل حدودها السياسية.
تساهم تركيا بحدود 12 في المائة فقط من مساحة الحوض المائي لنهر دجلة، وتركيا تساهم بأكثر من 51 في المئة من معدّل إيراده السنوي المقدّر بحوالي 48 مليار م3وفي المقابل يجري هذا النهر في الأراضي العراقية في مسافة تتجاوز 1400كلم، ويضمّ العراق حوالي 54 في المائة من مساحة الحوض المائي لنهر دجلة، وتوفّر أراضي العراق حوالي 39 في المئة من معدّل إيراده السنوي البالغ أكثر من 18 مليار متر مكعب. المشكلة ان الوضع في سوريا قد اختلف تماماً بعد الثامن من كانون الأول 2024، ونهر دجلة تشكل حدود دولية مع سوريا تقدر بحوالي 30 كيلومتر وهناك اتفاقية يحق بموجبها لسوريا سحب حوالي 2 مليار متر مكعب من المياه من نهر دجلة سنوياً.
ومع كل هذا فإنّ العراق في إمكانه، طبيعيًّا، الاستفادة من جريان نهر دجلة ورافدها ونهر الفرات بعد ان تم تحديد حصة العراق من المياه، حسب الاتّفاق التركي - السوري الذي أُبرم العام 1987 لتحصل بموجبه سوريا على تصريف 500 م 3/ ثانية من مياه الفرات بحدود 15.7 مليار م 3/ سنة ، والاتّفاق السوري - العراقي 1990 الذي يقضي بتقاسم مياه الفرات بنسبة 42 في المائة لسوريا و 58 في المائة للعراق مهما كانت إيرادات النهر، وهذا يعني أن تحصل سوريا على معدّل 6.6 مليارات م 3 والعراق على 9 مليارات م 3 حسب هذه الاتفاقيات، لتوفّر له في غياب أيّ منشأة مائية أو سدّ كمّية لا تقلّ عن 50 مليار م 3 من المياه سنوياً إذا أحسن إدارة ملف المياه في العراق.
ولكن لنأتي بمقارنة بسيطة على سبيل المقارنة، ونذكر هنا أنّ معدّل وارد نهر النيل يقارب 84 مليار م 3، تستغلّ منه مصر، بموجب اتفاقية وقّعت مع السودان سنة 1959، كمية تقارب 55.5مليار م3، في حين يستغلّ السودان حوالي 18.5 مليار م 3 لكن بدأت إثيوبيا منذ بضع سنوات في المطالبة بنصيبها، خاصّة أنّ كلّ منابع النيل الأزرق توجد في أراضيها، في حين أنّ استغلالها لا يتجاوز 1 في المائة، ويمثّل النيل الأزرق 86 في المائة من حجم النيل الرئيس. في هذا الإطار يندرج مشروعها لملء سدّ النهضة، الذي هو في طور الإنشاء، وان حصّة مصر من مياه النيل تغذي سكان دولة مصر التي قاربت عدد سكانها المائة مليون بينما العراق يمكن لها الحصول على حصة أكبر من حصة مصر وعدد سكانها بحدود النصف او اقل ولا يستطيع العراق ضمان مواسمها الزراعية.
السؤال الذي يتبادر الى الذهن اين مكامن الخلل.. اليس الإدارة الرشيدة والاستخدامات الحديثة للتكنولوجيا ووعي المزارعين وعموم المجتمع بأهيمه الماء كقيمة حياتية عليا هم من الأسباب الجوهرية.؟
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟