مدونة الأسرة بين صراع القيم وصخب النقاش العمومي

خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 00:43
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

في ظل غياب أصوات العقل والرزانة، باستثناء قلة ممن يتحلون بلسان مسؤول وقلم رصين وأسلوب راقٍ، تحول النقاش العمومي حول مشروع مدونة الأسرة الجديد إلى ساحة تعج بالفوضى والاتهامات المتبادلة.

وبين الصخب والضجيج، تداخلت الأدوار واختلطت الرؤى، حيث غابت حدود الحوار البنّاء، وتحولت الساحة إلى ميدان صراع بين من يدّعون العلم بالدين ومن تغلبهم مصالح الدنيا، وبين من يتولون مسؤولية التشريع ومن يستفيدون من امتيازات الريع.

وسط هذا المناخ المشحون، تبرز ضرورة استحضار إمارة المؤمنين، باعتبارها المرجع الضامن لوحدة الأمة، التي أكدت التزامها بعدم تحريم ما أحله الله وعدم إباحة ما حرمه الله، في إطار وضوح المبادئ الشرعية واحترامها. كما يجب أن نستحضر روح الشريعة الإسلامية التي جعلت من المصلحة العامة والعدل أساساً للتشريع، في توازن يضمن استمرارية البناء المجتمعي ويعزز القيم المشتركة.

إن هذا النقاش المصيري يتطلب تغليب صوت العقل والحكمة، بعيداً عن المزايدات والصخب الذي تؤججه وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يزيد من تعميق الهوة بين أطراف الحوار بدل جسرها. فالعودة إلى نقاش رصين، مبني على الحجة واحترام الاختلاف، هو السبيل الوحيد لتحقيق التوازن المنشود بين القيم الراسخة ومتطلبات العصر.

بذلك، يمكن معالجة هذا الملف الحيوي بشكل يضمن المصلحة العامة ويحفظ الهوية الدينية والثقافية للمجتمع، متجنبين الانزلاق نحو مسارات مجهولة قد تعصف بالخصوصية المغربية التي لطالما شكلت نموذجاً للتوازن بين الأصالة والمعاصرة.

#خالد_خالص (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات