محمد عبيد حمادي
أكاديمي وكاتب وباحث في الشأن السياسي العراقي والإقليمي
(Mohammed Obaid Hammadi)
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رحيل بشار الأسد عن السلطة سيكون لحظة فارقة في تاريخ سوريا الحديث والمنطقة بأكملها. منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، أصبح النظام السوري محورًا لصراعات داخلية وإقليمية، حيث اعتمد بشار الأسد على تحالفات قوية مع روسيا وإيران لضمان بقائه في السلطة. في حال هروبه أو تنحيه المفاجئ، ستواجه سوريا واقعًا معقدًا قد يتسم بفراغ سياسي وأمني يصعب ملؤه بسهولة.
داخليًا، من المتوقع أن تتصارع القوى المختلفة لملء هذا الفراغ، بدءًا من المعارضة السياسية، وصولًا إلى الجماعات المسلحة والقوى المحلية التي تنتمي إلى مكونات عرقية وطائفية متعددة. قد تتفاقم النزاعات بين الأطراف المختلفة، ما قد يؤدي إلى تصعيد إضافي في العنف. كما أن مسألة إعادة بناء المؤسسات وإرساء الاستقرار ستشكل تحديًا كبيرًا في ظل غياب رؤية واضحة حول مستقبل الحكم والنظام السياسي في البلاد.
على الصعيد الإقليمي، ستنعكس هذه التغيرات بشكل مباشر على الدول المجاورة. تركيا، على سبيل المثال، قد تجد نفسها أمام تحديات أمنية جديدة، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الكردية والمخاوف من تدفق جديد للاجئين. بالنسبة لإيران، فإن خسارة حليف استراتيجي مثل سوريا قد تعني تراجع نفوذها في المنطقة، بينما ستسعى السعودية ودول الخليج إلى استغلال الوضع لتعزيز موقفها الإقليمي.
الدور الروسي في المنطقة سيكون أيضًا أمام اختبار حقيقي. روسيا التي استثمرت كثيرًا في دعم النظام السوري ستواجه تحدي الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في ظل غياب الأسد. أما الولايات المتحدة وحلفاؤها، فقد يسعون إلى إعادة ترتيب الأوضاع بما يخدم مصالحهم، خاصة مع احتمالية تزايد نشاط الجماعات المتطرفة في ظل الفوضى.
تداعيات هروب بشار الأسد لن تقتصر على سوريا وحدها، بل ستعيد تشكيل الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط. يمكن أن يشكل هذا الحدث فرصة لإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية والدولية، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والصراعات التي قد تمتد لسنوات طويلة. لهذا السبب، سيبقى مستقبل سوريا بعد الأسد محط أنظار العالم، حيث ستؤثر كل خطوة تتخذها الأطراف المحلية والدولية في تشكيل المرحلة المقبلة.
#محمد_عبيد_حمادي (هاشتاغ)
Mohammed_Obaid_Hammadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟