صعود الجمهوريين وتصاعد تفوذ الصين : في ظل تفشي متحور كورونا الجديد.

حسنين مصطفى العلي

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صعود الجمهوريين وتصاعد نفوذ الصين: تحديات للديمقراطية العالمية في ظل تفشي متحور كورونا الجديد

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية صعودًا مستمرًا للجمهوريين في الانتخابات، بقيادة المرشح الرئاسي السابق دونالد ترامب. وفي الوقت نفسه، تواصل جمهورية الصين الشعبية توسيع نفوذها العالمي، وتستخدم الأوبئة والآن متحور كورونا الجديد كسلاح في حربها شبه الموجهة على العالم.

صعود الجمهوريين في الولايات المتحدة

في السنوات الأخيرة، نجح الجمهوريون في السيطرة على مجلس النواب في عام 2022 ووسعوا نفوذهم في مجلس الشيوخ. وشهدت انتخابات عام 2020 فوز مرشحهم دونالد ترامب بأغلبية الأصوات الشعبية، على الرغم من خسارته في التصويت الانتخابي لصالح جو بايدن، اما انتخابات 2024 فقط اكتسح دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية.

يعود صعود الجمهوريين إلى عدة عوامل، منها الانقسام السياسي المتزايد في الولايات المتحدة. فقد أدت عوامل مثل عدم المساواة الاقتصادية والمخاوف المتعلقة بالهجرة وتغير المناخ إلى تقسيم الناخبين إلى معسكرين متنافسين بشكل متزايد. واستغل الجمهوريون هذا الانقسام من خلال تبني مواقف محافظة قوية تناشد قاعدتهم الانتخابية.

كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في صعود الجمهوريين، حيث ساعدت على تضخيم أصوات المحافظين وإيجاد أرضية مشتركة لهم. فقد استخدم الجمهوريون منصات مثل تويتر وفيسبوك لبناء قاعدة متابعين مخلصة وتعبئة ناخبيهم. وقد أدى ذلك إلى خلق صدى سياسي، حيث يتم تضخيم الآراء المتطرفة وتقوية الانقسامات القائمة.

توسع نفوذ الصين في العالم

في الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات الانقسام السياسي المتزايد، تواصل جمهورية الصين الشعبية توسيع نفوذها العالمي. وتستخدم الصين الأوبئة كسلاح في حربها شبه الموجهة على العالم، بما في ذلك تفشي متحور كورونا الجديد في أوائل عام 2025.

ففي عام 2020، تفشى فيروس كورونا من مدينة ووهان الصينية، مما تسبب في جائحة عالمية أودت بحياة الملايين. واتهمت الولايات المتحدة والصين بالتستر على الفيروس والسماح له بالانتشار خارج حدودها.

كما استغلت الصين الوباء لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي. فقد قدمت القروض والمساعدات للدول المتضررة، مما جعلها تعتمد عليها بشكل أكبر. كما استخدمت الدبلوماسية "اللقاحية"، حيث قدمت لقاحات كوفيد-19 للدول النامية مقابل مكاسب سياسية.

وتواصل الصين توسيع نفوذها العسكري في بحر الصين الجنوبي وتايوان والبحر الأبيض المتوسط. كما أنها تستثمر بكثافة في البنية التحتية في جميع أنحاء العالم من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، مما يمنحها نفوذًا اقتصاديًا وسياسيًا أكبر.

تفشي متحور كورونا الجديد

أوائل عام 2025، ظهر متحور جديد من فيروس كورونا في الصين. كان المتحور الجديد أكثر قابلية للانتقال وأكثر فتكًا من السلالات السابقة.

استغلت الصين تفشي المتحور الجديد لتعزيز نفوذها. فقد استخدمت لقاحاتها وأدويتها للضغط على الدول الأخرى، لا سيما الدول النامية، للانضمام إلى مبادرة "الحزام والطريق" وتقديم تنازلات سياسية. كما كثفت الصين جهودها الدعائية، حيث صورت نفسها على أنها منقذ العالم من الجائحة.

تحديات للديمقراطية العالمية

يواجه العالم تحديات متزايدة للديمقراطية من صعود الجمهوريين في الولايات المتحدة وتوسع نفوذ الصين وتفشي متحور كورونا الجديد.


وفي الوقت نفسه، تمثل الصين تحديًا للديمقراطية الليبرالية من خلال نظامها السياسي الاستبدادي ونهجها في السياسة الخارجية. فهي تقمع المعارضة في الداخل وتتوسع عسكريًا في الخارج، مما يهدد النظام الدولي القائم على القواعد.

بالإضافة إلى ذلك، أضاف تفشي متحور كورونا الجديد طبقة أخرى من التحديات. فقد أدى تفشي المرض إلى تقويض الثقة في الحكومات والمنظمات الدولية. كما أنه أدى إلى تفاقم عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، مما خلق أرضًا خصبة للتطرف السياسي.

يجب على الدول الديمقراطية توحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات ومنها فرض عقوبات قاسية على الصين

حسنين العلي

#حسنين_مصطفى_العلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات