أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم شلغين - الحلم بالنهوض بعد الظلم والقمع














المزيد.....

الحلم بالنهوض بعد الظلم والقمع


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس جديدا ما نكرره عن أن سوريا كانت عبر عقود حكم آل الأسد بمثابة مزرعة يتقاسم فيها النظام وأعوانه كل مظاهر الحياة، تاركين شعبا بأكمله يرزح تحت وطأة الظلم والقمع. لم تكن تلك العقود زنزانة سوداء تحكي أصداء القتل والتشريد، التشبيح والتعفيش، الفساد والمحسوبية، حيث باتت حياة الإنسان بلا قيمة تُذكر، تُسحق كرامته أمام آلة أمنية لا تعرف سوى البطش والترهيب.
لا يُمكن للإنسان، مهما طال الزمان، أن ينسى أو يصفح عن مآسيه الشخصية. لن أنسى كيف حاصروا بيت أهلي واستهدفوا ساكنته الوحيدة شقيقتي المريضة بتصرفاتهم الترهيبية وأسئلتهم المكررة عنّي وأنا مشرد في قارة أخرى. وزادوا من ذلك بعد اندلاع الثورة بينما كانت شقيقتي تحتضر على فراش الموت، أصروا على إثارة الرعب ليلاً بصراخهم وأصوات قعقعة بنادقهم الموجهة لكل شبحٍ يصنعونه بخيالهم المريض على بعد أمتار منها وهي على فراش الموت. لقد كانوا ببساطة آلة قتل معنوي، تعمل بلا رحمة.
أما إعلام النظام، فقد كان الوجه الآخر للقمع. لم يكتفِ بتحويل الظلم إلى شيءٍ "اعتيادي"، بل حوّل الأصوات المطالبة بالحق إلى أهداف مباشرة للتنكيل والترهيب. لن أنسى أحمد العيسى، عميد كلية الآداب بجامعة اللاذقية (الحمد لله أن اسم الجامعة الأصلي عاد اليها)، وهو يطالب بأقسى العقوبات بي لأنني تجرأت على الحديث عن مظالم الشعب في سوريا، ليظهر بجلاء كيف يسخّر النظام أدواته الأكاديمية والإعلامية لسحق الحقيقة وتبرير الظلم.
اليوم، ومع انهيار ذلك النظام البائد، يحتدم الجدل بين من يطمحون لمستقبلٍ أفضل ومن يعارضون الاستقرار لصالح امتيازاتهم الشخصية. هؤلاء، الذين كانوا بالأمس مستفيدين من الفساد والمحسوبية، ما زالوا يجهدون وان بأصوات مقنعة للحفاظ على مصالحهم وسط الخراب. في المقابل، هناك من يشبهونني، ممن يحلمون برؤية سوريا تتعافى وتنهض. نحن لا نطلب المستحيل؛ فقط نريد أن يقف وطننا على قدميه، لنعيش بكرامة بعيدا عن القمع والتشريد والاستغلال الأسدي.
أنا وأمثالي من أبناء هذا الوطن الذين رفضنا في أي يوٍم من الأيام أن نكون جزءا من هذه المزرعة التي أنشأها الأسد. لم يكن لنا أي حظوة في عهده، ولم نجد فيه أي إيجابية تستحق الذكر. ترك لنا إرثًا من التفرقة، وغرس في النفوس الخوف والعداوة بدلا من الانتماء والمواطنة. نحن الذين تعذبنا وتشردنا وذاق شعبنا مرارات النهب والقمع، لنا الفخر أننا لم نُلوّث أنفسنا بمساندة هذا النظام.
فرحتنا بسقوطه كانت، وما زالت، عظيمة. لكنها ليست سوى خطوة في طريق طويل لاستعادة سوريا الحرة، سوريا العدالة، وسوريا التي نحلم بها. نعم، نحن متعبون، ولكن أملنا في الغد يجعلنا نواصل النضال حتى تُبنى سوريا على أسس الحرية، المساواة، والإنسانية.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية القاعدة الشعبية في الحكم
- فراق أبدي
- سوريا: ملتقى الشعوب ونموذج للتعايش الثقافي
- أمل سوريا الجديد
- الانتقام والهدم: نحو تجاوز إرث الثأر لبناء سوريا المستقبل
- الخوف: ثقافة عالمثالثية أم تركيب اجتماعي؟
- الخبز والحرية: الاحتياج المادي والكرامة الإنسانية
- من الاستبداد إلى الشتات: حكاية وطن تحت قبضة الطغيان
- سوريا: وطن منهك بين السيادة المزعومة والحقيقة المرة
- بين الفطرة والتطرّف
- -صموئيل بيكيت: انعكاسات عبثية على الوجود الإنساني-
- هويتنا المفقودة
- لقاء لأجل الجواب عن سؤال -ما العمل!؟-
- إلى أين نحن ذاهبون
- طفل الاغتصاب
- فانتازيا لامرئي
- حروف مفقودة وأمنية
- بحور الحياة: رحلة أبو نجوان بين زمردة الأمل وألم الوداع
- عبور الزمن: عندما يعود الماضي ليطارد الحاضر
- ناقد كاتب وشاعر: وقفة قصيرة مع المثقف مصطفى سليمان


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أكرم شلغين - الحلم بالنهوض بعد الظلم والقمع