أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟














المزيد.....

عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عقود من المعاناة تحت نير استبداد نظام البعث في سوريا، استبشر الشعب السوري بعد الإطاحة بالنظام الديكتاتوري الاستبدادي على يد هيئة تحرير الشام وحلفائها من الفصائل المسلحة، وفرار بشار الأسد إلى موسكو.
وفي أعقاب هذه الأحداث، بدأ بعض اللاجئين في دول الجوار والدول الأجنبية بإتمام إجراءاتهم وحزم حقائبهم، على أمل العودة إلى وطنهم لبداية جديدة خالية من آلام الغربة، لكن سرعان ما تبيّن لهم أن ما يجري في الداخل لا يعِدُ بالخير، فقد فاجأتهم تصريحات قادة العهد الجديد وممارسات استفزازية من جماعات عسكرية متحالفة مع هيئة تحرير الشام، ما دفع الكثير منهم للتراجع عن قرار العودة والتريث، بل أصبح العديد من السوريين في الداخل يفكرون في اللجوء إلى أي مكان في العالم يوفر لهم الأمان.

لم يكن هذا السيناريو هو ما كان يتوقعه الشعب السوري بعد كل ما عاناه في ظل حكم (الأسدين). ففي الساعات الأولى من إعلان هيئة تحرير الشام سيطرتها على السلطة، سادت مشاعر من الفرح العارم جميع أنحاء البلاد.
فُتحت السجون والمعتقلات، وانهار النظام الأمني، وتم إطلاق سراح المعتقلين، ما أيقظ الأمل في قلوب السوريين بأن التغيير قد حان وأن مرحلة جديدة ستبدأ، لكن الفرح لم يستمر طويلاً، فسرعان ما تبين لهم أن تلك السعادة لم تكن سوى سحابة عابرة، وأن واقعاً أكثر قسوة بدأ يظهر في الأفق.

ومع تلك المظاهر القاتمة، لا يزال هناك بصيص من التفاؤل. فالتخلص من حكم استبدادي دام أكثر من خمسين عاماً ليس أمراً عادياً، بل يمثل نقطة انطلاق نحو بداية جديدة. وعلى الرغم من التحديات الكبرى التي تعترض طريق تحقيق هذا التغيير، فإن هناك رؤية تلوح في الأفق، تتمثل في رغبة الغالبية العظمى من السوريين في العيش في دولة مدنية تحترم حقوق الإنسان، وتنبذ أشكال العنف كافة.
وقد بدأ الحراك السياسي في مختلف المحافظات يُظهر نشاطاً غير مسبوق، مع مطالبات قوية بدولة ذات هوية مدنية، تتجاوز الانتماءات الدينية والطائفية والقومية.

إضافة إلى ذلك، لم تعترف أي من الدول، سواء العربية أو الأجنبية، بشرعية حكومة العهد الجديد، ومن غير المرجح أن تعترف بها أو ترفع عقوباتها عن البلاد إلا بشروط تبدو حضارية وتلبي تطلعات السوريين. أبرز هذه الشروط أن يلتزم قادة العهد الجديد بتطبيق روح القرار الأممي 2254، وتشكيل حكومة تمثل كل شرائح المجتمع، مع ضمان دور بارز للمرأة.

وعلى الرغم من أن التصريحات التي أدلت بها الوفود التي زارت دمشق، ولقاءاتها مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، قد تحمل بعض الإيجابية، فإنه من الواضح أن هذه التصريحات قد لا تكون كلها صادقة، فالدول في النهاية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة، ولا يهمها؛ لا ديمقراطية ولا حقوق إنسان، بل تقتصر أولوياتها على مصالحها السياسية والاقتصادية.

من هنا، يبقى التعويل الأكبر على الشعب السوري، الذي عاش المعاناة وذاق مرارتها، وأضحى أكثر إدراكاً لسبل النجاة لِما مر به من تجارب قاسية. فالمواطنون السوريون، داخل البلاد وخارجها، هم الأقدر على التمييز بين الأمل والوهم، وهم الأكثر إصراراً على التغيير، مهما كانت التحديات.

ومع ذلك، تبقى التساؤلات معلقة في قلب كل سوري: هل سيحققون أخيراً حلمهم الذي راودهم لعقود، حلم الحرية والعدالة؟ هل سيأتي اليوم الذي يشرق فيه فجر جديد يعيد بناء وطن يضمن لهم كرامتهم ويخلصهم من عذابات الماضي؟
رغم الغموض الذي يكتنف الأيام المقبلة، إلا أنها قد تحمل في طياتها الجواب المنتظر، على أيدي أولئك الذين لا يزالون يقاومون بكل عزيمة، ويحلمون بعالم أفضل، ويكافحون بشجاعة لبناء وطن ينعم بالسلام والعدالة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية
- مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد
- جيهان.. وعدُ العدسة وخلودُ القضية
- نحو دستور يُحيي قيم العدالة والمساواة في سوريا
- عبء القُربى في زمن القمع
- المال المسروق.. من قنوات الفساد إلى قنوات التعويض
- سوريا بين الكنز المفقود والرصاص الصامت
- الغرفة التي لم تكن سرية


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟