أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - لا أسوأ من التخمين السياسي














المزيد.....

لا أسوأ من التخمين السياسي


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يصبح التخمين والتوقع للأحداث بمثابة حقائق ستجري على الأرض بعد أيام أو أشهر، يتحول التحليل السياسي إلى نوع من عبث الكلام، ويضيف لنا أصحابه نظرية منفلتة في العلوم تضاف إلى كم الهراء والفظاظة السياسية.
لا أحد منذ خلق الكون بإمكانه أن يعرف ما الذي سيحدث له بعد ساعة مهما تسنى له أن يجمع من المؤشرات وقدرة الحدس، فكيف بإمكانه أنه يعرف ما الذي سيحدث في البلدان والأحداث السياسية بعد أشهر أو سنوات.
لو كان بإمكان البشر بما فيهم “المحللون السياسيون ورجالات الدولة والعارفون ببواطن الأمور وكبار رجالات المخابرات والاستراتيجيات وعلماء البيئة والفيزياء” معرفة ما يحدث لنا في المستقبل القريب، لانتهت مشاكل العالم برمته وتوقفت الحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية، بل سيكون بإمكان هؤلاء المدعين معرفة ما يحدث للإنسان بعد موته، وكأن ثمة من مات وعاد إليهم ليحدثهم عما جرى له!
اليوم بإمكاننا أن نجمع عشرات المقالات والتصريحات وإدراجها ضمن الفظاظة السياسية والخواء المعرفي عما ينتظر العالم من أحداث في عام 2025!
من حق أي محلل أن يجمع المؤشرات بطريقة ذكية وتحليلها وبناء عليها ما يمكن تسميته بـ “الاحتمال” وهكذا يمكن له توقع صدام سياسي أو سلم، لكنه يبقى في النهاية سيناريو محتمل لا أكثر، وبمجرد تحويل المستقبل إلى حقائق يتحول الكلام إلى عبث لفظي لا أهمية له. ذلك ما يحدث اليوم بهذا الكم الفارغ من المقالات التي تزعم بأن أحداث العالم خلال العام الجديد ستكون بيد ما يكتبه أو يصرح به هؤلاء الموهومين بالقدرة على التفكير المختلف.
بيد أن الكاتب السياسي ديفيد أغناطيوس يمارس لعبة التوقع هذه بطريقة مشوقة ومغرية للقارئ، وكما يبدو لي تعلمها بخبرته اللغوية والبحثية، فهو يعد من بين كبار الباحثين الأمريكيين الذي يعرفون دول الشرق الأوسط بشكل دقيق، كما يعرف بواطن الاستخبارات الأمريكية منذ ما يقرب من أربعة عقود.
ويطالب القراء في مقاله الأخير بصحيفة “واشنطن بوست” أن يشاركونه توقع الأحداث الغريبة التي يخبئها لنا عام 2025؟ من دون أن يترك الأمور حرة في خيال التوقع، بل يقترح علينا أحداثا يتوقعها ويطالبنا التفكير والتوقع معه؟
ما أهمية هذه اللعبة المثيرة للشغف؟ بالتأكيد ليس لتحذير السياسيين مما ينتظرهم، لكنها تبدو كمن يدخل في مقامرة لغوية وعندما يمنحه القدر تحقيق إحدى توقعاته يقول حينذاك أنه نجح في التوقع!
وقبل ذلك يستهل أغناطيوس توقعه باقتباس جملة الكاتب الراحل في صحيفة نيويورك تايمز ويليام سافير وأحد كتاب الخطابات لرؤساء أمريكيين بقوله “الحق في القيام بشيء لا يعني أن القيام به أمر صحيح”. ويقول في عرضه للتوقعات لا توجد إجابات صحيحة هنا؛ فقط أفضل التخمينات. وهو في ذلك يمنح المروجين للهراء في القنوات الفضائية العربية وهم يتحدثون عن أحداث الشهر المقبل أو السنة القادمة وكأنها ستحدث بالفعل، درسا أخلاقيا في جوهر الكلام وأهميته.
ومع أهمية ما ينتظر العالم من أحداث من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، يطالبنا أغناطيوس مشاركته التوقع عبر تساؤلات عن إصابة إدارة ترامب بالصدمة في عام 2025 عندما:
يستقيل مسؤولون عسكريون وفي مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية بسبب ما يقولون إنه تدخل سياسي في عملهم.
أوروبا سترد على زيادات ترامب في الرسوم الجمركية من خلال زيادة تعاونها في مجال التكنولوجيا الفائقة مع الصين.
رفض مجلس الشيوخ مرشحي ترامب لوزارات الدفاع، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، والصحة والخدمات الإنسانية.
لكن الأكثر إثارة للتشويق هو ما يقترحه علينا أغناطيوس لأحداث العالم العربي بتوقعه استقالة المرشد الإيراني علي خامنئي بسبب سوء حالته الصحية ويحل محله ابنه مجتبى.
سقوط الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد من أعلى طابق فندق في موسكو يؤدي إلى وفاته.
يثبت رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أنه “وحيد القرن الذهبي” في الشرق الأوسط وزعيم ديمقراطي عربي مسلم.
يستضيف ترامب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حديقة الورود للاحتفال باتفاق التطبيع السعودي “صفقة القرن”.
إيران تهاجم القاعدة البحرية الأمريكية في البحرين، في الوقت الذي تشن فيه طائرات أمريكية وإسرائيلية غارات على منشآت نووية إيرانية تحت الأرض.
ديفيد أغناطيوس كاتب خيال استخباراتي رائع وأصدر في ذلك اثنتي عشر رواية تجسس حظيت بعضها بأفضل الكتب قراءة وتحول البعض الآخر إلى أفلام سينمائية. مع ذلك فهو في هذه الاقتراحات لا يتحدث عن إي إجابة صحيحة، لأنه يبنى فرضياته على التوقع وليس مقدرة الاثبات العلمي. وهكذا يبدو ما كتبه مثيرا للشغف وليس الاستياء كما يظهر علينا في القنوات العراقية بعضهم زاعما إن البلاد ستسقط في لجة الجحيم أو تتحول إلى جنة سياسية!!



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصوفي المطمئن عبدالهادي بلخياط
- الإطار التنسيقي المهزوم في سوريا
- لم يعد غوارديولا جوبز كرة القدم
- نترقب إيران جائزتنا الكبرى!
- دسائس الفاتيكان
- بديهية ديكارت عند الذكاء الاصطناعي
- فيروز لولا فيلمون وهبي
- ابتذال المحلل السياسي
- غرائزية ترامب وماسك تصبح “الحنجرة العميقة”
- ترامب يدخل السياسة قسرا للبيوت العربية
- لندن ترفع القبعة لأوركسترا عمانية
- هل سحقت رجولة إيران الجيوسياسية؟
- أصحاب كاظم الساهر
- كم صوتًا ستجمع تايلور سويفت؟
- اقتباس لا ينتهي من أورويل
- من يترقب الحرب العالمية الثالثة؟
- مشاهير المنصات يمسكون بالهراء
- بلير خرقة مبللة بالنفط وليس مصنع مُثل
- أين تتجه أخلاقيات الصحافة؟
- ذاكرة الألم في -كلنا مريم-


المزيد.....




- ما الذي عليك فعله مع الهبوط الحاد لسوق الأسهم؟ إليك أهم 3 نص ...
- وزير خارجية مصر يبحث مع ويتكوف خطة إعمار غزة وجهود خفض التصع ...
- هل يستطيع ترامب إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي؟
- اقساها على الصين.. بدء سريان رسوم ترامب الجمركية على 60 بلدا ...
- الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن: نطالب بالإفراج عن ...
- تصريح صحفي صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية
- أورتاغوس: ولى زمن حل المشاكل في الشرق الأوسط على طاولة يجلس ...
- الحكومة اللبنانية تنفي صحة استخدام -حزب الله- مرفأ بيروت لته ...
- وفدان روسي وأمريكي يصلان إلى اسطنبول اليوم الأربعاء
- -حماس-: مقتل 29 وجرح أكثر من 50 في قصف استهدف مدنيين شرق غزة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - لا أسوأ من التخمين السياسي