احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 14:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ندا أخير للشعوب العربية البلاستيكية..
هذه شعوب بلاستيكية قابلة للتحلُّل، هؤلاء قطيع صغير جدًا عقليًا وكبير جدًا حجميًا، بداية حربه مع إسرائيل منذ ثلاثة أرباع القرن وهو يلق الهزائم ويهيط، حيا على الفلاح يا عرب...هذه شعوب اختارت أن تُقدس دكتاتوريها وعندما يسقطون يرقصون ويعيدون خلق آخرين غيرهم ويقدسونهم...عقول كالذباب تنسى جماجمها وتخلف وراءها أهازيج الفرح بسقوط حكامها وكأنهم من كواكب أو مجرات أخرى ولا يسألون: أليس هؤلاء من دمنا؟
عندما مُزق القذافي بهذه الطريقة المُذلة وهو رمز للأمة رغم ذلك هللوا وفرحوا وكانوا يعبدونهُ...وعندما سُحل على عبدالله صالح رقصوا وغنوا وهو واحدٌ منهم طالما قدسوه...وشردوا زين العابدين كاللص وطردوا مبارك وأزاحوه بمذلة، وأخرجوا صدام من حفرة وأعدموه ثم رقصوا وغنوا وعادوا يتمنونهُ...وأخيرًا وبالتأكيد ليس آخرًا بشار بن أسد، ماذا فعلوا به؟ قدسوه وعبدوه ثم أذاقوه الذل ثم صفقوا لدكتاتور إرهابي آخر، ألعن منه، ولا بأس فهم في طريقهم ليختبروه!!
هذه الأمة التاريخية!! لا تخجل للأسف من أن تسقط سجانيها وتُمزق جلاديها ثم تعيد صنع غيرهم بالأهازيج والفرح على دقّ الطبول، ثم يُدَقوا بعد حين كما فعلوا بهم الساقطون بالأمس...
أليس هؤلاء الحكام الذين سقطوا أو أسقطناهم أو أسقطهم العالم هم من لحمنا وجلدتنا من ذات الأرض وربما نحن من اخترناهم وصفقنا لهم وقدسناهم...كيف نبدوا أمام العالم عندما يتمّ تمزيقهم وسحلهم وإذلالهم؟ ألسوا هم من هذه الأمة وكانوا رمزها؟ ألسوا هم من صفقنا لهم واعتبرناهم من لحمنا وجلدتنا؟ إذن كيف تبدو صورتنا كشعوب أمام العالم الحر؟
هذه الأمة مستعدة طيلة عمرها أن تعبد وتكفر، أن تختار وتلغي ولكنها تضعف أمام أنظمتها وحكامها الجلادون وكأنهم قدرٌ محتوم بانتظار من يأتي ويخلصهم منهم...
لقد أسقطت إسرائيل الأسد بشار الجلاد الدموي، ولكن الجميع صفقوا لتركيا، يا للغباء، نسوا ماذا جرى في بلدة مصياف قبلها بأيام...
ألم أقل لكم وأُكرر إسرائيل هي من ستحرّركم من جلاديكم مع بقية الأنظمة الأخرى وترسم لكم طريق الحرية، ولكنكم ستشكرون غيرها وتستمرون في لعنها مع أنها من أهدتكم الحرية!!! ترى متى تشغلون عقولكم النائمة؟؟!!
ليست هناك نهاية للمسلسل...انتظروا الآتي الدراماتيكي في لبنان وغزة والعراق واليمن ومصر إيران وبقية الدول التي لا تتخيّل أن السيل قادم...والخيار في الحرية الحقيقية، بيدكم أيتها الشعوب العربية...
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟