كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 09:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدأت السلطة الوطنية الفلسطينية قبل نحو شهر عملية واسعة ضد مقاومين في مخيم جنين هي الأخطر والأوسع منذ سنوات طويلة، أدت الى هدر الدم الفلسطيني الزكي بأيادي فلسطينية، وإذا لم يتم إيقافها فمن الممكن أن تطال مناطق أخرى في الضفة الغربية، وتكون تداعياتها كارثية على الشعب الفلسطيني وقضيته.
مصادر السلطة الفلسطينية تزعم بأن هدف هذه العملية هو استعادة المبادرة وفرض السيادة بالسيطرة على المقاومين الذين تصفهم " بالخارجين عن القانون "، بينما تقول حركتا الجهاد الإسلامي وحماس وكتيبة جنين إن هدف العملية هو القضاء على المقاومة الفلسطينية بدعم وتسليح من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل التي سمحت للسلطة بنقل السلاح لتنفيذ حملتها في المخيم.
هناك العديد من العوامل التي أدت الى هذا الوضع الفلسطيني المأساوي من أهمها الخلافات المزمنة بين الفصائل الفلسطينية، وفشل تلك الفصائل والسلطة الوطنية في الاتفاق على تكوين جبهة مقاومة موحدة سياسيا وعسكريا تخضع لاستراتيجية واضحة متفق عليها لإنهاء الاحتلال، والتدخلات العربية والدولية، خاصة الأمريكية والإسرائيلية، والانقسام وسيطرت حماس على غزة، وفشل السلطة في حماية الفلسطينيين وممتلكاتهم حتى في منطقة .. ألف .. التي من المفروض ان تسيطر عليها حسب اتفاقيات أوسلو واستمرارها بالتنسيق الأمني مع دولة الاحتلال، وفشلها في المحافظة على مناطق .. بي وسي .. وكبح جماح الاستيطان. أضف إلى ذلك كله القتل العشوائي والتدمير الهائل الذي الحقته دولة الاحتلال بغزة وأهلها، وأخيرا نجاح دولة الاحتلال في إضعاف حزب الله واغتيال كبار قادته، والتغيير الذي حصل في سوريا ونتج عنه انسحاب إيران ووقف مساعداتها للجيش السوري وحزب الله.
أما العامل الذي قد يقصم ظهر البعير ويرغم ما تبقى من حكام الخيانة والخذلان العرب على الهرولة لبيت الطاعة الأمريكي والتطبيع مع دولة الاحتلال هو تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لسلطاته الدستورية رسميا في العشرين من هذا الشهر؛ هذا الرئيس المتصهين الذي تربطه صداقة وثيقة مميزة ببنيامين نتنياهو، ويخضع لإرادته معظم " أولياء الأمر " العرب لا يخفي عداءه للفلسطينيين والعرب والمسلمين، ووعد قادة اللوبي الصهيوني الأمريكي خلال حملته الانتخابية بالموافقة على ضم الضفة الغربية لإسرائيل وإنهاء حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة، ويعتبر أن لدولة الاحتلال الحق في التوسع باحتلال دول عربية أخرى!
في ظل هذه الغطرسة الصهيونية الأمريكية الأوروبية، وهذا التردي والانحدار والانكسار العربي غير المسبوق، يجب على الفلسطينيين قادة وشعبا أن يحتكموا إلى العقل، ويتجنبوا السقوط إلى الهاوية بتجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم، وأن يرفضوا الاقتتال البيني وسفك الدم الفلسطيني، ويدركوا أن خلافاتهم وانقساماتهم السابقة والحالية كانت وما زالت تتماشى مع مخططات الصهاينة التوسعية، ومن أهم الأسباب التي أدت الى تمكينهم من احتلال فلسطين وتشريد شعبنا في شتى بقاع الأرض!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟