|
هذه رؤية المحلل السياسي أحمد رواجعية للوضع في فلسطين
علجية عيش
(aldjia aiche)
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 00:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 جانفي 2025 تحدث المفاجآت توحي المؤشرات السياسية والتحالفات المعلنة والخفية بأن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية يؤدى حتميا إلى تلبية مطالب إسرائيل التوسعية، وفي مقدمتها اليمين المتطرف في حكومة نتانياهو الذي لا يخفي هو أيضا رغبته في ضم كل الأراضي الفلسطينية ودمجها في إسرائيل الكبرى سؤال طرحه البروفيسور أحمد رواجعية و هو محلل سياسي جزائري إن كانت السلطة الفلسطينية لعبة في يد إسرائيل أم لا ؟ وكان رده أن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس لم تعد كما كانت في السابق لأن منظمة التحرير الفلسطينية، ومن ثم فتح، قد تلاشت صفتهم الثورية منذ اتفاقيات أوسلو 1993، وهذا ما دفعهم إلى التنازل عن كرامتهم من خلال السماح لأنفسهم بأن يُقادوا كالدمى بيد مستعمرهم، حسب رأيه فإن السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس تجاوزت التطبيع الذي فرضه ترامب لتصبح أداة لتنفيذ القانون الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وهذا ما يفسر لماذا يشيد الإسرائيليون بالحط من شأن هذه السلطة المزعومة الفلسطينية، والإسرائيليون أنفسهم لا يتورعون عن شكر السلطة الفلسطينية على “تعاونها” وعلى القتال الذي تخوضه هذه السلطة التابعة ضد المقاتلين من جنين وغيرها.
فترحيب قادة الحركة المؤيدة للاستيطان بفوز ترامب في الانتخابات، لا يعتبر صدفة، إذ رأوا فيه فرصة لإسرائيل لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، والدليل أن يوشاي دامري، رئيس المجلس الإقليمي هار الخليل في جنوب الضفة الغربية، لا يخفي هدفه عندما دعا رئيس الوزراء وحكومة إسرائيل إلى استئناف البناء على الفور في جميع أنحاء يهودا والسامرة مع فرض السيادة الإسرائيلية على نصف مليون يهودي الذين يعيشون هناك، من جانبه صرح يوسي داغان، الذي يرأس المجلس الإقليمي السامرة، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمامه فرصة تاريخية… وهي إلغاء جميع عمليات تجميد البناء، وربما أن نتمكن في النهاية من فرض السيادة على شمال الضفة الغربية.
في الواقع أن الإدلاء بهذه التصريحات جرى في اليوم التالي للفوز الأول لترامب في انتخابات 2016 ، في تلك الفترة حدث نموٌّ غير مسبوق في بناء المستوطنات خلال فترة ولاية الرئيس الجمهوري، ومع ذلك، علّقت جهود ضم هذه المستوطنات بسبب المفاوضات التي قادتها إدارة ترامب كجزء من وضع اللمسات الأخيرة على "اتفاقيات إبراهيم" في أواخر عام 2020، وبذلك وافقت الإمارات العربية المتحدة على تطبيع علاقاتها مع الدولة اليهودية، إذا وافقت إسرائيل على تعليق خطة الضم لمدة أربع سنوات، ولكن مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض في 20 جانفي 2025، وانتهاء تلك السنوات الأربع تقريبًا، يشعر مؤيدو الضم مرة أخرى أن وقتهم قد حان، ويعتبر، بزلال سموتريش، وزير المالية، و إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي للدولة الصهيونية من أقوى المؤيدين للضم، الأول توقّع أن السنة الجديدة ( 2025) ستكون عام السيادة في يهودا والسامرة. والثاني قدّر أن لحظة النصر الشامل قد اقتربت و بالتالي لحظة السيادة قد حانت، بمعني أنه حان الوقت لتمرير مرحلة القانون الذي ينص على عقوبة الإعدام للإرهابيين، والعديد من التشريعات الأخرى التي قال إن ترامب لن يعارضها، أما عن هذا الأخير ( ترامب) ، فقد اختار مايك هاكابي المدافعَ عن الاستيطان سفيرا لدى إسرائيل باعتباره شخصية محسوبة على رموز اليمين المسيحي ومدافعًا متحمسًا عن المستوطنات الإسرائيلية، وقد أشاد به اليمين الصهيوني المتطرف بهكابي باعتباره الصديق الذي لا يتزعزع لإسرائيل والذي يمكن الاعتماد عليه لتحقيق حلمها التوسُّعي، و الواضح أن تعيين هذا الحاكم السابق لولاية أركنساس في منصب سفير لدى الدولة اليهودية لم يفشل في إثارة البهجة بين جميع مؤيّدي توسُّع المستعمرات الصهيونية، أما هاكابي، المؤيد منذ فترة طويلة للحركة المؤيدة للاستيطان، يرى أن ترامب يمكن أن يدعم ضمّ الضفة الغربية لإسرائيل، على الرغم من أن ترامب لم يكن واضحًا تمامًا بشأن مصيرها النهائي.
فقبل إعادة انتخابه عام 2024، قال ترامب إنه إذا أعيد انتخابه، فإن أولويته القصوى ستكون إحياء "اتفاقيات إبراهيم" من حيث توقفت، في سياق أخر، يكشف مسئول بالجيش الإسرائيلي أن هناك مشاورات مع مسئولين فلسطينيين لتسهيل الأنشطة في مخيم جنين، كما كتبت من جهتها جريد "هآرتس" بأن الجيش العبري: "يدرس تزويد أمن السلطة الفلسطينية بمُعدّات عسكرية لمواجهة التنظيمات وتعزيز التعاون الاستخباري"، هي طبعا تصريحات لا تحتاج إلى أي تفسير، وهي أفضل من التحليل النظري الطويل، إنها ببساطة تصريحاتٌ تبرهن عن تواطؤ هذه السلطة مع المحتل الصهيوني، وفي بداية ديسمبر 2024، أعلن ترامب تعيين مستشاراً أعلى لشؤون الشرق الأوسط وهو والد صهره مسعد بولس، الذي سيتعامل بشكل أكثر تحديدا مع القضايا العربية، وسيعمل كل منهما جنبا إلى جنب مع ستيف ويتكوف، للدفع بملف "اتفاقيات إبراهيم"، و من جهته سيركّز بولس على الدول العربية، بينما سيركز ويتكوف على العلاقات مع إسرائيل، بحسب تايمز أوف إسرائيل.
حسبما أشار إليه بولس، في مقابلة حصرية أجرتها معه صحيفة Le Point الفرنسية في عددها الصادر في 03 ديسمبر 2024، فإن إدارة ترامب ستدرس أوّلا وقبل كل شيء إمكانية انجاز اتفاق مع السعودية، لأننا نعلم جيدًا أنه بمجرد إبرام اتفاق بين السعودية وإسرائيل، سيكون هناك على الفور أكثر من اثنتي عشرة دولة عربية ستكون مستعدّة لتحذو حذوها من دون تأخير، وهذا ما ذكره الرئيس، المسألة هنا كما يقول أحمد رواجعية ، تقتضي قراءة وفهم إعادة انتخاب الرئيس ترامب على أنها انتصارٌ لمؤيدي توسّع إسرائيل على حساب الفلسطينيين، وفي الوقت ذاته لصالح إسرائيل الكبرى التي تمتد حدودها من الأردن بما فيها الأردن مروراً بلبنان وسوريا وسيناء وغيرها، و هذا يعكس اعتراف ترامب بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل في عام 2017 ولاء الرئيس الأمريكي الثابت للدولة اليهودية؛ فهو الصديق الذي لا يتزعزع للكيان الصهيوني المغتصِب.
يقول البروفيسور احمد رواجعية أن الميزة الكبرى للولايات المتحدة هي أنها تقول وتكرر بصوت عالٍ وواضح أن الصديق الاستراتيجي الذي يمكن الاعتماد عليه في الشرق الأوسط هو إسرائيل، أما الدول الأخرى التي تعتبر “أصدقاء” لهذا الشرق المعقد، مثل دول الخليج وغيرها، فلا تعتبرها الولايات المتحدة سوى مصدر الثروة والإمداد للصناعة الأمريكية، لكن في الأساس، ليس لدى الولايات المتحدة أي اعتبار أو احترام لهذه الأنظمة الملكية التي لا تمنحها سوى القليل من الفضل السياسي، ومع ذلك، فهي ممالك مفيدة، لأنها سهلة الانقياد وغير قادرة على ضمان أمنها الداخلي والخارجي، من دون المظلة الأمريكية، و لذا يري أحمد رواجعية أن إعادة تفعيل التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي اقترحه ترامب وفرضه سابقًا على هذه الأنظمة الملكية الغنيّة ولكن الخاضعة، لن يفشل في تعزيز إسرائيل في رؤيتها المهيمنة والتوسُّعية في هذه المنطقة من العالم.
فما يقوله الإسرائيليون عن هذه السلطة يكفي لإقناع أكثر المشكّكين، وماذا يقولون بالضبط؟ يقولون –وفق هيئة البثّ الإسرائيلية، إن "الجيش الإسرائيلي راض عن العملية الفلسطينية في جنين ويدعو إلى تعزيز السلطة الفلسطينية" وإن "القيادة المركزية للجيش أوصت بتعزيز آليات السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني معها"، كما يقولون أيضا: أن الجيش تلقى تعليمات من المجلس الوزاري المصغر لتعزيز التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، ويستمر التلفزيون الإسرائيلي على النحو التالي: 300 مسلح من السلطة الفلسطينية يعملون في مخيم جنين تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي (هيئة البث الإسرائيلية) وتضيف الهيئة ذاتها عن مسئول بالجيش الإسرائيلي بأن هناك: مشاورات مع مسئولين فلسطينيين لتسهيل الأنشطة في مخيم جنين، كما كتبت من جهتها جريد هآرتس بأن الجيش العبري: "يدرس تزويد أمن السلطة الفلسطينية بمُعدّات عسكرية لمواجهة التنظيمات وتعزيز التعاون الاستخباري، هذه التصريحات الإسرائيلية لا تحتاج إلى أي تفسير، وهي أفضل من التحليل النظري الطويل، إنها ببساطة تصريحاتٌ تبرهن عن تواطؤ هذه السلطة مع المحتل الصهيوني. قراءة علجية عيش
#علجية_عيش (هاشتاغ)
aldjia_aiche#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مع الأنطولوجي نقوس المهدي مؤسّس أضخم موقع أدبي وفكري في العا
...
-
2025 هل ستكون سنة سلام؟
-
دور كرة القدم الجزائرية في مواجهة الإحتلال الفرنسي
-
سؤال للأكاديميين .. متى نكتب عن الفكر الثوري في الجزائر؟
-
لا يمكن الوصول إلى الاحترافية بدون تكوين إعلامي مستمر
-
رؤية البروفيسور نصر الدين بوزيان للإعلام و الصحافة في الجزائ
...
-
حديث عن البيبليوغرافية الجزائرية
-
مترجمون: الجامعة الجزائرية بحاجة إلى مدرسة خاصة للترجمة
-
وزير التربية و التعليم بالجزائر: التعليم الابتدائي هو البنية
...
-
باحث جزائري يكشف عن وجود ملفات عن مالك بن نبي في الأرشيف الم
...
-
ناشرون في صالون الكتاب.. سوق الكتاب في الجزائر ميِّتٌ
-
باحث في التاريخ يدعو إلى القفز على التاريخ
-
هبّة شبابية نحو صناديق الاقتراع من أجل جزائر منتصرة
-
مع العدّ التنازلي لتنظيم الانتخابات الرئاسية في الجزائر
-
المجتمع المدني في الجزائرعلى المحك أمام المعارضة السياسية
-
على عبد المجيد تبون أن يضغط على السّيسي بفتح الحدود
-
معالم دينية تتحول إلى -خردة-في عاصمة النوميديين بالجزائر
-
طلائع الحريات: رئاسيات 2024 ستؤسس دولة المواطنة والحريات
-
أصحاب القبعات في الجزائر مجندون لإنجاح الانتخابات الرئاسية ا
...
-
سخط وسط ألأسرة الثورية حول الوضع اليوم في الجزائر
المزيد.....
-
ارتفاع حصيلة القتلى بالصين.. ومقاطع تظهر ما حدث لحظة وقوع ال
...
-
الوفد السوري يصل الأردن للمرة الأولى ورحلة تجريبية لـ-الملكي
...
-
بدأها ركابها بـ-الأهازيج-.. أول رحلة دولية تحط في مطار دمشق
...
-
جاستن ترودو يستقيل بعد 9 سنوات في المنصب
-
الصين: زلزال مدمر يضرب التبت ويحصد أرواح العشرات
-
حادثة غريبة في مطار سياتل.. راكبة تفتح باب الطوارئ وتجلس على
...
-
اللحظات الأولى للزلزال المدمر في التبت الصينية
-
الصين تطالب واشنطن برفع العقوبات عن شركتي -تينسنت- و-كاتل-
-
الصفدي: نقف إلى جانب أشقائنا السوريين وأكدنا على وحدة وسيادة
...
-
مباحثات سورية أردنية في عمّان حول قضايا الحدود والأمن والطاق
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|