صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8214 - 2025 / 1 / 6 - 00:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"لماذا غدا من الضروري وجود فصائل خاصة من رجال مسلحين –الشرطة والجيش الدائم- توضع فوق المجتمع وتنفصل عنه؟".. لينين... الدولة والثورة.
عند درجة معينة من تطور المجتمع، وانتقاله من الحالة المشاعية البدائية، وفي خضم التناقض الحاد بين فئات المجتمع، أنشأ "الدولة"، كقوة "تلطف الصراع والاصطدام وتبقيه ضمن حدود النظام"، هذه الالة بدأت تنفصل شيئا فشيئا عن المجتمع، وتقف فوقه"، هذا ما يشير اليه انجلس في كتابه "أصل العائلة".
هذه الالة "الدولة"، كانت بحاجة الى أدوات لحماية الطبقة السائدة والمهيمنة، فشكلت فصائل مسلحة "الجيش الدائم والشرطة هما الاداتان الرئيسيتان لقوة سلطة الدولة" لينين. وبالتالي فقد انفصلت هاتين الاداتين عن المجتمع ووقفت بالضد منه، انهما الأداتان القمعيتان لسلطة الدولة، ولا يمكن لأي دولة ان تبقى صامدة بدون هذه الأدوات وملاحقها المادية "السجون ومختلف مؤسسات القسر".
يعد الجيش في العراق أحد اهم المؤسسات التي تحافظ عليها الدولة، فهو الحامي والحارس الأمين لها من كل انتفاضة او ثورة، وهي تغدق عليه الأموال الكبيرة والكثيرة، وترفض المس به او انتقاده من اية جهة كانت، انه خط احمر بالنسبة لها.
تاريخ هذه المؤسسة حافل بالانقلابات، انه السمة البارزة له، يقال ان اول انقلاب عسكري في المنطقة كان الانقلاب الذي قاده بكر صدقي ضد حكومة ياسين الهاشمي 1936، وهو الذي جر خلفه العشرات من الانقلابات، الذي فشل قسم كبير منها.
الامريكان وبعد احتلال العراق 2003، قاموا بحل المؤسسة العسكرية، لما اعتقدوا انها تمثل خطرا على مشروعهم، وقد اسسوا بدلها مؤسسة عسكرية جديدة، شكلية الى حد ما، ولم يكتفوا بشكليتها وعدم تأثيرها بالأوضاع السياسية، فقاموا بأنشاء أجهزة رديفة لا تتبع لوزارة الدفاع "جهاز مكافحة الإرهاب، الحشد الشعبي"، فتحولت هذه المؤسسة الى قوة ضعيفة وهزيلة، ينخرها الفساد.
رغم هزالها فأن الدولة لا زالت ترى فيها قوة قاهرة، فهي تحافظ عليها بشكل جدي، وقد استخدمتها في انتفاضة تشرين 2019، فمجزرة الزيتون في الناصرية الذي راح ضحيتها العشرات من الشبيبة المنتفضة، تلك المجزرة كان بطلها الجيش بقيادة المجرم "جميل الشمري"، غير التسهيلات التي قدمتها هذه المؤسسة للميليشيات لترتكب مجزرة السنك.
انه من الخطأ جدا الاحتفال بهذه المؤسسة القمعية، فهي القوة القاتلة بيد قوى الإسلام السياسي، اما عبارات "الدفاع عن الوطن، أو انقاذ الوطن، حماية الوطن" فهي عبارات جوفاء، ترددها الطبقة المسيطرة دائما وفي كل مكان، لضمان سيطرتهم واستمرارها.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟