أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جواد فارس - رشيد النجاب في رواية ( الخروبة ) رواية من فلسطين















المزيد.....

رشيد النجاب في رواية ( الخروبة ) رواية من فلسطين


محمد جواد فارس

الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رشيد النجاب في رواية ( الخروبة ) رواية من فلسطين




يقول المؤرخ البريطاني هوبل :
( أذا أردت تلغي شعبا ، تبدأ اولا بشل ذاكرته ، ثم تلغي كتبه و ثقافاته و تاريخه 0 ثم يكتب له طرفا آخر كتابا ، ويعطيه ثقافة أخرى، و يخترع له تاريخا آخر ، عندها ينسي هذا الشعب من كان و ماذا كان و العالم ينساه أيضا ) 0
و الشعوب التي لا تحافظ على تاريخها يكون مصيرها الزوال 0


في غلاف الرواية كتب محمود شقير و من لايعرفون من هو الكاتب الفلسطيني، مقدسي كان من أبرز مناضلي الحزب الشيوعي الأردني فرع الضفة الغربية ، وبعد ابعاده من قبل سلطات الاحتلال من وطنه عام 1975 , التحق في الحزب الشيوعي الأردني، وبعد أن أعلن عن تشكيلة الحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1982 التحق مع رفاقه الفلسطنين في حزبهم ، و كان قد عمل في براغ في مجلة السلم والاشتراكية ممثلا للحزب الشيوعي الفلسطيني و عندما انتهت المرحلة في انهيار

الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية عاد إلى عمان ومن ثم إلى القدس مدينته ، و لابد من الإشارة انه كاتب سياسي و أديب فلسطيني ممن يشار لهم بالبنان ، وله عدد من الروايات والقصص القصيرة و تميز بكتابة القصة القصيرة جدا و حصل مؤخرا على جائزة القدس العالمية للاداب ، كتب عن رواية رشيد النجاب ما يلي :
الرواية التاريخية هي تجسيد في صفحات تكتب للأجيال، و يكتب رشيد النجاب رواية سيرية بلغة موحية وسرد حافل بالتفاصيل ويذكر الأمكنة العديدة التي مربها الجد ليضع القارئ أمام التفاصيل بتشويق لا يغيب ، و بإيقاع متمهل لكنه متناسب و متناغم مع كثرة التفاصيل 0
ومن خلال معرفتي بعائلة النجاب حيث عرفة العائلة من خلال الدراسة في معهد كوبان الطبي المسمى بالجيش الأحمر في مدينة كراسنودار ، حيث كانت الزميلة الدكتورة سلوى عبد الرحمن النجاب في نفس القسم للطب البشري معي و تعرفت والدتي ( ام سامي ) على عائلة والدها ابو رشيد عبد الرحمن و الذي كان في بغداد يعمل في احد منظمات الأمم المتحدة في السبعينات من القرن الماضي ، و تعمقت المعرفة عائليا من خلال زيارة الوالدة لهم المتكررة ، وانا في دمشق و في بيت ابو سلام ( داود عريقات ) تعرفت على ابو فراس ( سليمان النجاب ) القائد الشيوعي الفلسطيني المعروف و الاخ الشقيق لعبد الرحمن النجاب 0
وعندما عرفت في أن رشيد عبد الرحمن كتب هذه الرواية ، أصبحت لدي رغبة للإطلاع عليها ومن ثم الكتابة عنها : و الرواية تتحدث عن قرية من قرى فلسطين عاشت فيها عائلة عبد الرحمن ابو رشيد وهو الجد الجد لكاتب الرواية ، الرواية تتحدث عن مرحلة تاريخية في فلسطين الا وهي زمن الاحتلال العثماني المتخلف لفلسطين الحضارة والثقافة ، كيف يتعاملوا مع أبناء فلسطين في تجنيدهم في العسكرية ، و يسرد الراوي أن رشيد الإبن الوحيد لعائلة عبد الرحمن وله أختان ، و ان ام رشيد كانت قد حملت في احد عشر حملا من الأولاد لم يعيش لها سوا ثلاثة فقط ، رشيد هو الإبن الوحيد لعائلة و كيف يجند ؟ و يتركهم بدون معين ، وكانت ام رشيد كعادتها اليومية حتى في غياب رشيد تقوم بأعملها في الاعتناء بالدجاج و الأغنام و الحمار 0و كانت
ما تفكر به ام رشيد هي زواج رشيد ابنها الوحيد لترى أولاده، وهي كأي ام في تفكيرها 0 و لكن الجنادرية اخذت منها رشيد ليخدم في صفوف الجيش العثماني المتحالف مع الألمان في الحرب العالمية الأولى 0 سافر رشيد إلى اليمن ، ويتحدث رشيد عن المجندين و حياتهم اليومية و فراقهم لعوائلهم ، جلب انتباهي في الرواية مثل قاله رشيد هو [ مثل خبز الشعير مأكول مذموم ] ولا أعرف لماذا مذموم و لكن نحن في العراق نسوق المثل بقول آخر وهو [ السمج ( اي السمك ) مأكول مذموم ] و لأن السمك فيه عظام صغيرة 0 و في الرواية يتحدث عن كرم الضيافة بين العوائل الفلسطنية كما هو المثل بضيافة ابو سليم إلى ابو رشيد ، وفي الرواية نجد أن الفلسطنين متعايشون بين الطوائف و الديانات المسيحية و اليهودية و الشيعة من المسلمين ، ابو رشيد يتحدث مع ام رشيد حول ضرورة الهجرة الى مدينة يافا لأن الموسم قليل في القرية ، مما حدى بأم رشيد تثير التسأل، حول مالعمل هناك ؟ 0
و يثير المؤلف قضية وطنية تداخلت مع روح رشيد : عندما كلفه المسؤول التركي عن وجود شخص له صورة لديهم ، قائلا انه شخص مشاغب و لكن رشيد ورفاقه الست الذين أخبرهم ، أقترح عليهم أن لا يفتشوا عنه لكن عليهم أن يعرفوا المنطقة جيدا ، حتى في حالة السؤال سيكونوا على علم بها، وقال لهم رشيد قد يكون هذا الشخص غير مرغوب به من قبل الاتراك و هو ضدهم ؟ وهنا تظهر حس المشاعر الوطنية الفياضة ، لدى رشيد ، أن هذا حر و ابن جلدته فلسطيني 0 و عندما عاد رشيد بعد جولة الخدمة العسكرية في دمشق و حلب و توفي والده ابو رشيد ( عبد الرحمن ) و دفن في العباسية ، وتزوج رشيد و انجب ابنه الأول عبد الرحمن و كذلك سليمان 0 و لاعتزاز رشيد الإبن سمى ولده الأول عبد الرحمن 0
و اريد ان أن نقل نصا مما كتبه رشيد النجاب في روايته : بعنوان العودة إلى القرية الام ( العودة إلى جيبيا ) يكتب ؛ [
كان القرار واضحا بالنسبة لمصلحة بعد وفاة عبد الرحمن المفاجئة في العباسية ، لم يبق الإ العودة إلى جيبيا ، حيث الدار و الأهل و الأقارب و الأمل الخافق بعودة رشيد ، ذلك الإحساس الخاص الذي سكنها منذ أن تابعت الركب يبتعد برشيدها إلى أن لمحته على مشارف أم صفاة ، وهو الأمر الذي حاولت تكرسه لثنين عبد الرحمن عن فكرة الهجرة ولم تنجح ، ربما لم تكن أكثر وضوحا في موقفها من ذلك اليوم ، وضوح لم يترك لرفاق السفر من خيار سوى الإقرار بضرورة مرافقتها و بناتها في طريق العودة إلى جيبيا ، الطريق التي بدت على الرغم من طولها ، و وعورتها و صعوباتها أسهل من طريق الذهاب على الرغم من افتقارها إلى صحة عبد الرحمن ، و عادت مع فاطمة و حمدة إلى السقيفة 0 بدأت مصلحة تؤسس لحياة جديدة تولت فيها دفة القيادة إلى أن يعود رشيد الأمل الذي أمدها بطاقة مكنتها من بث الحياة في السقيفة، هنا ستكون بانتظار رشيد ، و لن يحتار هو في البحث عنها و عن اختيه، عند عودته 0 ] انتهى الاقتباس 0
عند قرأتي لهذه الرواية الجميلة وجدت انها تاريخ عائلة و قرية و استعمار عثماني ، و جزء من تاريخ شعب فلسطين في معاناته من المستعمر العثماني ، اجاد حفيد هذه العائلة رشيد النجاب في سباكة مهنية لقاص أجاد عمله في اختياره لمفردات ، ترسم صورة للحدث من موقعه ، الصديق رشيد النجاب له مستقبل زاهر و مشرق في استمراره كروائي و خاصة اليوم يتعاظم نشاط مقاومة شعبنا الفلسطيني ، من أجل استرجاع فلسطين من الصهاينة ، و الأحداث مشجعة الان لما تقوم به الصهيونية المدعومة من الامبريالية الامريكية في عملية الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة و الضفة من قتل للأطفال و النساء و الشيوخ و المرضى و قتل الطواقم الطبية و تدمير المستشقيات 0
اتمنى ان يطلع القراء على الرواية المشوقة 0
ملاحظة للتعريف
_____________

÷ الخروبة ؛ شجرة حرجية تنبت تلقائيا ، وهي وارفة الظلال ، و تنتج قرونا تستخدم في صنع العصائر و الحلويات 0
÷ جبييا ؛ هي قرية صغيرة تبعد 5 كيلومترات غرب بيرزيت 0


طبيب و كاتب



#محمد_جواد_فارس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة و الرواية في الادب الروسي و السوفيتي .
- القرن الحادي و العشرين و الذكاء الاصطناعي
- من رد يوسف سلمان يوسف ( فهد ) أمام المحكمة من مذكرات محامي ا ...
- جبهات الإسناد الداعمة للمقاومة الوطنية الفلسطنية تعمل فعلها ...
- رواية ( الوريث ) للكاتب المسرحي حازم كمال الدين
- فلسطين العربية ستبقى رغم مجازر الامبريالين و الصهاينة 0 ستنت ...
- حياة شرارة الثائرة الصامتة
- المقاومة الوطنية الفلسطنية تلقن الصهاينة المستوطنين القتلة ا ...
- ترجل الفارس الوطني الشيوعي باقر ابراهيم الموسوي ( ابو خولة ) ...
- بشتشان المجزرة البشعة التي أقدم الاتحاد الوطني الكردستاني عل ...
- إضاءات و تأملات00 تفسيرية جديدة 
- يوم الشهيد الشيوعي العراقي 
- قراءة في رواية جمال العتابي
- كتاب بنات السياسة  إعداد الكاتبة هيفاء زنكنة!
- غزة ستكون مقبرة الغزاة الصهاينة ، و سيقرب موعد نهاية الاستيط ...
- عملية المقاومة الفلسطينية ( طوفان الأقصى ) غيرت مسار القضية ...
- لينين في القرن الواحد والعشرين مدرسة التنظيم الحزبي ، و الثو ...
- رسالة مفتوحة إلى سمير طبلة و من خلاله إلى رفاقه دربه ممن تنك ...
- أنغولا الشعبية بعد الاستقلال من الاستعمار البرتغالي ، و مرحل ...
- أرض حضارة الرافدين لم تكن يوما للبيع


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جواد فارس - رشيد النجاب في رواية ( الخروبة ) رواية من فلسطين