فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 21:40
المحور:
الادب والفن
ينزع النهارُ جلدَهُ كالثعبان يخلعُ سرَّ الوجود، ويصرخُ بوجه الريحِ: دعيني وشأني، فإنني أنزلقُ نحو الغياب. التنينُ ينفثُ نيرانه، والروحُ الشريرةُ تُحيلُ الحقيقةَ رمادًا، والزواحفُ البشريةُ تسيرُ على حوافِّ الوجوه بأنيابٍ تختبئُ خلفَ ابتسامةٍ وهمية، فيما المختارون ينعزلون في جزرٍ بعيدة، تحت ظلال التفاح الذهبيِّ, تفاح الخلود الذي امتدت له يد الحنين الأولى في عدن القديمة، حين كانت الشجرة المحرمة حارسًا على سقوطٍ محتوم. الأفعى المجنّحة تُهَمْهِمُ بأسرارِ جنسٍ مريخيٍّ تائهٍ بين وهمِ الأصلِ وقداسةِ الزوال، و”كونداليني”*تغفو في قاع السبات العميق، بينما سجن الوعي البشريّ يغلق أبوابه على أرواحٍ مغلولة بالمادة. وعي الديناصوراتِ أنين الزمن، وأخوية الأفعى تنسج ألغازًا في انعكاس الأحلام، حيث ينكشف الكون كسرابٍ من نور، وعقل الشموس ينصهر بين دوامات الكارما وارتعاش الأبدية. غيومُ الغربة تُطبق على شمس الرؤى الغاضبة، لكن بذور الحياة تسقطُ في الفراغ حيث ينشأ جسدي من جديد في ملحمة عودة الميلاد، وبين تياراتٍ تعاند وجوده، ينفجر العالم بداخلي كرعدٍ يمزق صمت العواصف النفسية الهادرة نداء الغريزة فصرت مرآةً تعكس غموض العالم، أذوب كفجرٍ في أفقٍ من الضوء ،فأصبحُ شعاعًا لا يعرف الحدود.
الموت ذلك الباب المفتوح على بدايات مهيبة، و”كتاب الموتى” حكمة تُرتَّل بالنور. أنا ضوء الأكوان، حبٌّ يتجلّى في أبديةٍ لاتنطفئ ، ضوءٌ بديع يرقصُ على أمواج اللازمن.
* حيَّة مُلتفَّة : في الهندوسية هي شكل من أشكال الطاقة الأنثوية الإلهية, يُعتقد أنها تقع في قاعدة العمود الفقري، عند شاكرا مولادارا
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟