ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 21:39
المحور:
الادب والفن
كثيرا ما كانت تقول لا أتنفس شيئاً مما أحمله
حجارة أوابد كحل عظامي
و فر من سباته سرير أكتافي
شعري وخز إبر السنابل
و خدودي مصير وعد زائف
إنطفاء حكاية التلال البعيدة
تفاحة مهملة على رصيف ميناء
شمس شفتي نشيد مصادر
و نهدي قرميد سقف بيتنا الطيني
نافورة تعب
تنهض كلما تلمست الهواء
تنز حليب الألم
و تستغفر صبارة الندم
و باب الحلمات نافرا ً
لإمرأة العشق في ليل ناقص
ينتظر ميعاد صيف كي يتفتح
مؤجلا تراتيل أردافي الفتية
وأنا الفصيحة و النصيحة في منام الصلاة
و ساقي المفتولتين لا تخدعنك
كلما اقتربت مكترثة رماح نواجذك
تلهث شفتيك بينهما
مثل حيرة كلب ضائع .. تعوي
و تستفز لعاب لسانك
تبحث مضطرباً عن صورة الوردة القرمزية
و قمح المواسم المخبأة
تتلفها ملتاعا ًبأزيز أنفاسك
أتنفسك بصمت مطبق
وتسألني مومياء الأمس
كيف تعويذة أعضائي تعتمر خيمة الأزل
كي تشع فجأة أضواء النهايات
تسترسل لحاء عطر دافئ
وتقبض بأصابعك الشرسة على موطئ النبض
و ينابيع الآهات
ولا تصبر على لذة التعثر في لزوجة كأس
تلتهم طبق الحلوى دفعة واحدة
تغيب في نعناعة الجوع و تضمحل
تغمض عينيك يا حبيبي و تغفو
يغلبك عدم النطق وتخرس الكلمات
تمتص شهيا ً شهيق اللمس
ورحيق كل الأزهار
وشهوة الرضاعة تغويك بالتلعثم
هذا خصري بكل مفاتن الأرض عارياً
الأم البكر في حيازة الله
شكل كمثرى في سلة الروح
تنقلب و تقوم
ترسم في غياب الجسد أوهام الدوائر
تغزل آيات الخلود في لحظة
تضغط على بطن الرمال
وأنا أهفو من نرجسة و عسف رخام
تهب أنفاسك و تندثر
و تنحل من أنيني سلاسل كثبان
فخذيّ ممتلئتان مثل ناعورة نهر
تهكم الماء يعانق اليابسة
ينبثق مطرزا ً مثل ثوب الفلاحات
و يتدفق لحن شرقي الهوى
وترقص الكائنات
تتعالى الأصوات
غواية الليل و النهار
مثل شجرتي سرو عبثت بهما عاصفة الغياب و انكسرتا
لا أصول الحب أعرفه
لا كانت لي حرفة الغواية عنوان
لا طريق التيه في نشوة الأعضاء سحر
و لا حديث التاريخ عن نصر جيش الأمنيات
في يوم حرب
و أنا يشدني الرحيل إليك كلما مررت بعالم الأحياء
خذيني ... خذيني
زغاريد النساء عرس عناد
مواقد كل الجهات واصهريني
أختمر في السر والعلن
حضنك غابة الظلال
شطآن كل الزبد
هي يا حبيبتي خامة الإنسان
لحظة الولادة على دفعات
و على يديك نزيف شبحي
يطارد خارطة البلاد .
Nürnberg
05.01.2025
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟