شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 16:03
المحور:
الادب والفن
منذ أيام الشباب التي ولّت تعودت أن أخط القرارات التي يجب تضمينها في العام الجديد قبل الأول من شهر كانون الثاني من كل عام وكنت أحرص كل الحرص أن تتضمن تلك القائمة إصلاح أخطاء وعثرات الماضي والمضيّ قدماً في طموحات وآمال المستقبل وكلما تقدم العمر كانت تشتمل على أخطاء تغير الطباع وجديد المعرفة
لكنني اليوم ومع قدوم العام الجديد أرى النفس تعيش وسط تناقضات كبيرة مع تعثر الآمال وخبوّ وهج الطموحات وسط هذا السيل من الصعوبات في تقبل الحاضر الذي يغمرنا بالسيء والأسوأ في كل أمر من أمور حياتنا اليومية
ومع شح الفرص وقلّتها تجدني اجترح من وسط الفوضى واللامعقول مايجعلني أتحرر من أوهام الشيخوخة ومساعدة نفسي لكي أتحدى الواقع بأن أكون أكثر عطاء وفرحاً وإبداعاً
كيف المآل إلى ذلك !؟
لابدّ من التحرر من قناعاتنا الراسخة حول التقدم في العمر والتي نحملها خطأ في عقولنا لنمارس حياتنا وكأننا مازلنا شباباً
عندما كنت شاباً كنت أسمع العامّة يقولون في وصف من بلغ الخامسة والستين أو السبعين عبارة " على حفة قبره " !!! وها أنا أصبحت في ذاك العمر ولكني أجد نفسي على حافة العمر الجميل الذي يكسبني المزيد من العطاء والمعرفة والتحرر من قيود المادّية مقابل المحبة والتسامح
لا أطلب من العام الجديد سوى القدرة على مقاومة المرض والمشاعر السلبية والقدرة على العطاء وسط الشح والندرة والقدرة على الابتسام وسط الآلام والأحزان ….. وعندها سأبقى شابّاً على الأقل في مرآتي اليومية..منقول
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟