أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم (الحلقة2 )















المزيد.....


زقوم كرة القدم (الحلقة2 )


الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 15:58
المحور: الادب والفن
    


الاجتماع الأسبوعي يلفظ انفاسه الأخيرة على وقع الاتهامات المتبادلة بين أعضاء المكتب غير الشرعي، النتائج السلبية للفريق تشطر الآراء، الزقوم خارج القاعة يسترق السمع ويطيل الإصغاء، الصرخات تركل طبلة الأذن، تحول النقاش إلى اللاعبين الفاشلين في صناعة الفرحة، التعاقدات لم تكن موفقة، التعاقد مع لاعبين شيوخ و مستهلكين فضيحة، الفريق لن يتطور بقطع غيار فاسد يستحيل أن يزرع الربيع في عين الجفاف، الفريق بلا افق وخيمة بدعائم مستعارة من المتلاشيات ،اللقاء يرتق الثقوب الممزقة، ما من احد وقف في وجه الإعصار ودق ناقوس الخطر ، الجميع يعقد الاتفاق مع السراب ،القلالي يحرس قطيع التذاكي في حقول الفضح ، الأصوات تهمس في ماسورة الاتهام، يتقاسم مع النفس الأمارة بالتلصص مواء قطة يلحق بها دزينة صغار، ظل يشيع قطيع القطط يفتش عن بقايا الطعام، سور النادي مليء بالثقوب، الفئران بنت لها جحور، تلاحق القطة عصافير الدوري التي تنقب الحب في المستطيل الأخضر، تمددت على العشب، تراقب العصافير تقفز وتصدر زقزقات، باغتت عصفورا تخلف عن المجموعة ،رفعت الرأس وانطلقت تسابق الريح، ارتفعت في الهواء والتقطت الفراغ ،أعادته الضربات المتتالية على الطاولات إلى المكتب المغلق، يخاف أن يضمه الغضب إلى رحلة التقريع ،أمواج الفشل تهب على حين غرة، يأتيه صوت حسن القلالي يرغد ويزبد، يرعد لكنه لا يمطر، يمضغ الخوف في الحوباء ويبحث في الرأس عن مفردات هاربة من الرجولة،لم يسجل في أرشيف النادي سوى مباراة وحيدة، احتكر الكرة وأضاع فرصة التهديف، اخرج في الشوط الأول، تسلقه الحنق والغضب، كلمات تطن في الدماغ، ابحث عن هواية أخرى ، أخد بالنصيحة وتأبط دزينة من الحيل والخدع ومشاتل من المسكنة والتملق، كلما اشتد القصف والتفت الأنشوطة حول العنق، يحول مؤشر الهزيمة إلى الخيانة ،اغلب اللاعبين خونة، المدرب باع المباراة بثمن بخس ،الخائن يرى جميع الشرفاء خونة ، يرتفع الصوت وينخفض داخل القاعة، القطة البيضاء المرقطة ما تزال تطارد عصافير الدوري، من وراء عمود الشباك الأيسر، تسللت بخفة ،ارتمت ببراعة ولاحقت العصفور في الهواء، حارس مرمى بارع في صد والتقاط الكراتى المقوسة، انغرزت المخالب في الجسد الصغير، هربت تلاحقها زقزقات العصافير ، العصفور يصرخ في كماشة الأسنان ، تلحق بها دزينة القطط الصغيرة، حفلة نهش اللحم الطري بدأت، المدرجات فارغة تعتصر الهدوء ، يسحب الدخان المتبقي من السيجارة ، يدوس على العقب، الغضب لا يزال يهتف في المكتب المغلق، سيتمخض الجبل عن ولادة فار، الاجتماعات التي يكثر فيها الهرج واللغط تنتهي بلا شيئ، ينفتح الباب وتندفع سحب الدخان ورائحة العرق، ينبصق عشرات الوجوه المكفهرة ، حسن القلالي يتباطأ محفظة خضراء، دخل في حوار ثنائي مع يوسف الشخير ،النظرات تسقط في ماسورة الحيرة، يسوي النظارات الطبية، يوزع النظر بين رئيس الإطار وأعضاء المكتب ،وجوه غريبة لا علاقة لها بكرة القدم، ولم ترفع يوما شعارات التشجيع ولم تلوح بأعلام الفريق مع الجماهير، تجار، سماسرة ،نوادل مقاهي ،حراس مواقف السيارات، استقدموا من بلاد بعيدة لملا المقاعد وضمان استمرار الفاشلين في التسيير، الألسنة مقطوعة في غرف التدجين، يحملون تحت الملابس تبعية معتقة من الانحناءات، يعزفون للغد سمفونية إبعاد الرؤوس المتمردة، أعداء الوطن والشرفاء، حسن القلالي يمشي مختالا، الاتباع يمشون في جنازة ظله ،طوال ساعات تمنطقوا بالصمت والتفرج على سيدهم الذي علمهم الانحناء، يثرثر بدون انقطاع، يدثر الخسارات والخطايا للغرقى في الكأس الفارغ، ويبصم على اللاشيء ،يسمعون مفردات ملغزة ومشفرة، يفغرون الأفواه والأحداق.

- المسؤولية في الخسارة تقع على عاتق المدرب وبعض اللاعبين
- المدرب لم يكن في المستوى ويعمل بدون خطة
- إقالة المدرب ضرورية
- احسن جواب على النتائج السلبية

يوسف الشخير تسلل إلى الوجر الكروي على ظهر دابة الحزب، تقسيم المغانم متأصلة في أحزاب المخزن، هؤلاء الذين باعوا الوطن في فترة الاستقلال الناقص، شارك في الحركة التصحيحية، امسك الدفاتر المالية ،لم يكن أبدا في خطوط المواجهة مع الديكتاتور محمد جريتيلة، يظهر ويختفي كباقي بيادق الحزب الذي قايض المستعمر ببضعة مناصب في أجهزة الدولة وامتيازات، حين حمل أبناء الطبقات الكادحة السلاح لتحرير الوطن هرب أبناء الطبقات الميسورة إلى الخارج لاستكمال الدراسة ، عادوا يحملون الشهادات واستقبلتهم مراكز المسؤولية بكل حفاوة وتقدير، وحصل أبناء جيش التحرير على الفتات، أثرياء الحرب يوجدون في كل زمان ومكان .
بوجمعة بولخواض شارك في الحركة الانقلابية، خبر دهاليز وخفايا النادي المهربة ثرواته وتاريخه، في البدا أسس جمعية لمحبي الفريق، تقرب من الجهاز المتحكم في النادي ،صرف أموالا طائلة ليحصل على الرضا من ديكتاتور اطبق على الجميع بقبضة من حديد، رياح النتائج السلبية و النهب والاختلاس أزكمت الأنوف، الجماهير تطالب بالحساب، المؤسسة الكروية ترتجف على سيقان الضياع، مد وجزر وغليان في الشارع، الأحزاب الميتة تنفخ في كير الانتفاضة، تصفي حسابات قديمة مع الديكتاتور، النادي خزان انتخابي مضمون والرهان عليه مكسب حقيقي ،استقرت الجعجعات في رحم الهتافات المناوئة للمستهدف والمتضامنة مع المستهدف ،كل يزحف بين ضجيج الإشاعات ، الهرولات نشطت والاستقطاب يصل إلى الذروة، التحق بوجمعة بولخواض بالمتمردين في فترة اشتداد المخاض وانطلاق الرصاصات الأولى ، سافر في سحنات البركان النابت في المدرجات والشارع ،المنذور للقصف يطلق العنان للتقريع والتجريح والتخوين ،يظهر على شاشات التلفزة يتهم ويتوعد، لا وقت لتدبيج الأكاذيب واستدعاء العنقاء من تحت الرماد، الشارع يفضح من عينيه هيجان السيول، الخوف والارتباك يحملان شحوب أكاليل الياسمين، لم تنفع جعجعة الاتهامات ولا بيانات التبخيس ، ولا قيمة لعفونة التصريحات ،اللاعب الثالث في الأزمة أمال الكفة إلى الوجوه الجديدة ،تحاور الرجات على تخوم القانون ،المسؤول الأول حسم الأمر، القول ما قال رجل السلطة.

- القانون فوق الجميع ونحن نريد الخير للنادي
- هذا ما نريده جميعا

الحديث يلعلع على قعقعات كؤوس الشاي المنعنع وصحون الحلوى،الفتى الشقي المدفون في العيون اختفى في لحظة انشراح، عبد الله قوزي ذبح ولي النعمة من الوريد إلى الوريد ، شهر ورقة استقالة الديكتاتور، لا احد يعرف كيف سقط محمد جرتيلة في الفخ ووقع على وثيقة الانسحاب من حلبة الصراع، الثقة الزائدة في النفس توقع أعتى الرجال في كمائن الخدم والحشم ، القبور لا تحفر إطلاقا بمعاول المجهولين ،ضاقت بالأختام تواقيع التبعية والانصهار الكلي في لعبة السلطة ، الانقلاب يلفظ انقاسه الأخيرة ،إدريس كيدار يتلفع بالصمت، الرأس مطأطأ يلتهم الأفرشة الثمينة، الكنبات من جلد ناعم ، الستائر الحريرية تلاعبها نسمات الهواء الخفيفة، موائد مزدهرة بالحلوى وبراريد الشاي،قصر رجل السلطة يمتد على مساحة واسعة ، الأشجار تطوف به من كل جانب،الحراسة في مداخل الأبواب الخشبية الكبيرة ، تسائل بدواخله عن قيمة هؤلاء الرجالات في معادلة التنمية ومحاربة السفاد والإصلاح، عابرون في المنطقة بدون قيمة يفسدون اكثر مما يصلحون، ينقل النظرات بين الوجوه، يعرفها حق المعرفة لكن السحنات والنظرات تغيرت، الثقة معدومة بين أصدقاء الأمس، كل يبحث عن موطأ قدم في المكتب الذي يطبخ في مجامر السلطة، الجمجمة لا تزال مفجوعة من ترتيل الاتهامات، الديكتاتور حاضر في النقاشات، يطل من بين الأوراق المدبجة على عجل لإسقاط الصنم ، تبخرت ترسانة الادعاءات في الحوباء، وقوافل الأحلام تتحرك في اللسان، يرتشف آخر جرعة من فنجان يوقظ نبض الانتقام، الطاهر بلكوخ يقلب صفحات الوجع،يتابع الحوار الممسوخ بين حسن القلالي ورجل السلطة صاحب النواصي التي تمتد إلى الذقن، تختفي عيناه وراء نظارة طبية سميكة، يمضغ الكلام المعلب مضغا، يقف متجهما على حافة المشهد، لا فرق بين الجد والهزل في حضرة السلطة ، لا نواقيس تنشد الاعتراض ولا التذمر ،يفتش بين الأسماء عن موقعه المقبل، الكل يختبئ وراء أقنعة المسكنة ،أنوار الغفير يتسول مكانا في عين الإجماع ،يحمل في دمه مند الولادة نبرات الرقص على الجراح، لا يمهه أن ينصب ديكتاتور أو فاشي ،ففي الأحشاء ينام الدف والكمان، ولي المؤخرات لفرق الشيخات على إيقاعات مشحونة بالابتذال والميوعة، حين يرفع من مقام الميوعة في الوطن فاعلم أن الرقيب يجهز على الأخلاق ويضرب في العمق الذوق العام لخدمة جهات معينة ، الخفير لا يتراجع في احتفالات سلاطين النهب والاختلاس ،ينزح إلى حيث السهرات والقبض عدا ،النشاط يخرج الحزانى من الهلوسات ، وحده عبدو الخنبري ظل بعيدا عن لعبة تقسيم المغانم، اختار العمل الإداري على التسيير الميداني، في الطريق إلى مقصلة البوح القلالي وحده يدير خيوط اللعبة، كل المدرجات تنزق خسارات، لا احد يقترب من الوجع بأظافر مكسورة، الأيام تمشط بليونة مسافات الاستسلام ، سبعة أيام من الانحناء لظهر الريح انتهت ،الثوار القدامى جزت ألسنتهم ،تلقوا الصفعات تباعا ولم يترنحوا من الألم ،تملأ العيون عبرات الفشل و السقوط في ايدي الداهية، كنسهم الديكتاتور جرتيلة كبقايا طعام ،الجدار الذي اسندهم مند سنوات انهار دفعة واحدة، ينطلق في الأذن هدير الطلاق، تقرع في الأبدان طبول معركة رد الاعتبار ، الصفعة ولدت الإصرار على القتال، الاتحاد وحده القادر على قلب المعادلات، يوقظ في النفوس الحقائق المدثرة مند زمان ، الأسرار والفضائح المالية موثقة بالحج والدليل، اشتعلت الحرب وارتفع منسوب التراشق، بيانات نارية تفضح المستور، جرائد وطنية تزيد قودا للنار المشتعلة، عناوين عريضة تعيد كتابة تاريخ المؤسسة الرياضية المعتقلة هربا من لعنة الاتهامات المغرضة،المدينة تغلي وحديث النادي قسم الجماهير، المنقلبون على سيدهم يعيدون صياغة الوجع في كراسات مهترئة، اجتماعات مسترسلة تضع المحبين في عين العاصفة ،قميص الفريق ارتقى إلى لون النفور، الديكتاتور يرمي آخر ورقة من هزائم الثقة العمياء، ينحني ليسترد انفاسه الأخيرة حين قطع شعرة معاوية، السب والشتم والانتقاص من عبيد الأمس، يبتسم لدخان السيجار الغليظ القادم من امريكا اللاتينية ،يلاحق الدوائر المتطايرة في الفضاء ،ينتابه شعور غامض ويتضرع إلى المجهول، يطلق زفرات وآهات، أربعون سنة يقبض على دفة التسيير ، حرس طوال تسلق جماجم الجماهير ان يخفي الحقائق وراء التصريحات المستفزة ،يرتشف آخر رشفة من كاس شاي بطعم الانهيار ،يبتلع مسكنات ومهدئات في انتظار البشارة ، اكتسحته الهزيمة في عز الصيف ،جمع ما تبقى من الذكريات وغاص في ظلام اللاعودة ، يعيد قراءة البيانات من مخلفات الحرب، يتعرض أسماء وصور الأعداء الذين سحبوا البساط من تحت الأرجل، يتأوه ، يسب،يشتم، الفروج التي تبرزتهم ،تلاميذ الأمس نجباء استوعبوا الدروس وأتقنوا اللعبة ، أصابوه بالضربة القاضية ،يعود الهدوء إلى الشارع وتنسحب النقاشات في المقاهي.
المدرجات تغلي، تنفث السموم مع هبات الهزائم ، توزع الاتهامات يمنة فيسرة، نفس المواويل تطارد المكتب الجديد ،الطريق طويل وشاق لصناعة المجد، المجد لا يصنعه الغرباء عن كرة القدم ، التضرع بتكبيرات لا تجدي نفعا،أصوات التمرد تملا الفضاء المزكوم برائحة الخسارات، الفريق ينزل إلى الدرجة الثانية، في الدول التي تحترم الشعوب المسؤول يقدم الاستقالة عند الإخفاق في دول التخلف والانحطاط على الشعب أن يستقيل ويبتلع الارتكاسات لان المسؤول مقدس ، ملايير صرفت على الفراغ ، مطالب المحاسبة تشعل النار في المكتب، الاجتماع عزف على أوتار الخيانة ،الحجاج يلقي خطبته في أهل العراق، هناك رؤوس قد أينعت وحان قطافها، الطاهر بلكوخ وادريس كيدار ومحمد القضيب وعبد الودود اوجقير وآخرون خارج الحسابات ، عبدو الخنبري فطن لعملية تصفية الحرس القديم والمنقلبون على الديكتاتور، اختار الرحيل حين اشتد الحصار وحوصر ضباط الحركة التصحيحية الذين اختاروا التملق والانبطاح لكن طريق الانحناء والمسكنة لم تشفع لهم، لم يفهموا ساعتئد أن الموت وقوفا افضل بكثير من الموت ركوعا أمام عتبات حملة المجامر والأبخرة ، تهاوى الجسر الممتد بين الماضي والحاضر، الركلة القوية تعبر مسامات الروح .

- النادي لن يقبل بالتكتلات المناوئة

حين قرؤوا نعي الإبعاد أصيبوا بالصدمة والدهشة، تغيرت ملامح الوجوه، في الأعماق يتردد صدى الشعارات ولهيب الوقفات، من خان مرة نضالات الجماهير يخون اكثر من مرة، النهاية سطرت ولم تعد هناك مرة أخرى، العيون تلوك الماضي بغضب مهيض ومر، فهموا الدرس بعد فوات الأوان ،النضال بدون مبادئ داخل الإطارات النقابية والأحزاب والأندية ينتهي غالبا بالأفراد ، الذين يحافظون على المواقع هم هؤلاء الذين يوطدون العلاقات مع القوى الشعبية التي تعد مصدر الحماية والحصانة ضد تقلبات الأمزجة، القوى الشعبية تقي من لهيب الطعنات وتقوي المناعة ،أوجاع تستقر في صرخات لا تبرح البلعوم، يمشون في الشارع وتلسعهم النظرات الماكرة، تسري قشعريرة الخجل بين الأوصال، الأشياء المحيطة تهرب من معناها، الفراغ يبتلع سنين طويلة من الأفراح والأتراح في الميادين، أندية الوطن تعرفهم، عشرات المرات لمسوا السماء بأطراف الأنفاس، الخسارات تنزف ظلاما في الذوات، احبوا الفريق حبا ابيقوريا، نزلوا ضيوفا على المدن ،تناسوا في لحظات سهو انهم تحت المجهر وان مبضع الجراح يقترب من الوريد، سقطوا دفعة واحدة عراة تحت أفدام الجلاد .

- تخلوا عن الجماهير حين وجدوا مكانا في المكتب المسير وتخلت عنهم الجماهير حين احسوا بالخذلان.
- لا يحسنون الحسابات والآن سيحسون بآلام الركلات في اسفل الظهر

حسن القلالي بيدق السلطة متمرس في تطويع وتدجين الرؤوس الحالمة بالأفكار الثائرة، انتسب إلى حزب مخزني، تدرج في الأنوية الداخلية، غير اللون السياسي بحثا عن المصلحة الخاصة، انتصب بغلمانيا على الشعب الذليل، ولايات متتالية يتسلل إلى القبة، لا صوت ولا مشاريع للمنطقة، ربطة تخنق العنق، يبتسم للكاميرات ممتشقا الفرج القريب من الله، يمشي وسط الحشود منشرح الأسارير مزهوا بالمنصب التشريعي، تعود رفع الأيدي وإغلاق الفم، سياسة ناجحة رفعته إلى حيث الجاه والثروة والمناصب المهمة في أجهزة الدولة، فرخ عشرات الشركات، وضع اليد على أموال الشعب، ضمه زميل الحزب إلى جامعة الكرة ،يزجل العطاء للمناوئين تجنبا للطعنات في الظهر، يسكت آخر أنفاس المنتقدين، لا يخجل حين يحرك العصابات لضرب الأعداء المفترضين.

يرسل أربعة اذر ع للحركة التصحيحية خارج اللعبة، وما تبقى من اتباع الديكتاتور المخلوع، وحده بوجمعة بولخواض افلت من التطويح ، الرجل اتكأ على أوتاد صلبة ضاربة في أعماق الأرض، غيمة النعيق لا تزال نشطة و تصفية التركة القديمة مطلب ملح في الكواليس، من أتى على ظهر الانقلاب يخرج بالإقالة بعد التلطيخ والإمعان في التقطيع والإلحاق بركب المغضوب عليهم، كل شيء يحتضر تحت صرير التطهير، تطول لائحة الاتهام في لحظة التراشق بالعبارات ، اللقاءات السرية للهاربين من النفي لارتشاف كؤوس التصدي للهجمات، يرقصون رقصة الذبيحة حول حبال أصواتهم المنبوذة ،يتفرقون فرادى ويسمع الواحد منهم عويل الأضلع. اوجقير لم يبتلع السقطة، يمضغ بحسرة أسئلة مفتوحة التكهنات ، تغزو السحب المتدافعة المخيلة ، يرنو إلى السماء كابحا دموعا حارقة، لم يكن من الذين يهندسون التمرد بل سقط نتيجة دفع الأصبع في ثقب صندوق المال ،يستغفل الأعضاء ويقوم بالتسوق واقتناء المياه المعدنية واللحوم والخضر على حساب الفريق، حين انفضح الأمر اختفى عن الأنظار ، طرق باب الرئيس القلالي بحثا عن العفو ، رجع يحمل الوجع في الأمعاء.

- لم تعودوا صالحين للنادي
- لا نصلح للنادي أم للرئيس غير الشرعي...؟

النادي يغادر فرق الدرجة الأولى، لا ردة فعل ولا غضب ، بيارق التمرد نكست الأعلام وذابت وسط القطيع، الرؤوس الملتهبة غادرت المدرجات، بعضهم يتمسح بالرئيس، يسير خلفه يفتح الأبواب، يهش الذباب والهواء الفاسد ، ينفض الغبار عن المكاتب، يلمع الأحذية، حارس مهزوم يتقوس كل ما مر الحاكم بأمر السلطة التي منحته الحكمة والمكانة، الرأي الواحد سيد النهارات المرصعة بتوجسات المرحلة ،تتلاشى الأفكار بين همسات الصمت والإذعان، الديكتاتورية الناشئة تقي من حر النقذ وصواعق التقلبات، أقبرت آخر نبضات الفوران داخل المكتب المسير، النواطير في الهواء وبين الملابس ،لا حاجة إلى قراءة الطالع و نفخ الغيب في زلزال التراشق بالكلمات ،من يتوارى خلف مجازات الكلام عدو، من يجتهد خارج القطيع مدفوع من جهة مناوئة .الإفراد يقي من وجع اليقين ويدفع إلى مضغ حبات الندم فوق هضاب الحرائق الداخلية ،يكرع آخر بيان انتفاضة في وجه الريح ويمضي إلى محراب الصمت ،خوفا من اختراق روحه طلقة طائشة منفلتة من قاموس التقريع الأهوج، الانكسار يطفا بركان التمرد في الجوقة النحاسية، نظرات مختلسة من تحت تلابيب الإذعان، ولا حمم تسيل على سحنات الحروف ، ولا رقعة تخيط الثقوب في كشوف الحسابات ،ملايين تبذر على فريق يتهاوى، يحصد هزيمة تلو هزيمة ،الجماهير تحفر قبور الصمت في المدرجات ،القلالي يتحرك كلما كشر الغاضبون عن أنيابهم ، يكتم كل صرخة في الهواء، يوسف الشخير يتكأ على كرسي الاعتراف، الغيمات سخية في موسم الأمطار،سقطت من الأحداق ثلاثة أسماء مشاكسة.

- هناك أعضاء يلعبون على جميع الحبال
- اعرف جيدا حفنة المشاغبين… لست الرئيس السابق اعرف كيف ارد الضربة

ظهرت وجوه جديدة تبحث عن العليق في المؤسسة الرياضية التي تدار بعقلية الهواة في زمن الاحتراف ،الرقص مع شطحات المريدين ضروري ومؤكد، تقام ولائم الطاعة فوق الكتاب المقدس ، عمر اللفعاوي يحمل تحت الإبط أحلام الزوجة تدريب فرق الفتيات، مفهوم المساواة بين الجنسين حاضر في الأدمغة،فريق الفتيات لاعبات في المدارس تم اختيارهن على عجل،حلم حار ينمو تحت قباب الخيال الجامح، ما لم يفلح فيه فريق الرجال سيفلح فيه فريق النساء، اللفعاوي قادم بمنجل إلى مواسم الحصاد ،رغبات حبلى تحلق بين طيات التنهيدات، يحثو أمام أرخبيل الحلم منتعلا صفارات الولاء ، اقتحم القلعة المسورة بالنهب والنفخ في الفواتير، السفريات خارج المدينة فرصة للنوم في الفنادق المصنفة والأكل في أفخم المطاعم على نفقة الفريق ،الأولاد يمرحون في أحواض السباحة، رقص في النوادي الليلية،كل عطلة أسبوعية يحتفلون من كد و عرق اللاعبين ،تبذر الأموال على نزوات مزكومة الأنفاس، ترمى على ظهور الزاحفين على كروشهم ، محمد القضيب ثقيل الحركة والوزن، يبتلع الطعام دون مضغ،انقذف من سرداب الانتهازية إلى النادي، لم يفلح في السياسة ولا في الرياضة، لا يهمه أن يسجل النادي النتائج الجيدة أو المخيبة للطموحات،يعشق المأكولات حد الثخمة، الموائد الدسمة ديدنه، لا رأي ولا موقف حاضر في المخيلة، يميل حيث العليق، الأوعية التي تمطر طلقات تافهة يخاصمها،ضليع في الانحناء وتنميق هالات التذمر، يرمي حين يحاصره الجفاف ونضوب الصنابير تذكرة الرحيل، يقسم بأغلظ الإيمان انه سيرمي الاستقالة على الوجوه المغرضة التي تجهز في الغياب الأنشوطة، تدافع قوي في رقعة الشطرنج، ولا احد يتنفس مصالح النادي.

- من أراد الاستقالة فليفعل
- النادي ليس ملك احد ومستعدون لفضح المستور

الزقوم مند زمان مجرد شاهد عيان،لم يتوقف عن النفخ في جمرات الانتظار، تودد للفيف الحركة التصحيحية بحثا عن مكان دافئ،لم تنفع بالمرة رص الكلمات الودودة،لم ييأس انتظر بفارغ التملق بشارة الذوبان في الشرذمة، استجار بالوافد الجديد ادريس قزيدرة جاحظ العيون، عابس باستمرار، مزق مصارين الابتسامة مند سنوات في مكاتب الإدارة، مقرب من القلالي احتضنه سياسيا ورد له الجميل حين الحقه بالنادي ،رائحة الجميل مدفونة بين الضلوع، من يومها فقد شيفرة الانقلاب، الجلسة الأولى لم تفلح في نشر المراد، في الجلسة الثانية احرق اللهيب زفرات الطمع الرابض بين المفردات، تخلص منه في لمح البصر، الزقوم يقرع طبول التسلل من بين الأرجل،لم ييأس من التنقيب عن لمسة تضيء أحضان الارتماء ، تربص بالموظف اوجقير عبد الودود الضليع في النط والتمسح بالمسؤولين، سريع الحركة وزواز قصير القوائم، ضعيف البنية، ريح قوية يمكن أن ترسله إلى المجهول، يحشر فمه في أذان الآخرين، متمرس في التسول والكذب ونقل الأخبار، متقلب الطباع والأحوال ،مرمي بعنف تحت شارات الامتعاض والقرف، بالأمس القريب كان مقربا من المسؤول مهم، استغل الوضع الإداري وربط علاقة عاطفية مع متدربة وعدها بالزواج لعب في الحوض، حين دبت في الأحشاء بذرة العلاقة غير الشرعية ،حاول التملص ارغمها على الإجهاض بعدما ضمن لها عقد عمل في دولة أوربية، انفضح الأمر وتم نفيه إلى مصلحة النظافة ،يتمدد بساط التقارب في محل مأكولات ،الزقوم يقف في منتصف الوجع، يدعوه اكثر من مرة إلى جلسات خمرية ،السكير يعربد في الطريق، يلوح بفرح طفولي لأضواء السيارات،طبول الاسترضاء تقرع بين الأشلاء ، معلق في وعد عرقوب، متسكع على نافذة الانتظار الأجرب، النظرات المعاتبة تطلب المزيد،الحانات ومحلات المأكولات مزكومة برائحة سفير النوايا الحسنة،النادي مشلول في لسانه ،بعد عام هربت منه قهقهات النهار، راهن على الحصان الخاسر،يمشي وحيدا في فضاءات الخيال،يطلق تضرطات في وجه الريح،المعركة محتدمة في ساحة النادي بين العيون ،يتحرك بتثاقل صعودا في المدرجات، يتنفس بصعوبة، مثقل بالأوزان الزائدة ،الجسم الثخين يترنح على جمرات انتفاضة صامتة، اقترب من متزعم جوقة التنشيط ، قارعا الطبل والمزمار ينفخان الحماسة في الجماهير ،عقد الاتفاق على عجل، انفرجت الأسارير عن ضحكات ماكرة ،رفعت الأنخاب بين سحابة الدخان، ما لا يتحقق في لحظات الوعي يتحقق في لحظات اللاوعي .

- النادي فريسة في ايدي الغرباء وعلى أبناء المدينة انتزاع حقهم
- نحن على استعداد لقصف اللصوص
- سنضع خطة لذلك
-...؟؟؟

اجوقير استثمار فاشل، الزقوم اسند الظهر للخواء وبات في العراء ، مشى الهوينى في جنازة ظله، عرف بعد فوات الأوان انه راهن على الحصان الخاسر، لم ييأس ولا انتابته حالات القنوط، دائم الصعود إلى آمال ممطرة ،تربص بأنثى النادي مريم عنيكة، جيء بها على ظهر عربة الحزب، بالكاد تتهجى حروف الأبجدية، لا تستطيع التفكير خارج السطور الملقنة بعناية فائقة، ممنوع مطاردة جمرات الأسئلة الحارقة، كومبارس في المسرحية المحبوكة من قبل المتنفذين في الوعاء الرياضي الذي يجيش بأجساد التافهين ،لملم مفردات الصوت المنفلت من الحلق الناشف، تذكر انه شرب حتى الثمالة ليلة امس ، رائحة الخمر تضرب منه ،مضى بدون فرامل في رحلة الابتسامة ،احتك بها وراح يستعرض الحب الجارف للفريق،لا وقت لتطريز التفاهات ،صعب أن يحجز تذكرة العبور الهادئ إلى محراب المقربين، لم يفقد الأمل كتب المراد فوق الجبهة وتمدد على قارعة الانتظار، في الخمارة خاطبه صوت من قادم من العدم .

- اصبر اصبر... الفرصة ستاتي لا محالة



#الحسان_عشاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زقوم كرة القدم
- يوميات الكابران لمساسكي
- الرئيس ميغول واعوانه
- مدير الفضايح... وحمادي الدحش
- رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
- كتيبة الاعدام
- الرقيع في بلاد الصقيع
- الرقيع في ليلة الزفاف
- الرقيع والمراة
- المشبوح والصحراوي والملتحي
- القرصان والجريدة
- الرقيع في مقهى الربيع
- المشبوح والكرسي
- المشبوح والسياسة
- المشبوح والشيخوخة
- جثث في المقبرة
- الحصار
- رواية ( الارهابي)
- صدور رواية ( الولي الطالح بوتشمعيث)
- زمن الاحتجاج


المزيد.....




- الصين.. السجن 3 سنوات لصانع الأفلام -أفلاطون- بسبب وثائقي عن ...
- مصر.. نقابة المهن التمثيلية تنعى فنانة شاركت في -فارس بلا ج ...
- مصر.. إحالة مخرج شهير إلى المحاكمة الجنائية
- -المزمار- تحتفي بفريد الأطرش.. خمسون عاماً على الغياب
- نساء لوركا والسيرك تمثلان العراق بمهرجان المسرح العربي في مس ...
- تـــابـــع مسلسل صلاح الدين الحلقة 40 مترجمة في هذا “المــوع ...
- البرازيل: موسم الكرنفال ينطلق بحفلات عفوية في شوارع ريو دي ج ...
- السعودية.. سياق مضلل حول فيديو استقبال -فنانات- بنشيد -طلع ا ...
- آية سماحة وأحمد مالك في -6 أيام- والمخرج يهدي الفيلم لمحمد م ...
- أرشد هورموزلو.. الثقافة كالطيور المهاجرة لا تحتاج إلى تأشيرا ...


المزيد.....

- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم (الحلقة2 )