علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 15:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
د. علاء هادي الحطاب
كثيرة هي الأمنيات التي يتمناها المرء في حياته وهو يستقبل عامه الجديدة، امنيات شخصية تتعلق بالعائلة والاهل والاقرباء وهذا أمر وحق طبيعي تفرضه الطبيعة البشرية.
وأنا اشاهد ما يجري اليوم في غزة من قتل وتشريد وارهاب يقوم به الكيان الصهيوني، وصل الامر الى استهداف المستشفيات وحرق خيام النارحين المشردين من ديارهم، وكيف اغرقت الامطار تلك الخيام وشردتهم مرة اخرى من خيامهم الى العراء وسط موجة برد قارص، تساءلت في نفسي هل يتمنى هؤلاء الناس ذات الامنيات العامة والشخصية التي نتمناها لأنفسنا من تخطيط واهداف مستقبلية على مستوى العام المقبل؟
هل يرسمون احلاما لأولادهم تتعلق بالدراسة والعمل وورفاهية المعيشة؟ أم تنحصر احلامهم في خيمة لا تتسلل اليها مياه الامطار، طموحاتهم لا تتجاوز ان يناموا ليلهم دون أن تسقط صواريخ الكيان الصهيوني على رؤوسهم بعد ان تحرق تلك الخيام.
ما يحدث اليوم في غزة يجعلنا نخجل من أانفسنا في ان نطلب شيئا في امنياتنا بعامنا الجديد، شعب يُسحق كل يوم وكل ساعة، شعب يُباد كل لحظة، الموت يلاحقهم اينما فروا منه.
إذا كان لنا بحق أن نتمنى دون أن نخجل او تخجل امنياتنا، أن نتمنى فقط العيش بسلام لشعب غزة المحاصر، أن نتمنى لهم حياة بلا مخيمات، حياة بلا جوع، حياة بلا صواريخ تسقط على رؤوسهم، حياة يعيش فيها الطفل في حضن أمه وبرعاية والده دون أن يوجعه ألم اليتم، فما يحدث في غزة يجب أن يوقف كل أمنياتنا حتى يعود السلام إليها، بعد كل التضحيات التي قدمتها ولا تزال تقدمها.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟