عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 8213 - 2025 / 1 / 5 - 04:47
المحور:
الادب والفن
1 ــ من رحم كأسها
.........................
تخلع قفازها الوردي
ثم تقفز عليه
وليس بمقدوره
أن يخرج مفتاح لاءاته الخرقاء
يراوغ هجومها المشتهى ..
وهي تدري
أنه أكثر رغبة منها
وفيها
في حق اللجوء ،
يراها شجرة مورقة
كل الفصول
يتسلق أغصانها ،
يخترق فوضاها الشهية
يقطف فواكه هديلها
يشبع ماءها الغجري
بين يديه
ويمنحها شبق القطف
والارتواء ..
تخلع بياض احمرارها ،
لحظة .. لحظة ..
وفي نصاصة الليل
على سرير يبادلها الإصغاء
إلى لذيذ أحلامها المؤجلة ،
ربما يسعفها سواد حبره
وهو يحضنها
يملأ رحم كأسها عن آخرها ...
.................................
نونبر 2024
.................
2 ــ من صمت فصيح
....................................
في خلوتها
يهجم الصمت عليها
فتثرثر معه حد النزيف ،
فهو أكثر حكمة من الكلام
يصغي إلى أنينها ،
وإلى حنينها إليه ،
وهي ترتل شذراتها ضد التيار
يراها الصوت فاكهة إغواء
أكثر لذة .. قبل لمسها ..
...
هو الصمت عنوانها الفصيح
لا يحتاج إلى بلاغة الأقدمين .
استعاراته تستجيب لإيقاعات نبضها
الموشوم بالارتخاء ..
وهي في رشق خلوتها
لا تعيى
من طرز الإشارات ،
في رسم رسائلها
إلى من لا يهمه الأمر
والاستفهام
إلى القائم بأمر الأرض
والسماء ...
..................................
نونبر 2024
...............
3 ــ سقوط إلى الأعالي
............................
في صمتها يكمن سر الكلام
وهي دوما تبحث عن صدى
في الأشياء والأسماء ..
تعشق ترديد جسدها
على السقوط إلى الأعالي،
وتجنح دوما ،
إلى الإصغاء ..
إلى دبيب تشردها
في متاهات أنوثتها البهية
على شط السخاء ..
تنقل راح روحها
إلى رفيق كدحها
تنافسه في صحوها ،
وفي سكرها ،
وهي تتلو جسد مجازها
بعفوية الماء وخصوبة التربة
واندهاشات الكلام المدان
المزدان
بالخروج
عن مراسيم الكلام ،
ترميه في سحر البيان ...
..............................
نونبر 2024
...............
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟