أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (قراءة وأستدلال في مجموعة نصوص الشاعر العراقي الأستاذ د.سعد محمد مهدي غلام الزبيدي)















المزيد.....


(قراءة وأستدلال في مجموعة نصوص الشاعر العراقي الأستاذ د.سعد محمد مهدي غلام الزبيدي)


سعد محمد مهدي غلام

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


يقول، الأستاذ د. سعد غلام في قصيدته أدناه مانصه
لَارَا بقميصِ النَّومِ الصَّيفيِّ
لَارَا وخُزَامَى
في صحراءِ الليلِ
الوَثَنِيَّةِ،أَشعلَتَا النَّارَ
"عبد الوهاب البياتي"

1

لَارَا بقميصِ النَّومِ الصَّيفيِّ
تستلقي لَارَا في مفاوزِ قصائدِنا:
أُمنيةً
جِنِّيَّةً
تستمتعُ بِلَوْعتِنا بالشَّوقِ والغَيْرةِ،
بِقميصِ النَّومِ الصَّيفيِّ
تُشعلُ نارَ العِشقِ المَحْظورِ فينا.

أُمسيةُ الحُزنِ في عينيها إيقاعٌ:
طَرابيشُ مَطَرِ نيسانَ،
تزدوجُ الرُّؤيا.

قصائدُنا حُلْمٌ، حُلْمٌ يفتحُ ذراعيهِ: وطنٌ
مَصْلوبٌ على قارعةِ المدِّ.
تراكَ مُذعِنًا للكابوسِ عندَ مدخلِ القصيدةِ،
وفي شُبّاكِكَ شمسٌ زاخرةٌ بالثَّورةِ،
وأنتَ تنتظرُ أنْ تصطادَ:
أقمارًا ونجومًا،
فتتقمّصُ الوَحشةَ،
تهجركَ لعوالمِ الغُربةِ.

2
لنتبادلِ النَّومَ في أَسْمَالِ وُجوهِنا
ونُذعِنَ للخَيْبَةِ والرَّوعةِ كأيِّ دَوَّامَةٍ
تتَهَادَى في نارِ المَوْقِدِ المَجُوسِيِّ.

وأنا أشتاقُها، أمتشقُها:
مُهَنَّدَ الحَرْفِ،
وخرجتُ على النَّاسِ لأصطادَ سمكَ المعاني.

كأنَّهُ السَّلمونُ والهَامورُ
قد هاجرَ، والسَّردينُ في المعلَّباتِ سَجِينٌ.

ومن فوضى التَّفجيرِ والرَّمادِ والحَنظلِ
بيني وبينَها،
وبحرٌ خلفَ النَّافذةِ زَاخِرٌ بوجودِ الغَرْقَى،
يبكي بِغَيْظٍ بالدَّمعِ المَالِحِ.

تخفَّيتُ كاللصُّوصِ بجَوَارِبِ نِسَاءِ،
حفرتُ نفقًا لحروفِ الضَّادِ على شَفتي،
شحذتُ أظافري لأقطعَ عُنقَ البُومِ.

أقمتُ حَفْلَ الزَّقُومِ فوقَ ضريحٍ طينيٍّ
مَهْجُورٍ ومهدومٍ
على أطرافِ بُخَارَى وخُراسانَ
بطقسٍ دينيٍّ مَهولٍ،
أنتظرُ تفتُّقَ أكمامِ الزَّهْرِ البَرِّيِّ
في هيولَى عناقِ العطَّارِ والخَيَّامِ،
وتُطلِقُ سَرَابِيلَ كشوفٍ
من مواويلَ المَلَامَتِيَّةِ
لنتحلَّقَ في حقولِ تُركستانَ مُجذوبينَ
حولَ النَّارِ.

لنتبادلْ عَقَارَ الصَّحْوَةِ، ثمَّ نعودَ
إلى اللامَكانِ في مكانةِ العِشقِ النُّورانيِّ.

3
يا أنتَ، المرسوفُ للذِّكرى،
هناكَ تحتَ فَيْءِ السِّدْرَةِ،
عائشةٌ وزيتونةٌ ترقدانِ بسلامٍ
بينَ حقولِ الياسمينِ معَ الحماماتِ البيضاءِ.

فانطلقْ للتوِّ على قارِبِ النَّشوةِ،
وارتشفْ من داليةِ الكرومِ: الرَّغبةِ ومُعتَّقِ النَّبيذِ.
لنغرَقَ في السَّكينةِ والنِّسيانِ،
ثمَّ نعودَ لنعتنقَ في هُدنةٍ
خلفَ ملاعبِ طفولتِنا الرَّمليةِ على شواطئِ الأنهارِ الخالدةِ.

فيا مِسْكِينُ، نحنُ لا نملكُ في الحبِّ
سوى النَّومِ والسُّكرِ،
وفي صولاتِ الإعصارِ لا ندَّخرُ
غيرَ الصَّباحِ والقصيدةِ.

فنحنُ معًا في مَركبِ الوحدةِ
نبحرُ معَ سيلِ الفِراقِ في بلادٍ قاسيةٍ تُدعى العراقَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لارا ..... هي شخصية الشاعرعبد الوهاب البياتي الشعرية ان ﻻرا هي من رواية الكاتب الروسي الحاصل على نوبل بوريس باسترناك ومنها اخذها البياتي وجعل منها رمز قصائده فتغنى بها في نصوصه باعتبارها شخصية موجودة وغائبة بوعي ولا وعي ان هناك عشرات القصائد في العالم تذكر ﻻرا بدﻻﻻتها باعتبارها المفقود ثورة اوحبيبة او فكرة لقد احتاج الشعر الحديث الى محاولة جريئة في اعادة الاسطورة بأنساقها محاولة فطرية ادخلها في تجربته المعاصرة فالاسطورة هي خلاصة تأليف ومن هنا كانت متسلطة لكونها تجمع في وجودها اكبر قدر ممكن من المعاني الممكنة فكانت لارا اسطورة البياتي هي رمزية بحقيقتها الوجودية حتى وانت اختلف التركيب بل انها حقيقة رمزية استجابت للوضع الروحي للشاعر لحقيقة وجودها في ذات الشاعر لمجتمع فرض نفسه على واقعه فألتجأ اليها كي لا يصطدم بواقعه الجاف وبذلك اوجد مخرجا ومهربا منه .. لارا هي المهرب المريح عبر تجولها في خيال الشاعر فيجد فسحة في عالمه الخيالي الغير محدود ومن هنا نجد الشاعر انفتحت له افاق واسعة من خلال لارا ليكون التعبير متحررا من قيود الواقع ومعطياته المنطقية الجافة لقد وجد الشخصية الاسطورية التي مثلت المرأة غير محاصر في حدود الصورة القسرية المكررة وهنا نجد شاعرنا لجأ الى لارا ليرسم لنا ما يشاء من مشاعر صورية نتخيلها كما رسمها لنا بصوره الشعرية التي تكونت من خلال تشكيل لغة فاره وبلاغي اختزل مكونات اللاوعي بوعي اخر اللاشعور بشعور اخر اللاحضور بحضورآخر ليتمكن من الاستقلال والتحرر بتمدد واسع وكبير لتتشبع حاجته الروحية من جهة وحاجته الى التوازن من جهة اخرى , وهذا قد اعطانا وعي بالمضمون والدلالات يقابله واقع موضوعي يستعدي توظيف النص مع العنونة من خلال اختيار مقدمة للشاعر الكبير البياتي يسير على هداها بادوات أدبية تم توظيفها لهذا الغرض لقد تعمد الشاعر في النص ضرب نوع من الفلسفة في نصوصه ونرى في هذه الاجزاء الثلاثة مدى التفاوت الفلسفي بين نص وآخر الغرض منه تمكين البلاغة من احتواء المضمون وشكل اللغة والدلالات المعرفية فنجد اجابة لأسئلة مبعثها الأهتمام الروحي بموضوع النص فيكون بطريقة او اخرى اشبه بأستعارة تتبادل فيها الشخصية الاحداث تبادلاً محدود الدلالة الى بنية القصيدة مع ضرورة فنية تدفع الى استعمالها, فكانت لارا الانثى المعبرة عن هموم الشاعر يتوق من خلالها بلوغ الحقيقة المقصاة عن بصيرته، فتحايل على واقعه ليتجاوزه تخلصاً منه وارتقاءاً عليه الى الدرجات العلى بأحتضان وجود مطلق لا تحده حدود, بقي الشاعر يريد من هذا النصوص التي يستهدف بها الكمال واللانهاية والاستقلال مقابل ما في حياة الانسان من نقص وتناه وارتباط نسبي بمختلف محاور الواقع الجانبية الخارجية من بشر واوضاع ووقائع لا تحتمل ,اراد الشاعر هنا ان يصنع توافقاً في منطلقاته والسمو فوق الواقع عن طريق تغييب الوعي مؤقتاً فنجد هنا خلط مقصود بين السريالية والتصوف يصدران عن منبع واحد هو اللاوعي او التجارب الباطنية التي تعطيه الرؤى الذاتية والحس الوجداني المهيمن على انصاته لمشاعره والكشف عنها من خلال تلمس خطراتها في وعيه فنجد الزمكانية غائبة عن حضورها وتواجدها لان اللاوعي ألتف على الوعي احتال عليه في استهداف المعنى المغيب الذي لا نمسكه الا عندما ننصت لما بعده , لذلك ان تأويل هذه الخواطر الى صور شعرية كما نراها في هذه النصوص تعطينا نوع وحجم الاحساس الموجود في العقل الباطني لدى الشاعر , لقد استمد الشاعر هذه الروافد باحتراف حاذق الذي يعرف كيف يأخذ ما يريده وينتفع به من فكره وثقافته ليقدمه لنا باناقة ورتابة ولغة جاهزة لتثقيف مفرداتها وتوظيفها باسلوبية رائعة, هي حصاد افكاره وارائه للتعبير الفني الأدبي لنصوص تحتاج فهماً لغموضها ,فالسريالية جعلت من نصوصه صور يتدفق بها الشعر متنافر في بعض اجزاءه فنجد بعض المفردات مستعارة من مكتبة الشاعر الثقافية تعطينا كماً بلاغياً مكثفاً اراد من خلاله اثراء النص كونه نص غني بالفلسفة والسريالية يتموقع بلغة فارهة ويتموسق بخندق ثابت استدلالي ومعرفي في تحديد المعنى واستهداف مضامينه.
هذا وقد انتهيت من الاجزاء (1- 2 – 3 ) ولي عودة لباقي الأجزاء الثمانية الاخرى
شكرا لكم .
يتبع لاحقاً
.
.
الكاتب مهند طالب هاشم



#سعد_محمد_مهدي_غلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (أَتحْمِلُني قَدَمي أَمْ أَنا أَحْمِلُها؟)
- (السنينَ تمضي، ونحنُ ننقضي، والدنيا تدورُ)
- (لِلَّهِ دَرُّكِ ودرُّنِي)
- 35( فِي عِرْزالي*: كُنْ ..مِيتَا فُيُوضَ الحَرْفِ الأوَّلِ)
- (يا شَهْرَ قَلْبِي الفَارِطِ)
- (جَفُولُ مُبيرِ بْنِ أَجَلٍ)
- ( دَمْعٌ أَسود)
- (حَمام)
- (مناسكُ الوجوهِ وَدَبابيرُ الذهولِ بينَ غرناطةَ وبغدادَ)
- 2(حَاشِيَةٌ لِمَخْطُوطَةٍ مِنْ لَفَائِفِ مُبَيْرِ بْنِ أَجَل ...
- (مَنْ للعَاشِقِ فِي العِراق)
- (تبكيت )
- ( مَوْتُ فَرَاشة)
- (ما أَعْنَسَ قَلْبي نَأيُكِ عَنِّي)
- (وإنْ هَرِمْنا، ظِلالُنا لنْ تَشيخْ!)
- (ضلال الظل )
- (حرفٌ من رِقِّ حلقةِ الذِّكرِ)
- (اِشْتهيْتُكِ وأنا أَرْنولبِساطِ المِيعادِ)
- (مَزاغِلُ مِشْكَاةِ غابةِ الصَّوَّانِ) (صَخْرَةٌ وحائِطٌ) ...
- (جَفَْناتُ سَهَرِ عاشِقٍ مَوْجُوعٍ)


المزيد.....




- آية سماحة وأحمد مالك في -6 أيام- والمخرج يهدي الفيلم لمحمد م ...
- أرشد هورموزلو.. الثقافة كالطيور المهاجرة لا تحتاج إلى تأشيرا ...
- -أمن ما بتتعدى عالعالم-.. هذا ما حصل بمنزل فنانة راحلة في دم ...
- مقاهي سوريا تحتفل بسقوط النظام وتجمع -فناني الثورة- والمغترب ...
- فيلم -إميليا بيريز- للمخرج الفرنسي جاك أوديار يحصد أربع جوائ ...
- -ذا بروتاليست- و-إيميليا بيريث- يهيمنان على جوائز غولدن غلوب ...
- -أمازون- تتعاون مع ميلانيا ترامب لإنتاج فيلم وثائقي
- أصحاب الفكر والرأي ودورهم القادم في سوريا الجديدة.. الكتابة ...
- عالم يكرّم فنانا على طريقته الخاصة بعد اكتشافه مجموعة عناكب ...
- زيلينسكي يشتم الغرب بكلمات بذيئة باللغة الروسية


المزيد.....

- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد مهدي غلام - (قراءة وأستدلال في مجموعة نصوص الشاعر العراقي الأستاذ د.سعد محمد مهدي غلام الزبيدي)