أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلك محمد - الخطاب السياسي الموسمي














المزيد.....

الخطاب السياسي الموسمي


فلك محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخطاب السياسي الموسمي.. حقوق الكورد بين التهميش والاستغلال.



الكورد جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، التركي، الفارسي، عبارة لطالما نسمعها على ألسنة السياسيين والقادة، وشيوخ وعمائم وحتى الفنانين في أوقات الأزمات. تراهم يهرولون نحو الكورد ويتظاهرون بالمديح الأخوة الكوردية وفضائل التعايش المشترك والتسامح، مشيدون بتضحياتهم وولائهم في مواجهة التحديات عبر التاريخ الإسلامي البعيد ودور الكورد في طليعة جيوشهم ومساهمتهم في بناء إمبراطورياتهم، مرورًا بالتاريخ الحديث ونضالهم في تحرير اوطانهم من الاستعمار، وصولًا إلى مواقفهم البطولية في الثورة السورية وقتالهم ضد داعش وغيرها! حيث تُكرَّس حقوق الكورد في الخطابات السياسية الموسمية.

لكن عندما يتعلق الأمر بالحقوق، يتحول الكورد وبدون استثناء إلى "انفصاليين" يسعون لاقتطاع أجزاء من البلدان التي يزعمون أنها ملكهم. وهذا التصور لا يقتصر على الحكومات فحسب، بل يمتد ليشمل العامة من يساريهم قبل يمنيهم، وعلمانيهم قبل قوميهم. في لحظة الحديث عن حقوق الكورد، يتحول الجميع إلى قوميين متطرفين وكأنها سرقة لحقوقهم.

لكن ما يثير في النفس الأسى والاشمئزاز هو مواقف العديد من السياسيين الكورد أنفسهم. حينما يُقال إنهم "جزء لا يتجزأ من الوطن"، تراهم يفرحون ويشكرون قائلها الذي منَّ عليهم واعترف بوجودهم! وكأن حقوقهم اختزلت في كلمة هنا أو خطاب هناك. يعتقدون أن هذا الاعتراف هو انتصار لهم!

عزيزي السياسي الكوردي، لا تظن أن أي أزمة أو حل يمكن أن يتأتى لأي دولة من الدول التي قسمت كوردستان دون دور الكورد. والتاريخ القديم والحديث يثبت ذلك. فكما ساهم الكورد في بناء إمبراطورياتهم، كانوا من أبرز عوامل تفكيكها قديمً ودحر الاستعمار حديثًا. فجميع العابرين غزاة كانوا أم فاتحين لهذه البلاد لم يكن ليحصل إلا بتحييد الكورد او التعامل معهم"كوردستان العراق" و "روجآفاي كوردستان" مثالان حيان كيف يمكن للكورد أن يكونوا جزءا من الحل أو سببا للتعقيد المعادلات السياسية،لإدراكهم بدور الكورد المحوري في التصدي للتحديات، سواء على الصعيد العسكري أو المدني.
فكيف بربكم تشكرون الدخيل لاعترافه المبهم بكم كجزء من الوطن؟
القول ذاته يعكس قناعة بأن الكورد غرباء وهم يمنون علينا بقبولهم لنا كجزء منهم!!

في إحدى اللقاءات مع سياسيين سويديين، قال سياسي سويدي: "لا أحب الكورد". وعندما سُئل عن السبب، أجاب: "لأنهم قنوعون بأبسط الحقوق، ولا يطلبون الكثير. ففي فن السياسة، يجب أن تطلب الكثير لتحصل على ما يجعلك راضيًا، لكن الكورد أقصى أحلامهم هو الحصول على الحقوق الثقافية!" فهم ليسوا بأقلية لأن الأقلية لا تقاس بالكم. فمثلًا، الوافدون إلى أوروبا يقال لهم أقلية، بينما الكورد هم الأصليون في أرضهم التاريخية. فمثلًا لدينا قوم سامي وهم فقط ٢٠ الى ٤٠ ألفًا في السويد، رغم ذلك يتمتعون بجميع الحقوق القومية ولديهم برلمان وميزانية خاصة بهم، إضافة إلى جميع الحقوق الثقافية لأنهم أصحاب الأرض.

قلت له: "سيدي، الكوردي لديه عقدة تهمة الانفصال ، لذلك لا يستطيع المطالبة بكامل حقوقه. فمثلًا كانت المطالبة بكوردستان الكبرى سابقًا، لكن تم تقليص مطلبهم فيما بعد إلى الفيدرالية. وبعدها، ولتخفيف التهمة عن نفسه، طالب بالإدارة الذاتية. وبعدها ولإثبات براءته أكثر، طالب باللامركزية. وبيني وبينك، أكثرية السياسيين الكورد ممتنون إذا تم الاعتراف اللفظي بوجودهم."

قال: "وماذا عنك؟" قلت: "أنا؟"
قال: "نعم، أنت؟" قلت:"
لا، أنا انفصالية وللعظم."
قال: "لماذا؟" قلت: "
لن أنتمي لوطن لا تشملني مواطنته. وفي أحسن أحوالي أكون مواطنة من الدرجة الثانية أو الثالثة.
كيف أنتمي لوطن الجميع يبيح بيعه واحتلاله للدول الإقليمية والغربية ويعتبر تحالفي مع ما هم متحالفون بالسر والعلانية معهم انفصال؟! كيف أنتمي لوطن لا أكون جزءًا منه إلا في أوقات الأزمات والصراعات ويتعامل مع حقوقي كـ منة ؟! كيف أنتمي لوطن متهمة فيه بالانفصال وأعيش وأنا أتوسل براءتي؟!
كيف أنتمي لوطن زور تاريخي وغير ديمغرافية مناطقي؟ كيف أكون جزءًا من وطن يقمع لغتي ويمنعني من الاحتفال بمناسباتي القومية؟! كيف أنتمي لوطن يكون الخيار إما العيش في ظل نظام قمعي دكتاتوري أو قوى ظلامية ؟!!

فلا بارك الله بهكذا وطن، وبئس المواطنة فيه !



#فلك_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجولاني من العسكرة الى التمدن!
- الانقسام السوري بين بشار والبشير
- سقط الأسد أم سقط البلد؟
- نعوة الانسانية
- في رثاء حبيبة القلب
- في عذابات الحبيبة
- كورونا تقلب علي المواجع
- روج آفا حيث الحب والخوف
- التقاء أمة الكفر مع أمة الإسلام في نبع(الارهاب)
- عارية ام عراة !!
- حوار مع الفنان بيشوا
- الثقافة العراقية في مواجهة حرائق داعش .. في اعادة اعمار مكتب ...
- تقرير حلقة 2
- استهتار السلاح واختطاف أفراح – فلك محمد - تقرير
- دفاعاً عن رجلً من هذا الزمان
- ظروف المرحلة وخبز الحزب وزاده
- في الرد على السيد عبد الرزاق عيد
- عن المرأة والادارة الذاتية في روج آفا ..حوار مع سينم محمد
- من قنديل، سرحد ايمانوس*: نناضل من اجل السلام واخوة الشعوب في ...
- انا كافرة


المزيد.....




- من زيت الزيتون إلى اللحم المقدد.. هكذا ستؤثر رسوم ترامب الجم ...
- بعد تصريحات ترامب.. وزير خارجية مصر يبحث الخطة العربية بشأن ...
- بيسكوف: لا يزال من الصعب تصور مفاوضات مراقبة التسلح بين موسك ...
- -جبل إيفرست داخل الرحم!-.. لماذا تقل فرص الحمل في المناطق ال ...
- السيسي وماكرون على تخوم غزة وسط حشد كبير من المصريين
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ارتفاع عدد القتلى من الصحفيي ...
- زاخاروفا: مشاورات ثلاثية في موسكو اليوم حول البرنامج النووي ...
- الكرملين: موسكو تدعم المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة ...
- -كومبارس في استعراضه-.. -واللا-: هكذا أحرج ترامب نتنياهو بال ...
- تصعيد جديد بين الكوريتين وطلقات تحذيرية تنطلق من سيئول


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلك محمد - الخطاب السياسي الموسمي