عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 16:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشرع كرئيس لمنظمة لها تاريخ إرهابي ويداه ملطختان بالدماء وقد افتك السلطة عن طريق السلاح لا يمكنه قيادة الفترة الانتقالية بسورية لأنه سينحاز لأفكاره الذاتيه ونوازعه وشهوته الشخصية وهو الخاضع كليا لدول وازنة مثل أمريكا وتركيا وقطر وإسرائيل مما يجعل التأسيس لسوريا المستقبل والوصول لمرحلة الاستقرار مشوبا بالمنازعات الأيديولوجية وربما الفوضى. والأجدى لتجنيب البلاد الصراعات الهدامة تحديد دولي لمهمة الشرع كسلطة تنفيذية وأمنية وقتية تنتهي بانتخاب مجلس تأسيسي له سلطة تشريعية تكتب دستورا صغيرا وقتيا تسير عليه البلاد في انتظار كتابة دستور نهائي للبلاد وفي انتظار ذلك تبقى كل القوانين القديمة سارية المفعول حتى لا تعم الفوضى. المشكلة في كل التحولات السياسية التي جرت في المنطقة العربية أن الأنظمة الحاكمة في كل العصور لا تترك مجالا للمشاركة الشعبية الفعلية وتعتمد فقط على الأجهزة والموالين والخارج مما يجعل الاعتماد على البعد الشعبي مسألة هامة لبناء نظام جديد مقبول وله شرعية شعبية.كما يظهر من التجارب الأخرى أن كل نظام جديد يفسخ ما قام به النظام القديم مهما كانت قيمة الانجازات التي وقعت في السابق فلا يمكن لربح الوقت الانظلاق من الصفر ومن ورقة بيضاء أبدا. المشكل الأخطر لسورية هو تشبت هيئة تحرير الشام بالحكم كشهوة ذاتية جامحة للسلطة وتحويل الهيئة كحزب حاكم واعتبار سورية الدولة مثل إمارة إدلب ويكون الشرع بذلك قد سقط في فخ فكر الجماعة ولم يغادره إلى مجال أوسع وأرحب يتحمل التناقضات الموجودة بالبلاد وتدخلات الخارج الملحة. المشكل الهووي والحقوقي ومجال الحريات سيكون أيضا حاسما بالنظر للهوية الإسلامية الجهادية التي تربت عليها المجموعات التي دخلت دمشق واستولت على السلطة في دمشق مما قد يخلق صراعات كبيرة مع المجتمع السوري الذي عاش منفتحا ومتسامحا مع تطور في مجال الحريات الاجتماعية والدينية وخاصة حرية المرأة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟