أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آ زاد خليل - سوريا بعد الأسد: مستقبلٌ غامض بين الفراغ السياسي والصراع الدولي














المزيد.....

سوريا بعد الأسد: مستقبلٌ غامض بين الفراغ السياسي والصراع الدولي


آ زاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، شهدت سوريا تحولات كبرى أدت إلى انقسام داخلي وصراعات إقليمية ودولية جعلت البلاد ساحةً للحروب والنفوذ. اليوم، بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، تبرز أسئلة ملحّة حول مستقبل سوريا، خصوصًا في ظل الفراغ السياسي وغياب مؤسسات الدولة الفاعلة. ومع سيطرة “هيئة تحرير الشام” بقيادة أبو محمد الجولاني على المؤسسات، يصبح المشهد أكثر تعقيدًا في ظل غياب الاعتراف الدولي بهذه الجهة التي تصنّفها معظم الدول على قوائم الإرهاب.

الإرث الثقيل: انهيار الدولة السورية

خلف نظام الأسد دولة منهارة على جميع المستويات: اقتصاد متدهور، مؤسسات متآكلة، وبنية تحتية مدمّرة بفعل سنوات من الحرب. يعاني السوريون اليوم من فقر مدقع وحصار اقتصادي خانق دفع بالملايين إلى النزوح داخليًا وخارجيًا. باتت سوريا دولة مفلسة، مثقلة بديون لا تملك أدوات لسدادها، ومؤسسات غير قادرة على تقديم الحد الأدنى من الخدمات.

هيئة تحرير الشام: حاكم غير مُرحَّب به دوليًا

بعد سقوط الأسد، تولت هيئة تحرير الشام زمام الأمور في دمشق. لكن الهيئة، التي نشأت من جذور أيديولوجية متطرفة وتُعتبر امتدادًا للقاعدة، تواجه رفضًا دوليًا واسعًا. ورغم محاولات الجولاني لتحسين صورتها على الساحة الدولية عبر تلطيف خطابها والتأكيد على “وطنية” أجندتها، لا تزال الدول الكبرى تعتبر التعامل معها خرقًا للقوانين الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب.

في هذا السياق، يبقى مستقبل سوريا غامضًا. فعدم الاعتراف الدولي بهيئة تحرير الشام يعني غياب أي دعم اقتصادي أو سياسي من المجتمع الدولي، مما يترك البلاد في حالة من العزلة والانهيار.

التدخلات الإقليمية والدولية: سوريا كأرض صراع

منذ بداية الأزمة، تحولت سوريا إلى ساحة تصادم بين قوى إقليمية ودولية. تدخلت تركيا بحجة حماية أمنها القومي من وحدات حماية الشعب الكردية، وسيطرت على مدن كبرى مثل عفرين ورأس العين. في المقابل، دعمت روسيا وإيران نظام الأسد للحفاظ على مصالحهما الاستراتيجية في المنطقة. ومع رحيل الأسد، تبقى هذه القوى متواجدة على الأرض، مما يهدد بتحول سوريا إلى منطقة صراع مفتوح بين وكلاء محليين وداعمين خارجيين.

الفراغ السياسي: هل من بديل فعّال؟

إن أكبر التحديات التي تواجه سوريا بعد سقوط الأسد هو الفراغ السياسي الذي قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى. فالغياب شبه الكامل لمؤسسات دولة فاعلة يجعل البلاد عرضةً لصراعات داخلية بين الفصائل المسلحة، فضلًا عن احتمال تمدد التنظيمات الإرهابية مجددًا. كما أن غياب توافق دولي حول مستقبل سوريا يعقّد الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار.

التحدي الكردي والملف التركي

في شمال شرق سوريا، تواصل الإدارة الذاتية التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لعب دور محوري في محاربة تنظيم داعش. لكن هذه الإدارة تواجه تهديدًا مستمرًا من تركيا التي تعتبرها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني. وبينما تصرّ أنقرة على ضمان أمنها القومي، فإن غياب حل سياسي للقضية الكردية يجعل الصراع مستمرًا، مما يُضعف فرص السلام في سوريا والمنطقة.

أزمات النازحين والهجرة: انعكاسات الأزمة على الجوار

تحولت أزمة النازحين السوريين إلى ورقة سياسية بيد الدول الإقليمية والأوروبية. استُغل اللاجئون في المساومات السياسية، مما زاد من معاناتهم الإنسانية. ومع استمرار الأوضاع المتدهورة في سوريا، يُتوقع أن تتفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية، ما يخلق ضغوطًا إضافية على دول الجوار وأوروبا.

سوريا إلى أين؟

يبقى مستقبل سوريا رهينًا بعدة عوامل:
1. الموقف الدولي: هل ستتمكن الدول الكبرى من تجاوز مسألة تصنيف هيئة تحرير الشام إرهابية، أم ستُفرض حكومة بديلة من خارج المشهد الحالي؟
2. إعادة الإعمار: كيف ستُموّل عملية إعادة إعمار سوريا وسط العقوبات والرفض الدولي للسلطة القائمة؟
3. التوافق الداخلي: هل ستتمكن القوى المحلية، بما فيها الأكراد والفصائل المعارضة، من إيجاد صيغة للتعايش السياسي بعيدًا عن التدخلات الخارجية؟

الخاتمة

سوريا اليوم تقف على مفترق طرق تاريخي. يحتاج الشعب السوري إلى استقرار حقيقي بعيدًا عن الصراعات المسلحة والولاءات الخارجية. لكن تحقيق هذا الاستقرار يتطلب إرادة سياسية دولية، ومصالحة وطنية شاملة، ووقف التدخلات الأجنبية. بدون ذلك، قد تكون سوريا على موعد مع فصل جديد من الفوضى والصدام السياسي الذي لا يحتمله شعب عانى أكثر من عقد من الدمار.



#آ_زاد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- من زيت الزيتون إلى اللحم المقدد.. هكذا ستؤثر رسوم ترامب الجم ...
- بعد تصريحات ترامب.. وزير خارجية مصر يبحث الخطة العربية بشأن ...
- بيسكوف: لا يزال من الصعب تصور مفاوضات مراقبة التسلح بين موسك ...
- -جبل إيفرست داخل الرحم!-.. لماذا تقل فرص الحمل في المناطق ال ...
- السيسي وماكرون على تخوم غزة وسط حشد كبير من المصريين
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ارتفاع عدد القتلى من الصحفيي ...
- زاخاروفا: مشاورات ثلاثية في موسكو اليوم حول البرنامج النووي ...
- الكرملين: موسكو تدعم المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة ...
- -كومبارس في استعراضه-.. -واللا-: هكذا أحرج ترامب نتنياهو بال ...
- تصعيد جديد بين الكوريتين وطلقات تحذيرية تنطلق من سيئول


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آ زاد خليل - سوريا بعد الأسد: مستقبلٌ غامض بين الفراغ السياسي والصراع الدولي