|
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس بعد المائة، بتاريخ الرابع من كانون الثاني/يناير 2025
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 12:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أرجو أن تكون سنة 2025 أحسن من سابقاتها، وأن يُحقّقَ الكادحون والطّبقات المُستَغَلَّة والشُّعُوب المُسْتَعْمَرَة والمُضْطَهَدَة، بعض الإنتصارات ضد المُستغِلِّين والإمبرياليين والرِّجْعِيِّين... يتضمن العدد الخامس بعد المائة، من نشرة "متابعات" الأسبوعية نبذة عن ارتفاع ثروة أثْرَى الأثرياء، سنة 2024، في حين تعيش شعوبنا العربية تحت القصف والدّمار، تليها محاولة تبسيط الإقتصاد السياسي، وتوضيح بعض أدْوار صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي وبعض آليات عملهما، وفقرة عن وفاة مُهندس الثروة المالية للإخوان المسلمين في مصر، وفقرة عن معتقل غوانتنامو، وفقرة عن العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وأوروبا بسبب تهديدات دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على السلع الأوروبية الدّاخلة إلى الولايات المتحدة، وفقرة عن اقتصاد الصين الذي يُعاني أَعْراض وتأثيرات الأزمات الرأسمالية، مما يستوجب تدخّل الحكومة للحَدّ من هذه التّأثيرات، وفقرة عن الفساد في أعلى هرم السلطات والمؤسسات الدّولية وفقرة عن بعض مظاهر الحرب التكنولوجية التي شنتها الولايات المتحدة منذ سنوات على الصين وفقرة عن أزمة مجموعة "فولكسفاغن" لصناعة السيارات كمرآة لأزمة ألمانيا وأوروبا التي لم تتمكن من شق طريق خاص بها، بعيدًا عن هيمنة الإمبريالية الأكْبر (الولايات المتحدة) وفقرة عن إضراب عُمال مجموعة "سبارتكس" الأمريكية للمقاهي والتي تخصّصت في ملاحقة وطرد النقابيين من مؤسساتها
من سنة 2024 إلى سنة 2025 تضرّرت شعوب عديدة – خلال سنة 2024 - من العُدوان الإمبريالي – الصّهيوني الرّجعي وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني واللُّبناني والسّوري واليَمَنِي وكذلك الشعب السُّوداني والشّعوب التي تُعاني من الحُروب أو الحصار والإضطهاد الإمبريالي ومن الكوارث الطبيعية التي سبّبت معظمها الإنشطة البشرية، والفئات التي تُعاني من الإستغلال الطّبقي... في الضّفّة المقابلة – في جبهة الأعداء – أضاف أغنى عشرة أشخاص حوالي 518 مليار دولار إلى ثرواتهم الشخصية التي فاقت (مجتمعة ) تريليُونَيْ دولارا، خلال سنة 2024 وفي مُقدّمتهم إيلون ماسك – أحد أهم مُمَوِّلي حملة دونالد ترامب للإنتخابات الرئاسية – الذي تضاعفت قيمة ثروته التي زادت بنحو 203 مليارات دولارا لتصل في مجموعها إلى 432 مليار دولارا... بلغت ثروة خمسمائة ثَرِي نحو عشرة تريليونات دولارا، أو ما يُعادل حجم اقتصاد ثلاث دول غنية، كأستراليا وألمانيا واليابان مجتمعة، وفق بيانات البنك العالمي التي أوردتها وكالة بلومبرغ بنهاية سنة 2024...
مخاطر المؤسسات المالية الدّولية تأسّس كل من صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي، سنة 1944 في بريتون وودز ( الولايات المتحدة)، قبل الإعلان عن النهاية الرّسمية للحرب العالمية الثانية، بغرض تحقيق استقرار النظام المالي الدولي بعد الحرب، من خلال تنظيم تداول رأس المال، وتحولت المُؤسستان تدريجيًّا إلى أدوات لفَرْضِ سياسات نيوليبرالية في جميع دول العالم، خدمَةً لمصالح الدول الإمبريالية والشركات العابرة للقارات، وإلى كيانات مُناهضة للدّيمقراطية، في خدمة مصالح القوى الكبرى والشركات الخاصة الكبرى، من خلال القروض المشروطة للدول التي تعاني من صعوبات مالية واقتصادية، وأسْفَرَ تطبيق التّدابير الإقتصادية التي فَرَضها صندوق النقد الدولي وفرض تدابير اقتصادية أسفرت عن فقدان أكثر من 20 مليون شخص لوظائفهم، خلال الأزمة الإقتصادية في بلدان جنوب شرقي آسيا، بين سنتي 1997 و 2000، مما أدى إلى احتجاجات شعبية قوية وزعزعة استقرار العديد من الحكومات. تترأس كريستالينا جورجيفا، منذ سنة 2019،صندوق النقد الدولي، بعد رحيل كريتين للاغارد التي أصبحت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي، وكريستالينا جورجيفا، خبيرة اقتصادية بلغارية والرئيسة التنفيذية السابقة لمجموعة البنك الدولي من كانون الثاني/يناير 2017 إلى أيلول/سبتمبر 2019، واشتهرت بتزييف التقارير والضغط على مُعِدِّي البحوث والدّراسات والتّقاريرلتغيير بعض محتوياتها، ومع ذلك أُعيدَ انتخابها سنة 2024، لأن الولايات المتحدة راضية عنها... يُعتَبَر صندوق النّقد الدّولي ماكنة إدارية هائلة حيث يُشغل 3100 من كبار المسؤولين التنفيذيين من 162 دولة، معظمهم مقيمون في واشنطن العاصمة، سنة 2024، وتتحمل الدّول الفقيرة المُقتَرِضَة الرواتب والحوافز والمنح المُرْتَفِعة لهؤلاء الموظفين الذين يفرضون التّقشّف على الكادحين والفُقراء، وَفَرْض الرّقابة – وهي شكل من أشكال الإنتداب الإستعماري – على العديد من البلدان، بما في ذلك بعض البلدان الأوروبية كاليونان والبرتغال وأيرلندا، فضلا عن النّفُوذ المُطلَق الذي يتمتع به الصندوق في العديد من دول "الجنوب"، ويظهر تأثير الولايات المتحدة في رفض الصّندوق مَنْحَ قُرُوض لبعض البلدان (مثل فنزويلا) بدون مُبَرّر، والموافقة على قروض أخرى بدون تعليل، وحصلت الأرجنتين، سنة 2018، على أكْبَرِ قرضٍ في تاريخ الصندوق بقيمة 57 مليار دولارا، لأن الرئيس ماوريسيو ماكري آنذاك كان نيوليبراليًّا وحليفًا مُطيعًا للولايات المتحدة، خلافًا لسلفه الرئيسة كريستنا كيرشنير... أثارت شروط صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي احتجاجات شعبية في العديد من الدّول، منها مصر (كانون الثاني/يناير 1977) وتونس ( 1978 و 1983/1984 ) والمغرب (منذ 1981 ) وفي دول إفريقية وآسيوية وأمريكية عديدة مثل إكوادور وهايتي، كما استخدم صندوق النقد الدولي، بداية من سنة 2022، أزمة الديون الدولية في دول "المُحيط" لفرض تدابير التقشف المُشَدَّدَة في حوالي مائة دولة طلبت قروضًا طارئة، خلال انتشار جائحة كوفيد – 19 التي عالجتها الدّول الرأسمالية المتطورة بضخ مئات المليارات من الدّولارات في الإقتصاد، وأدى ضغط صندوق النقد الدّولي إلى اندلاع احتجاجات شعبية كبرى في نيجيريا وكينيا وباكستان وسريلانكا وغيرها بين سنتَيْ 2022 و 2024. تُحدّد حصّة كل دولة ( أي حجم المُساهمة في رأس مال صندوق النّقد الدّولي) حقوق التصويت التي تتمتع بها داخل المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي الذي تُهيمن عليه الولايات المتحدة بنسبة 16,49% من حقوق التصويت، فيما تُمثل 17 دولة إفريقية (487 مليون نسمة) 1,40% من حقوق التصويت، أو أقل من الولايات المتحدة أحد عشر مرة، خلال جلسات الصندوق في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، ولا تُمثل 45 دولة إفريقية (جنوب الصحراء الكبرى) سوى 4,61% من الأصوات في صندوق النقد الدولي، فيما تمتلك فرنسا نسبة 4,03% وألمانيا على 5,31% من حقوق التصويت، ويمكن للولايات المتحدة أن تعترض على أي قرار، لأن القرارات الهامة تتطلب نسبة 85% من الأصوات، وبالتالي فإن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تمتلك وحدها حق النقض... يفرض صندوق النقد الدولي رُسُومًا إضافيةً على قروض الدول التي تستنجد به في شكل سعر فائدة تصل نسبته إلى 8% ولذلك تزيد موارد الصّندوق كلما زادت قُرُوضه، وكلّما زاد البُؤس وساءت أحوال الناس، زاد رصيد ونفوذ صندوق النقد الدولي الذي تفوق إيراداتُه إنفاَقَهُ، وعلى سبيل المثال بلغ حجم قروض صندوق النقد الدّولي 27,6 مليار دولارا سنة 2023، فيما بلغ حجم سداد حِصَص القروض 37,8 مليار دولارا، ومن الملاحظ إن صندوق النقد الدّولي لا يلغي أي دين على الإطلاق، رغم ادّعاء صندوق النقد الدولي أو البنك العالمي إلغاء الديون، وهما في الواقع يأخذان المال من صناديق خاصة تغذيها البلدان الأعضاء في المُؤسّسَتَيْن وتقتطعها من المُساعدات الإنسانية الرسمية ومن أموال صناديق التعاون والتنمية، أي إن هذه العملية تتمثل في خَفْضِ الإنفاق على مساعدات إنمائية رسمية أخرى... تتمثل سياسات صندوق النقد الدّولي ( وكذلك البنك العالمي) في فَرض السياسات الإقتصادية والمالية النيوليبرالية، من خلال عمليات المراقبة وما يُسميها "المساعدات التّقنية"، ووتؤدي شروطه إلى ارتفاع نسبة البطالة وتدمير مستوى دخل الأُجَراء والكادحين وتيْسِير حركة رأس المال التي تُعَدُّ أحد الأسباب الرئيسية للأزمات المالية وأحد أسباب تشجيع المضاربة والتفريط في ممتلكات وأُصول الشعوب (القطاع العام وممتلكات الدّولة)، لأن الدّول الغنية – خصوصًا الولايات المتحدة - تستخدم صندوق النقد الدولي كوسيلة لتحقيق غاياتها السياسية، ولم تُثْبِت أي دراسة وجود فوائد أو إيجابيات من قروض صندوق النقد الدولي والبنك العالمي، فيما توجد مئات الدّراسات عن الآثار الضَّارَّة والأزمات في البلدان الفقيرة ( وحتى الأوروبية، مثل اليونان) كنتيجة مباشرة لتطبيق شروط الدّائنين، وفق تقرير نشرته اللجنة الإستشارية للمؤسسات المالية بالكونغرس الأمريكي ( لجنة ميلتزر ) سنة 2000. أدّى تطبيق شروط صندوق النّقد الدّولي والبنك العالمي ( وغيرهما من الدّائنين، مثل نادي باريس) إلى إلغاء دعم المنتجات والخدمات الأساسية والضّرورية وإلغاء الإنفاق الإجتماعي وخفض قيمة العملات المحلية وخصخصة القطاع العام وبيع ممتلكات الدّولة ( وهي ممتلكات الشعب) وخفض أو إلغاء مستوى التوظيف الحكومي، بما في ذلك قطاعات الصحة والتعليم، ويمكن تلخيص الوضع بأن مؤسسات "بريتن وودز" المالية الدّولية غير ديمقراطية وضَارَّة.
مصر - رأسمالية "ربّانِيّة/حَلال" أعلن تنظيم الإخوان المسلمين ( نَشَأ في مصر سنة 1928 بدعم من الإستعمار البريطاني لمقاومة الشيوعية والقومية العربية والمجموعات الوطنية التي تناضل من أجل الإستقلال) عن وفاة يوسف ندا ( 94 سنة )، أحد القيادات التاريخية للإخوان في مصر، منذ سنة 1947، ومؤسس الشبكة المالية الواسعة التابعة للتنظيم، وتم اعتقاله وسجنه لمدة سنتَيْن ضمن حملة الإعتقالات التي طَلَت عناصر وقادة الإخوان بعد محاولتهم اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية، مَوْطِن يوسف ندا (تشرين الأول/ أكتوبر 1954 )، وبعد الإفراج عنه سنة 1956، أصبح يُنسّق النشاط الإقتصادي للإخوان المسلمين، قبل أن ينقُل مَقَر الإدارة والإشراف على الشؤون المالية من مصر إلى ليبيا، سنة 1960 عندما كان الملك إدريس السنوسي يحكم ليبيا، قبل نقل الإدارة المالية للإخوان المسلمين إلى النّمسا، حيث استفاد الإخوان من النظام المصرفي، وأشرفَ يوسف ندا على نشاط تجاري واسع شمل نسبة هامة من تجارة الإسمنت في حوض البحر الأبيض المتوسّط بنهاية عقد الستينيات من القرن العشرين، وأغلق مكتب ليبيا بعد انقلاب الأول من أيلول/سبتمبر 1969 ونَقل مَقَرّ الإمبراطورية المالية للإخوان المسلمين إلى اليونان ( في عهد الدّكتاتورية العسكرية الدّموية) ثم إلى سويسرا، حيث أسّس عدة شركات اقتصادية تعمل لحساب الإخوان المسلمين وتتمتع بمزايا "السّرّيّة المصرفية" السويسرية، كما نقل جزءًا من النشاط المالي للإخوان إلى الملاذات الضّريبية، وأسس "بنك التقوى" في جزر البهاما مع القيادي بالإخوان غالب همت سنة 1988، وكان أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية، واستطاع هذا المصرف تحقيق مكاسب كبيرة في سنواته الأولى، وأصْبَح يوسف ندا شخصية بارزة في عالم الاقتصاد والمال في أوروبا، ودول العالم الإسلامي، عندما كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة "بنك التقوى" و مُفَوّض العلاقات السياسية الدولية في جماعة الإخوان المسلمين... بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين في مصر منتصف سنة 2013، أُدِينَ "يوسف ندا " بتهمة تمويل عمليات إرهابية لحساب الإخوان المسلمين في مصر، قبل أن يتم إدراجُهُ من قِبَل محكمة أمن الدّولة في مصر، ضمن قوائم الإرهاب، ضمن 76 قياديا آخرين من الجماعة لمدة خمس سنوات تبدأ من التاسع من كانون الأول/ديسمبر 2024... اشتهر يوسف ندا في مصر بأنه مُهندس المشاريع التجارية والمصرفية للإخوان المسلمين التي مكّنتهم من جَمع ملايين الدّولارات، ليتمكنوا من استقطاب ملايين المُنْتَمِين والأنْصار لتنظيمهم وتمكنوا من الحصول على سمعة طيبة بين الفُقراء بفضل المشاريع الخيرية التي تم استخدامها لإخفاء النشاط التجاري الرأسمالي المتناقض مع ادعاء التّقوى ومعارضة الرِّبا، واشتهر يوسف ندا بأنه "محافظ المصرف العالمي السِّرِّي" للإخوان ووزير ماليتهم وحافظ أسرارهم بشأن مصادر التمويل ( التي يُرَوِّجُ الإخوان إنها تحترم الشريعة الإسلامية ) والإنفاق على النشاط السياسي والدّعاية والإعلام والحياة الباذخة لقياداتهم، ويمتلك يوسف ندا أسرار الحسابات المصرفية السّرّيّة في سويسرا والملاذات الضّريبية...
معتقل غوانتنامو أطلقت الولايات المتحدة، خلال الفترة الأخيرة، سراح عدد من سجناء مُعتقل "غوانتنامو"، من بينهم إثنان من ماليزيا وواحد من كينيا، ونَقَلت عددًا من المُعتقَلِين خارج سجن خليج غوانتنامو الواقع داخل أراضي كوبا الذي تحتله الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وحَوَّلَتْهُ إلى مُعتقل احتجزت داخله مئات الأشخاص بشكل تعسفي واستخدمت التعذيب في السّجون السّرّيّة التي تديرها وكالة الإستخبارات المركزية ( خارج الأراضي الخاضعة للقانون الأمريكي ) للحصول على اعترافات، دون احترام أي من الحقوق الدُّنْيا للبشر... تستخدم الولايات المتحدة كذلك احتلال خليج "غوانتنامو" أَداةً لترهيب ومحاصرة كوبا التي تعتبرها الولايات المتحدة "دولة داعمة للإرهاب" وتُحاصرها منذ أكثر من ستة عُقُود، وتراجعت الولايات المتحدة عن وُعُودِها بإغلاق مُعسكر الإعتقال بخليج غوانتانامو الذي تحتله منذ أكثر من قَرْنٍ، بناءًا على اتفاق قديم مع إحدى الحكومات الكوبية العميلة التي كانت تحكم قبل ثورة 1959، ويُعتر "اتفاقًا دَوْلِيًّا" لا يمكن التراجع عنه سوى باتفاق الطَّرَفَيْن، ولم تقبل الولايات المتحدة أي تفاوض بشأن استرجاع كوبا لهذا الجُزْء من أراضيها الذي تحول إلى قاعدة عسكرية تُهدّدها في عقر دارها. يُعتَبَرُ مُعتَقَل "غوانتنامو" واحدًا من السّجون السرية العديدة التي أنشأها الولايات المتحدة حول العالم كجزء من «الحرب ( المَزْعُومَة ) ضد الإرهاب» وتم افتتاحه في كانون الثاني/يناير 2002، وفاق عدد المُعتَقَلين به بشكل غير قانوني وغير إنساني 700 سجين، بقي منهم حاليًا 29 سجينًا، فيما تضم القاعدة العسكرية بغوانتنامو حوالي 1800 جندي، بالإضافة إلى حوالي 300 تُوظّفهم مقاولات وشركات الأمن الخاصة، ويُعْتَبَرُ السّجن الأغلى تكلفة في العالم، وارتفع الإنفاق على هذا السّجن/القاعدة من 454 مليون دولارا سنة 2013 عندما كان المُعتقل يضم 166 سجينا، إلى نحو 540 مليون دولارا سنة 2018، بعد انخفاض عدد المعتقلين إلى أربعين سجين، وتُظهر بيانات الكونغرس ( لا يخضع المعتقل لسلطته بل لسلطة وكالة الإستخبارات المركزية ) إنفاق أكثر من ست مليارات دولارا خلال 18 سنة من نشاط المُحْتَشَد، أو ما يُعادل 380 مليون دولارًا سنوياً في منطقة خارجة عن القانون، لأنها خارج الأراضي الأمريكية ولا تخضع للقوانين الأمريكية، وبالتالي ليس للسجناء أي حقوق... وافق جورج بوش الإبن – سنة 2006 - على خطة جديدة لمحاكمة المدانين في "الحرب على الإرهاب" من خلال نظام محاكم عسكرية لا يحترم الحقوق الأساسية للمتهمين، لكن لم تتم إدانة سوى ثمانية مساجين، أُلْغِيَت أحكام ثلاثة منها فيما لم تتم مُحاكمة البقية، رغم إدانة المحاكم العادية بالولايات المتحدة أكثر من 650 شخصًا آخرين بتُهَمٍ تتعلّق بالإرهاب، وتجنّبت الولايات المتحدة – من خلال عدم إغلاق مُحتَشَد غوانتنامو – الكشف عن العديد من الجرائم والفظائع، من بينها التّعذيب في مراكز الإعتقال السّرِّي ببلدان "صديقة" للولايات المتحدة، بإشراف وكالة المخابرات المركزية سي آي إيه...
أمريكا/أوروبا - تناقضات بين القوى الإمبريالية هَدَّدَ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يوم الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر 2024، الإتحاد الأوروبي بفرض "أكبر قدر ممكن من الرُّسُوم الجمركية" الإضافية إذا لم يُبْرِمْ "صفقات ضخمة لشراء الغاز والنفط" الصّخرِيّيْن الأمريكِيّيْن، بهدف تَعْدِيل الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، وتُشير البيانات الأمريكية إن الإتحاد الأوروبي أكبر زبون للمحروقات الأمريكية (مرتفعة الثمن ورديئة الجودة، مقارَنَةً بالمحروقات الرّوسية)، تليه آسيا، وردّت المفوضيّة الأوروبية في الحين وعبرت عن استعدادها للبحث مع دونالد ترامب "كيفية تعزيز العلاقة بما يشمل قطاع الطاقة ( لأن ) الاتحاد الأوروبي ملتزم بالتخلص التدريجي من واردات الطاقة من روسيا وتنويع مصادر الإمدادات"، ويستورد الإتحاد الأوروبي من الولايات المتحدة سنة 2024، نحو 47% من حاجته للغاز و 17% من حاجته للنفط، وارتفعت الواردات منذ فرض العقوبات على روسيا بسبب حرب أوكرانيا سنة 2022، وفقا لبيانات مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات"، ومع ذلك هَدّد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على معظم الواردات إن لم يكن كلها، وقال "إن أوروبا ستدفع ثمنا باهظا لأن لديها فائضا تجاريا كبيرا مع الولايات المتحدة لعقود من الزمن"، كما هَدّدَ بفرض رسوم باهظة على السلع والخدماتالقادمة من كندا والمكسيك – رغم اتفاقية التجارة الحرة بينهما والولايات المتحدة – والصين... أثار التّهديد الأمريكي اضطرابًا في أسواق المال الأوروبية، وحققت الأسهم الأوروبية أسوأ أداء أسبوعي ( مساء الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر 2024 ) خلال ثلاثة أشهر، وتراجعت أسهم جميع القطاعات الفرعية الأوروبية الرئيسية، والمصارف وشركات التعدين، وكافة المُؤشرات في البلدان الأعضاء في الإتحاد الأوروبي وكذلك في بريطانيا وسويسرا.
الصين سلطت صحيفة "إيكونوميست" الضوء على توقعات قاتمة للاقتصاد الصيني لعام 2025 في تقرير جديد لها، مع التركيز على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جريئة لتحفيز الطلب المحلي وتجاوز العوائق الاقتصادية. توقّع تقرير أصدره مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي للصين، أن البلاد تواجه تباطؤًا اقتصاديا متزايدا وسط تهديدات جديدة بفرض تعريفات جمركية أمريكية تصل إلى 60% وقَدّمت صحيفة "إيكونوميست" ( 20 كانون الأول/ديسمبر 2024) نتائج التقرير الذي يتوقع ركود الإقتصاد الصّيني بفعل انخفاض الطّلب ( أو الإستهلاك ) الدّاخلي منذ سنة 2022، رغم الجهود الحكومية والتحفيزات التي أعلنتها (مثل خفض أسعار الفائدة) لدَفْعِ الإستهلاك ولدعم سوق العقارات، ورغم إصدار الحكومة (وزارة المالية – تشرين الثاني/نوفمبر 2024) سندات إضافية بقيمة 10 تريليونات يوان (1,4 تريليون دولار) لخفض التكاليف على الحكومات المحلية، ويتوقع التقرير أن تُخصّص الحكومة المركزية الصينية حوالي 1,2 تريليون يوان (168 مليار دولار) سنة 2025 لزيادة الإستهلاك المَحضلِّي ودعم النمو الاقتصادي. أَقَرّت الحكومة الصينية – خلال الأزمات سنة 2008 و 2014 و 2020 - سياسات تحفيزية في سوق العقارات السكنية الجديدة وبرنامجًا لدعم استبدال الأجهزة المنزلية، بهدف رفع مبيعات هذه المنتجات، فضلا عن زيادة قيمة المعاشات ودعم التأمين الصحي لتشجيع المواطنين على الادخار بدرجة أقل وإنفاق المزيد، وقدّر المصرف الأمريكي "غولدمان ساكس" ارتفاع العجز المالي العام للصين إلى نحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2025...
لصوص "درجة ممتازة" قضت محكمة إسبانية في مدريد، يوم الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر 2024، بسجن المدير العام الأسبق لصندوق النّقد الدّولي ( من 2004 إلى 2007) رودريغو راتو أكثر من 4 سنوات، بتهمة ارتكاب ثلاث جرائم ضريبية ( الإحتيال على مكتب الضرائب والتّهرّب من تسديد 8,5 ملايين يورو بين سنتَيْ 2005 و 2015 )، وغسل أموال وفساد، بعد حكم آخر بسجنه 57 شهرا صَدَرَ سنة 2018 وتغريمه بمبلغ يفوق مليونَيْ يورو، بعد إدانته بإساءة استخدام المال أثناء عمله في مصرف "بانكيا" حيث استخدم بطاقات ائتمان المصرف لنفقاته الشخصية بين سنتيْ 2010 و 2012... استمرت المُحاكمة الأخير أكثر من تسع سنوات، لأن رودريغو راتو يعدّ من أبرز شخصيات الحزب الشعبي المحافظ، وكان وزيرًا للإقتصاد لفترة ثماني سنوات ونائبًا لرئيس الوزراء اليميني "خوسيه ماريا أَسْنار"، قبل تعيينه مديرًا تنفيذيا لصندوق النقد الدّولي، وترأس مصرف "بانكيا" الأسباني، مما ساعده على تعطيل إجراءات المحكمة وتخفيف العقوبة، ولكنه جاهر بتهديد القضاة واستهتر بمؤسسة القضاء، مما أدى إلى دخوله السجن سنة 2018 (في قضية الفساد واستخدام مال المودعين في المصرف لقضاء شؤونه الخاصة ) لكنه تمتع بنظام سجن شبه مفتوح – أواخر سنة 2020 - بعد تبرئته في قضية أخرى تتعلق بالاحتيال وتزوير مستندات خلال تعويم مصرف "بانكيا" سنة 2011 بعد انهياره في خضم الأزمة المالية التي أصابت إسبانيا.
الحرب التكنولوجية رغم الحصار الأمريكي وحَظْر تصدير التكنولوجيات المتطورة ومُكونات الشّرائح وأشباه المواصلات إلى الصّين، تمكّنت شركة "هواوي" الصينية للإتصالات من تطوير نظام تشغيل خاص بها، وأعلنت، بنهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، التّخَلِّي عن نظام التشغيل “أندرويد” (التّبع لشركة غوغل ) ليحل محله نظام التشغيل الخاص بها (HarmonyOS Next )، سنة 2025، في هاتفها الجديد ( Mate 70 ) الذي يُعْتَبَرُ نسخةً مُطَوَّرَة من (Mate 60 ) الذي أطلقته شركة هواوي سنة 2023، وانْكَبَّت الشركة الصينية على الإستثمار في الإبتكار التّكنولوجي والتّطوير كاستراتيجية لمواجهة العقوبات والقُيُود الأميركية على استخدام تكنولوجيا الشركات الأمريكية، كما اعتمدت "هواوي" على ضخامة السّوق الدّاخلية الصِّينِيّة لتنمية مبيعاتها، ولطَرْح منتجات جديدة من الهواتف ذات التقنيات المتقدّمة واللَّوْحات والسّاعات "الذّكية" وبعض الأجهزة المحمولة الأخرى التي تجمع بين جودة التّصميم والتقنيات المتطورة، واستخدام تقنيات "الذّكاء الإصطناعي" بحِرْفِيّة وجودة عالية...
فولكسفاغن، أهم رموز الصناعة الألمانية أعلنت مجموعة "فولكسفاغن"، أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا، خفضًا كبيرًا في التكاليف باستهداف رواتب العمال، بعد التّهديد يإغلاق ثلاثة من مصانعها العشرة في ألمانيا، وفق الرئيس التنفيذي "توماس شيفر" وستقوم شركة صناعة السيارات بخفض القدرة الفنية في مواقعها الألمانية بأكثر من 700 ألف سيارة، وكانت المفاوضات بشأن الأجور والأمن الوظيفي تجري بشكل متقطع منذ أسابيع، وبدأت الجولة الأخيرة يوم الاثنين 16 كانون الأول/ديسمبر 2024، في مدينة هانوفر الواقعة شمالي ألمانيا، واستمَرّت المحادثات حتى يوم الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر 2024، بين نقابات العمال وإدارة مجموعة فولسكفاغن بشأن تدابير خفض التكاليف، "وأسفرت عن تحقيق انفراجة"، وفق تصريحات طَرَفَيْ المفاوضات، يوم الواحد والعشرين من كانون الأول/ديسمبر 2024، حيث "تم تجنب تسريح العُمّال وإغلاق المصانع حاليًّا... لن يتم إغلاق أي موقع ولن يتم تسريح أي شخص لأسباب تشغيلية وسيتم تأمين الاتفاقية الجماعية لشركتنا على المدى الطويل" وفق تصريح المسؤولة النقابية بالشركة التي اعترفت "بتقديم بعض التنازلات" التي لم تذكرها في تصريحها، لكن الشركة أعلنت تمسّكها بمخططها القاضي بتسريح أكثر من 35 ألف عامل خلال السنوات الخمس المقبلة
أمريكا – إضراب تَسْتغل شركة "ستاربكس" أكثر من 11 ألف مقهى ومتجر في الولايات المتحدة يشتغل بها نحو 200 ألف عامل واشتهرت هذه الشركة العابرة للقارات بالإستغلال الفاحش للعاملين وطَرْد أي عامل يُحاول تأسيس نقابة عُمالية تُدافع على مصالح العاملين، ولذلك تأخّرَ تأسيس النقابات في محلاّتها، وبدأ العُمّال يطرحون مطالبهم بشكل جماعي وقرروا الإضراب لمدة خمسة أيام بداية من يوم الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر 2024، بعد اعتراض الشركة، منذ شهر نيسان/ابريل 2024، على مقترحات النقابة، وأسفر الإضراب في البداية عن إغلاق مقاهي "ستاربكس" في لوس انجلس وشيكاغو وسياتل ثم تَوَسّعَ ليشمل نيوجيرزي ونيويورك وفيلادلفيا وسانت لويس، وفق اتحاد العمال (وركرز يونيتد) في بيان مساء السبت 21 كانون الأول/ديسمبر 2024، ويمثل الإتحاد أكثر من عشرة آلاف من العاملين في المقاهي، وتم توسيع الإضراب بعد وُصُول المحادثات بين سلسلة المقاهي والاتحاد إلى طريق مسدود بسبب نقاط خلاف لم يتم التوصل لحل بشأنها حول الأجور وعدد الموظفين وجداول العمل مما أدى إلى الإضراب في ثلاث مدن، قبل أن يتوسّع إلى عشر مدن، بما في ذلك كولومبوس ودينفر وبيتسبرغ، خلال موسم العطلات المزدحم وهو ما قد يؤثر على مبيعات الشركة خلال عطلة عيد الميلاد وأشار اتحاد العمال ( وركرز يونيتد ) يوم الجمعة 23/12/2024، "إن الإضراب قد يمتد إلى مئات المتاجر بحلول يوم الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر 2024 الذي سيوافق عشية عيد الميلاد"
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليمن في مُخطّط -الشّرق الأوسط الكبير-
-
أوروبا- زيادة الإنفاق العسكري وتمويل احتلال فلسطين
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرَّابَع بعد المائة، بتاريخ ا
...
-
سوريا في خِضَمّ الصّراعات الدّولية *
-
قناة بَنَما نموذج من -الإستعمار الجديد-
-
ألمانيا مِرْآة لوضع الإتحاد الأوروبي
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثالث بعد المائة، بتاريخ الوا
...
-
سوريا ضمن مًخَطّط -الفَوْضى الخَلاَّقَة- أو -الشرق الأوسط ال
...
-
تونس 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 – 2024
-
سوريا - من الأهداف الخَفِيّة للولايات المتحدة
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثاني بعد المائة، بتاريخ الرّ
...
-
عيِّنات من الديمقراطية الأمريكية
-
سوريا بعد انهيار النّظام – من المُستفيد وأية آفاق ؟
-
سوريا في ظل الصراعات الدّولية
-
مصر، وضع اقتصادي سيّء وآفاق محدودة
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الواحد بعد المائة، بتاريخ السا
...
-
اليمن بين العمل الإنساني والجَوْسَسَة
-
عَسْكَرَة التكنولوجيا وتحويلها إلى سلاح اقتصادي أو حَرْبِي
-
سوريا ضمن مُخَطّط -إعادة تشكيل الشرق الأوسط-
-
الصحراء الغربية: فرنسا والمغرب ينتهكان -القانون الدولي-
المزيد.....
-
راكب يعلق داخل سيارة أجرة ذاتية القيادة تدور دون توقف.. شاهد
...
-
نيويورك أول مدينة أمريكية تفرض رسوم الازدحام على السيارات
-
بلينكن -واثق- من التوصل لهدنة في غزة رغم تجدد الخلافات بين إ
...
-
إعلام عبري: 3 قتلى و6 إصابات بين المستوطنين في إطلاق للنار ش
...
-
قضية التمويل الليبي، قضية فساد على مستوى الدولة الفرنسية
-
بعد الرياض والدوحة... وزير الخارجية السوري في زيارة إلى الإم
...
-
فرار في الصباح الباكر.. تفاصيل جديدة عن هروب جندي إسرائيلي م
...
-
ألمانيا تعيد النظر في منح الحماية للسوريين والإبقاء على المن
...
-
مجلس الأمن يناقش الأوضاع في السودان وترقب لإجراء تعديلات دست
...
-
وسائل إعلام إسرائيلية: نتنياهو يخطط للبقاء في جنوب لبنان
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|