أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافسين للتخلص من دور التابع الذليل لتركيا.














المزيد.....


سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافسين للتخلص من دور التابع الذليل لتركيا.


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8212 - 2025 / 1 / 4 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيطرة تركيا على سوريا لم يعد بالامر المخفي ولا يقبل المناقشة. و رضوخ حكام سوريا الجدد للسيطرة التركية هي الاخرى واضحة و تقبلها الجولاني و غيره من المسؤولين في الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها تركيا. الدول العربية تقبلت أيضا هذا الواقع و خاصة دول الخليج. الذي بقى هو أن يتقبل العالم الغربي أن تكون الحكومة السورية المؤقتة بقيادة ارهابيين محترفين قاموا بتغيير مظهرهم الخارجي بعض الشئ في عملية خداع واضحة. الغرب و مع علمهم بهذا الشئ و تواجد أغلبية قياداة الحكومة الجديدة برئيسها أيضا على قائمة الارهاب الدولية و حتى التركية بدأوا هم أيضا بخداع أنفسهم بأنفسهم و تقبل الجلد الجديد الذي لبسته القياده السورية الجديدة.
و هذا يعني أننا نتجة نحو دولة أرهابية معترف بها من قبل العالم و معترف أيضا بالانتداب التركي لهذه الدولة حيث نرى جميع الوفود الاوربية و الغربية يمرون من تركيا الى سوريا و يجتمعون بوزير الخارجية التركي قبل الذهاب الى سوريا و الالتقاء بمساعدي وزير الخارجية التركي في سوريا.
تركيا من قبلها لا تنفي أو حتى تخفي سيطرتها على سوريا، حيث قالها أردوغان بنفسة و كررها وزير خارجيتة عندما قال أن تركيا ستضمن حقوق الاغلبية و الاقلية في سوريا و هذا أعتراف واضح بأن سوريا بأغلبيتهم و أقلياتهم هم تحت السيطرة التركية. الاغلبية هنا يجب أن يكون العرب السنة.
و في ظل هذا الواقع المرير و المتناقضات يقف الجولاني حائرا و يدرس وضعة و كيفية التحول الى دولة ذات سيادة و الى شخص يستطيع أتخاذ قراراته دون العودة الى أنقرة التي صارت تفرض كل شئ علية.
ما نراه هذه الايام هي منافسة واضحة من قبل أسرائيل، والسعودية لتركيا من أجل تقسيم الكعكة السورية مع تركيا و عدم قبول استحواذ تركيا بسوريا لوحدها و مخاطر ذلك الاستحواذ على أسرائيل و على حتى السعودية.
المنافسة الاسرائيلية هي على المستوى الدبلوماسي مع تركيا من خلال المفاوضات و الضغوط الامريكية و المستوى الاخرهو العسكري حيث تحاول اسرائيل أضعاف القدرات العسكرية للحكومة السورية. و لكي لا تستفز تركيا الاسرائيليين وهي ساكتة عن الاعمال العكسرية الاسرائيلية و ساكته أيضا عن أحتلال اسرائيل لبعض الاراضي السورية و التي في الاصل هي أراضي دورزية. لأن الخلاف التركي الاسرائيلي هو فقط اختلاف ظاهري و ليس حقيقي. و الاثنان يعلمان أنهما بصدد تقسيم الكعكة و ليس تشكيل دولة سورية ذات سيادة.
المنافسة السعودية لتركيا هي أقتصادية بشكل أكبر من أن تكون عسكرية و لربما فيها بعض الاجزاء السياسية أيضا. فالسعودية لا تستسيغ أخوان المسليمن بنفس طريقة تركيا التي تدعمهم. السعودية ابعدت محمود مرسي من الحكم على مصر بسبب مخاوفها من اخوان المسلمين و السلفية فكيف ستقبلها في سوريا؟ كما أن السعودية تحمل بين طياتها بعض الجوانب القومية ايضا. لا ننسى الثورة العربية ضد الحكم العثماني و التي بدأت من السعودية و ليس من أي مكان اخر.
زيارة أغلبية أعضاء الحكومة السورية الجديدة الى السعودية لم تكن زيارة أكل و مبيت في الفنادق و تقديم واجب الطاعة بل أنها كانت على الاغلب زيارة أستقصائية لمعرفة مدى جدية السعودية في دعم الجولاني و حكومته و بالتالي الى أي حد يستطيع رفض الاملاءات التركية علية.
فالجولاني شئنا أم أبينا هوأسلامي (عربي) و سني و لا يريد أن يتحول الى تابع ذليل و ( طرطور على حسب الكلام المصري) بيد تركيا و بيد أردوغان و صارت لديه بعد لقاءاته مع كل هؤلاء المسؤولين الاوربيين و الامريكيين و العرب امال كي يتحول الى منافس لأردوغان و ليس الى تابع ذليل و يرى بأن الاجندة التركية غير مقبولة من قبل الشعب السوري و هي أجندة أحتلالية و استبدادية عليه و على الشعب السوري. الجولاني يعلم أكثر من غيرة أن تركيا تنوي سرقة المياة و الطاقة و القدرات السورية على حساب الشعب السوري. الاطماع التركية لا يخفيها اردوغان و لا غيرة من وزراء الحكومة التركية.
و هذا يعني أن هناك محاولة من قبل الجولاني من أجل أيجاد حلفاء جدد و منافسين لتركيا يضمنون له الحركة لتأسيس نظام حكم يديرة هو و ليس أردوغان من أنقرة. مهما كان الانسان عميلا فأنه لا يريد أن يكون عميلا ذليلا ولا سلطة له و أن يكون عبدا للمأمور.
الجولاني يدرك جيدا و تفرض علية معتقداته الاسلامية عدم الرضوخ للاطماع الاسرائيلية و كل ما يستطيع تقديمة لاسرائيل في هذا الوقت هو السكوت عن ما تفعلة أسرائيل لحين أن يستطيع الوقوف على رجلية و حل مشاكلة الداخلية. و هذا الشئ لم يخفيه حتى الجولاني. بل قال بأن الشعب السوري ذاق الامرين و يكفي ما تعرض له الشعب من مأسي اي أنه لا يستطيع أن يعرض السوريين الى حرب اخرى ضد اسرائيل التي لا تستطيع حتى تركيا منافستها و لا أية دولة عربية أخرى على الاقل الان.
و لكن من السهل على الجولاني الاتفاق مع السعودية التي لا أطماع لها في الاقتصاد و الموارد السورية و لا تريد التدخل أيضا في الحكم السوري بنفس طريقة تركيا و لهذا من الافضل للجولاني أن يعطي للسعودية دورا أكبر في سوريا و يخفف بعض الشئ من الدور التركي. و لربما تكون أوربا و الغرب أيضا داعمين لهذه النهج أكثر من التقرب التركي للجولاني لأن تركيا تدعم الاجنحة الارهابية في سوريا وفي الغرب و يعلم جيدا من خلال التقارير التي يتم نشرها أن تركيا ترعى الارهاب الداعشي و باقي الفصائل الارهابية. و كاد أن يحصل خلاف كبير بين تركيا و الجولاني بسسبب تلك الفصائل قبل سنتين و لكن تركيا تراجعت بعد علمها أن الجولاني هو المقبول من قبل الغرب و ليست فصائله الارهابية.
نستطيع القول أن الجولاني يرى من الان بصيص أمل من خلال تقربه من السعودية بالتخلص من الغطرسة التركية و التحول فعلا الى قائد في سوريا الجديدة. و الجولاني يعلم بأنه لا يستطيع الوقوف بوجة الاطماع التركية التي أنكشفت الان لوحدة و علية أيجاد الدعم.
فهل يستطيع الاستمرار في هذا النهج و يحتول الى اسلامي قومي عربي بدلا من أن يكون أسلامي عثماني أردوغاني؟



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورد و التخطيط السطحي للثورات، بعد نصف قرن بالضبط هل ستعيد ...
- تغييرالتوازنات في الشرق الاوسط التي أسقطت الاسد و ضرورة أعاد ...
- المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين المخاوف من العقوبات الت ...
- بعد سيطرة الاسلاميين، قواة سوريا الديمقراطية هي الخلاص للمسي ...
- القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور ال ...
- شهر العسل زائل و الطلاق قادم بين تركيا و سوريا لا محال. تورك ...
- مقارنة و حقائق حول حدود و حقوق جنوب و غربي كوردستان.. ماهي ح ...
- ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعو ...
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...
- الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي كوعد (بلفور) البر ...
- داخليا، ماذا وراء المشروع التركي لأوجلان؟ و لماذا قام العمال ...
- نار المحتلين و نار القوى الكوردية بمثقفيها موجهه نحو الكورد ...
- الكورد و النضال بالعواطف... كركوك خارج الاقليم و صمت القوى ا ...
- السب و الشتم سلاح الضعفاء. لغة بعض المثقفين الكورد المفضلة و ...
- أفول نجم القيم و المبادئ الانسانية و تأثيرها على حركات التحر ...
- لماذا قاموا بتوريط أوكرانيا في هذه الحرب؟ الكفاءات، الحبوب، ...
- البعض من المثقفين الكورد و التطبيل للحرب الاوكرانية و التحال ...
- غياب التحليلات الاستراتيجية و غلبة الاحاسيس حول الحرب الاوكر ...
- في جنوب كوردستان، لو كنت (جيفارا) أو (رسولا) فأن العميل هو ا ...


المزيد.....




- شاهد عواصف ثلجية قوية تجتاح ولايات أمريكية مع دخول الشتاء
- آثار معركة جبل زين العابدين في مدينة حماة السورية
- حاول الأمريكيون غزوها من قبل: قصة كندا التي يريد ترامب -ضمها ...
- حماة السورية آن لها أن تستريح وترخي جدائلها وتتنفس حرية بعد ...
- جوائز -غولدن غلوب-: أبرز المرشحين والقضايا الشائكة و5 نقاط س ...
- تقنية ألمانية جديدة لتحسين كفاءة التدفئة المركزية الصديقة لل ...
- سوريا: مائة قتيل في معارك بين الأكراد وفصائل موالية لتركيا
- وفد سوري يجري مباحثات في العاصمة القطرية
- ما رسائل إيران التحذيرية لإدارة سوريا؟
- -فايننشال تايمز-: المواجهة بين بكين وواشنطن قد تتجاوز الحرب ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافسين للتخلص من دور التابع الذليل لتركيا.