أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد شاكر - لماذا الشرق الأوسط الجديد الان؟














المزيد.....


لماذا الشرق الأوسط الجديد الان؟


ماجد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يتصور الكثير ان مطلب الشرق الأوسط الجديد هو استحقاق على العرب جاء زمن ادائه نتيجة تجربة من الفشل امتدت قرن من الزمان وليس كما يريد البعض ان يصوره على انه ارادة القوى المعادية ومخططاتها التي تريد الشر بالمنطقة الذي لا يخلو من الصحة ولكن هو في حقيقته استثمار لنتيجة الفشل الممتد لقرن مضى من الزمن ٠ منذ انهيار الدولة العثمانية وخروج المجتمعات العربية من آخر حقبة من الخلافة الإسلامية سنة ١٩٢٤ هذا الحدث المشابه للحدث التاريخي الذي حصل للشعوب الأوربية عندما سقطت بيزنطة سنة ١٤٥٤ م على يد محمد الفاتح بهذا التاريخ غادرت الشعوب الأوربية منطقة العصور الوسطى ودخلت العصر الحديث عبر سلسلة من المراحل التي ابدع فيها المفكرون والفلاسفة حتى انتجت لنا الشعوب الأوربية الحضارة الغربية التي لها ما لها وعليها ما عليها ولا تمتلك الانسانية برمتها حضارة غير الحضارة الغربية لحد الان من ضمن ما افرزته هذه الحضارة من معطيات هو الدولة بمفهومها القانوني المجرد وتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم الذي اطلق عليه العقد الاجتماعي الذي تطور عبر الجهود الفكرية والفلسفية للعلماء عندما بدا بفصل سلطة الكنيسة عن الدولة إلى أن انتهى بفصل شخصية الدولة عن شخصية الحاكم او الحزب بشكل تام مهما كانت معتقداتهم اي فصل شخصية الدولة عن أي معتقد يحمله الحاكم أو الحزب الذي يصل للسلطة مهما كانت تلك المعتقدات والأفكار واصبحت الدولة تدار من قبل المؤسسات وما الحكومات الا موظفين لدى الدولة ينفذون البرامج التي تطبخ وتنتج عبر المؤسسات ومراكز الأبحاث وهذا المفهوم للدولة هو مفهوم حديث مضى عليه أكثر من ٢٠٠ عام بذلك غادرت البشرية مرحلة بناء السلطة والحكم والعوائل الحاكمة والامبراطوريات إلى مرحلة بناء الدولة بذلك تم حل مشكلة الحكم ومن يحكم ومن يستمد شرعية حكمه ٠ ومن هنا حصل التطور الهائل في كافة المجالات المعرفية والعلمية والتكنلوجية بسبب الاستقرار السياسي والامني وتراكم الخبرات والمعرفة ومشاركة مجموع الشعب دون خوف أو قيد وخلق اقتصاد المعرفة الذي لا ينضب بل يزداد ثرائا يوم بعد يوم ٠الشعوب العربية على وجه الخصوص ومنطقة الشرق الأوسط وبسبب خلل بنيوي ذاتي وما رافقه من عوامل خارجية جعلت من مقاومة الاستعمار الذي جاء بفكر الدولة بمفهومها الحديث إلى مقاومة الحداثة ومقاومة أعمال العقل وتقبل العلم والمنهج العلمي لذا تجد ميزانيات الدولة العربية والإسلامية خالية من اي تخصيصات للابحاث العلمية الا ما ندر ومقاومة اي فكر يدعوا إلى احترام الحريات وحقوق المرأة والطفولة ان حصل تطور في النظم الإدارية ومظاهر المدنية بفعل أموال البترول ومتطلبات الدولة الذي هو مجرد تطور في الشكل الذي لم يرافقه اي تطور في العقلية والمنطق لدى الطبقة الحاكمة لذا تم الانشغال في بناء السلطة وكيفية ادامة الامساك بيها مما تطلب بناء الأجهزة القمعية التي لا هم لها سوى حماية الحاكم القابض على السلطة وان سقطت سلطة مهما كانت أسباب ومبررات سقوطها انتجنا سلطة مماثلة للتي مضت مع زيادة الأساليب القمعية كي لا تسقط هذه السلطة لذا تراكمت لدينا التجارب في بناء السلطة وكيفية الحفاظ عليها على حساب بناء الدولة والحريات العامة والخاصة وكنتيجة طبيعية الحاكم الذي لا هم له غير بناء سلطته وتعزيز قبضته يحتاج من يتحالف معه من القوى التي تمتلك أدوات التسلط مثل القوى القبلية والدينية والاثنية وهكذا حصل التخادم بين كافة القوى التي لا تؤمن بالمفهوم القانوني الحديث للدولة ولا تؤمن بالحريات والتداول السلمي للسلطة وبذلك فشلت المجتمعات العربية من اقامت الدولة بمفهومها القانوني الحديث والمحافظة عليه ٠ الذي لا يمكن أن يلتقي مع مفهوم القبلية والطائفية والاثنية الضيقة وبما ان هذه القوى عندما تصل لحكم اي دولة يكون مصير هذه الدولة الفشل الحتمي خاصة في مجال الاقتصاد وتلبية حاجات الشعب الأساسية مع زيادة النمو السكاني ومتطلبات الحياة تحدث الثورات و الانقلابات ولكن مع الأسف لم يحصل العلاج إلى لب المشكلة وإنما يكون الموضوع برمته استبدال سلطة بأخرى وهكذا على مدار قرن من الزمن ٠ وبسبب هذا الفشل تم النكوص بالمجتمعات العربية والإسلامية نحو الماضي واصبحت كل الحلول عقيمة مع القمع المستمر للحريات ومغادرة أصحاب العقول و الكفاءة مع التطور الهائل للحضارة الغربية ومن اخذ بأسبابها من الشعوب الأخرى أصبحت منطقتنا العربية منطقة فراغ تحتاج من يملئ هذا الفراغ من قبل الذي يمتلك التفوق العلمي والتكنلوجي مع وجود تحالف القوي الرأسمالية والصهيونية أصبحت منطقتنا منطقة حيوية لصراع القوى المختلفة ولم يعد يجدي نفعا استبدال سلطة بأخرى المطلوب صدمة كبيرة تجعل العقل العربي يفيق من غفوته ويؤمن ان تراثه التاريخي أصبح وبالا عليه وانه لابد له الأخذ بالمفهوم القانوني المجرد للدولة ومغادرة عقلية القبلية والطائفية والاثنية وخلق هوية وطنية في أساسها المواطنة والحقوق والواجبات والحكم للمؤسسات و الدستور والقانون يطبق على الجميع مثل الموت والا سوف يتحقق واقع الشرق الأوسط الجديد الذي هو العودة لحكم القبيلة والطائفة والزعامات تتنازعنا القوى الدولية و الإقليمية مثلما كنا بين الدولة الرومانية والساسانية قديما ٠



#ماجد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم دخول العراق عصبة الامم يوم تاريخي الاحتفاء بيه واجب طني
- جدلية الإيمان ٠٠٠ والعلم
- الاستبداد ٠٠٠ وآلية ولادة الطبقة السياسية ...
- حقيقة حوار الحضارات ٠٠٠ صدام الحضارات
- لماذا هذا الاصرار على تعديل قانون الأحوال الشخصية وهل له ضرو ...
- جريمة العصر ٠٠٠ أن نجعل من اللصوص ساسة
- ماهية التكهنات المتوقعة لقرار المحكمة الاتحادية العليا الأرب ...
- لا ينصلح وضع العراق مالم يتم فصل الدين عن الدولة ؟
- البيئة القانونية للفساد ونهب أموال الدولة
- أموال العراق تنهب بواسطة التشريعات
- الحضارة الغربية والتطور العلمي ٠٠٠ هل هو ح ...
- لماذا توحد الغرب بقيادة امريكا ضد روسيا
- لماذا الأحزاب السياسية والساسة يستهين بعقل العراقيين؟
- عندما يكون المشرع غير فاهم الدستور يحدث المأزق
- شهداء تشرين من فاز في هذه الانتخابات
- هل أصبح القضاء شيء مقدس لا يجوز تحميله أي مسؤلية ٠ ...
- 14 تموز 1958 لماذا لم تؤدي إلى الاستقرار والازدهار
- ستالين يوجه ضربة قاسية إلى الأحزاب الشيوعية العربية وخذلها م ...
- الإسلام السياسي 000 وقانون المحكمة الاتحادية العليا
- يحق إلى رئيس الجمهورية حل البرلمان بالطريقة التي رسمها الدست ...


المزيد.....




- ثلوج كثيفة تشل حركة الملاحة الجوية في مطارات بريطانية
- وزير الخارجية السوري يدعو من قطر إلى رفع العقوبات الأمريكية ...
- هبوط طائرة سعودية سادسة محملة بالمساعدات الإنسانية في مطار د ...
- من داخل مبنى تعرض لهجوم بمسيرة أوكرانية في فورونيج
- الدفاع الروسية: القضاء على 1360 عسكريا أوكرانيّا خلال 24 ساع ...
- هيئة البث العبرية تعلن هرب جندي إسرائيلي من البرازيل ولابيد ...
- اكتشاف خمس مجرّات قزمة قريبة من الأرض
- -علي بابا- تخفض أسعار أحد نماذجها للذكاء الاصطناعي بنسبة 85% ...
- مصر.. حزب -الجبهة الوطنية-: لا نسعى لحكم البلاد حاليا
- الشيباني من الدوحة: سوريا الجديدة ستحظى بعلاقات جيدة مع دول ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد شاكر - لماذا الشرق الأوسط الجديد الان؟