أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 454 – 2024 قلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب















المزيد.....


طوفان الأقصى 454 – 2024 قلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 15:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

غيفورغ ميرزيان
أستاذ مشارك، قسم العلوم السياسية، جامعة العلوم المالية
باحث في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية
صحيفة فزغلياد الالكترونية


28 ديسمبر 2024


سوف نتذكر عام 2024 طويلاً لانه شهد العديد من الهزات السياسية والاضطرابات في الشرق الأوسط.
لقد تغير الوضع في سوريا، وتغير الموقف الجيوسياسي لسوريا وتركيا وإيران بشكل جذري. من الرابح والخاسر الأكبر في هذه الأحداث وما هو مصير الوجود الروسي في المنطقة في هذا السياق؟

سوريا

أصبح سقوط بشار الأسد في غضون أيام النتيجة والصدمة الرئيسية لعام 2024 للشرق الأوسط بأكمله. وذلك على الرغم من تحذير العديد من الخبراء من هشاشة الحكومة السورية. جدير بالذكر ان كثيرين دعوا دمشق إلى تنفيذ الإصلاحات بشكل عاجل وعدم العيش على أمجاد النصر على الإرهابيين الذي تحقق قبل أربع سنوات – وخاصة النصر الذي كانت فيه روسيا وإيران أكثر فاعلية من الحكومة السورية. ومع ذلك، لم يستمع الأسد إلى هذه الدعوات، واضطر في النهاية إلى الفرار إلى موسكو، حيث حصل على حق اللجوء السياسي.

وإذا قال شخص ما (أو بالأحرى الأتراك والأوروبيون) إنه بعد رحيل الأسد، فإن سوريا والشرق الأوسط برمته سيكونان أفضل حالا، فهو مخطئ بشدة. في عام 2025، ستشهد المنطقة نكبات جديدة هي من تبعات الكارثة السورية.

وبالتالي فإن الأراضي السورية ستصبح بالتأكيد – وقد أصبحت بالفعل – بؤرة حقيقية لعدم الاستقرار. نعم، أعلنت السلطات الجديدة عن رغبتها في إنشاء جيش موحد وإجراء انتخابات، ولكن كيف يمكن القيام بكل هذا في ظل عدم وجود سلطة موحدة في البلاد؟ كان معارضو الأسد عبارة عن تكتل من مجموعات مختلفة يوحدها عدو واحد ــ والآن، بعد رحيل هذا العدو، يعمل العديد من اللاعبين على تمزيق البلاد.

ولكن ما هي الوحدة التي يمكننا أن نتحدث عنها عندما يمارس الإسلاميون الآن القمع ضد المسيحيين والعلويين السوريين؟ عندما يحرقون أشجار عيد الميلاد، عندما ينظمون غارات جماعية في اللاذقية بحثا عن "مجرمي الحرب الأسديين"؟
في جوهر الأمر، لا يمكن إلا لدكتاتور عسكري جديد أن يعيد تجميع سوريا ــ وفقط بعد أن يتذوق السكان بالكامل عواقب سقوط الأسد ويصبحوا مستعدين للتضحية بشبح الحقوق المدنية من أجل الاستقرار الواقعي.

أما بالنسبة للاعبين الخارجيين، فبعد سقوط حكومة بشار الأسد، تغيرت أدوارهم في المنطقة. كما تغير موقفهم على رقعة الشطرنج.

اسرائيل

وكما أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحق، فإن المستفيد الرئيسي من الأحداث في سوريا أصبحت إسرائيل. وهي الدولة التي بدت حتى وقت قريب وكأنها قلعة محاصرة من قبل وكلاء إيرانيين. وهي الدولة التي كانت بالكاد تنجو من الحرب في قطاع غزة ولبنان.

الدولة التي لم تنتصر في هذه الحروب فحسب – بعد الإطاحة ببشار الأسد وطرد إيران من سوريا – بل استولت أيضا على جزء من الأراضي السورية.

تشرح يلينا سوبونينا، عالمة السياسة الدولية والخبيرة في المجلس الروسي للشؤون الدولية، لصحيفة فزغلياد: "في لبنان وفلسطين، تطورت الأحداث في البداية بشكل غير مرض بالنسبة للإسرائيليين، ولكن في سوريا، تصرف بنيامين نتنياهو في الوقت المناسب". وفي الوقت نفسه، من الممكن أن تقوم إسرائيل بضم الأراضي التي احتلتها. وقد أعربت عدد من القرى التي يسكنها الدروز في جنوب سوريا (خوفا من ذبحهم على يد الإسلاميين) بالفعل عن رغبتها في الانضمام إلى الدولة العبرية.

تركيا

تعمل تركيا جنبا إلى جنب مع إسرائيل. "تظل العلاقات بين تركيا وإسرائيل باردة للغاية. وعلى المستوى العاطفي الخطابي، تستمر المناوشات. ولكن الآن في سوريا تجري عملية تقسيم النفوذ بين أنقرة وتل أبيب، كما يوضح فلاديمير أفاكوف، دكتور العلوم السياسية ورئيس قسم الشرق الأوسط في معهد المعلومات العلمية للعلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، لصحيفة "فزغلياد".

وفي إطار هذا التقسيم، تسيطر تركيا على الجزء الشمالي من سوريا. حلب (المركز الاقتصادي الذي كانت ترتبط به المحافظات الجنوبية الشرقية لتركيا قبل الحرب الأهلية)، وكذلك المناطق التي يسكنها الأكراد، والتي تعتبر، وفقًا للسلطات التركية، مصدر تهديد للأمن القومي للبلاد. والآن حصلت أنقرة على فرصة للقضاء على هذا المصدر.

ويقول فلاديمير أفاكوف: "ستحاول تركيا حل المشكلة الكردية جذريًا من خلال القضاء على جميع الجماعات الكردية". وقد أصدر أردوغان بالفعل إنذارًا نهائيًا لهم، مطالبًا إياهم بنزع سلاحهم أو الموت. "إن القتلة الانفصاليين إما أن يودعوا أسلحتهم أو يدفنوا على الأراضي السورية مع أسلحتهم"، كما قال.

في الواقع، العقبة الوحيدة أمام الحل الجذري الآن هي حليف الأكراد – الولايات المتحدة. ومصير سكان كردستان السورية بالكامل يعتمد على ما إذا كان أردوغان سيتمكن من التوصل إلى اتفاق مع دونالد ترامب في عام 2025.

يبدو أن الأحداث في سوريا عززت ليس فقط السياسة الخارجية، بل وأيضًا المواقف السياسية الداخلية لأردوغان. يقول فلاديمير أفاكوف: "تعيش تركيا حالة من النشوة فيما يتعلق بما حدث في سوريا. هذه النشوة تعمي سكان البلاد عن المشاكل الداخلية، وخاصة فيما يتعلق بالاقتصاد. النشوة – والأمل في أن يعود ثلاثة ملايين لاجئ سوري استقروا في تركيا إلى ديارهم".

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة. فبحسب فلاديمير أفاكوف، لم يعد سوى 25 ألف شخص. فضلاً عن ذلك، قد تتعرض تركيا الآن لموجة جديدة من المهاجرين الفارين من الفوضى التي تتكشف حالياً في سوريا.

تحاول إيران حالياً التعافي من هزيمة جيوسياسية

حتى الآن، يقتصر خطاب طهران على البحث عن المسؤولين عن الإشكال السوري، ولكن في المستقبل القريب، سيتعين على آيات الله أن يقرروا كيف يعيشون في وضع حيث لم تعد خطوط الدفاع الأمامية للبلاد في بلاد الشام موجودة، عندما أصبحت تركيا وإسرائيل أقوى بشكل غير متناسب. عندما ــ وهذا مهم بشكل خاص ــ تفتقر إيران نفسها حالياً إلى الاستقرار الداخلي والوحدة اللازمين لتطوير مسار جديد للسياسة الخارجية. وتنتظر النخب رحيل المرشد الأعلى (يُشاع أن صحة علي خامنئي في حالة سيئة) والصراع على اسم وريث جديد.

ربما تتمكن طهران في نهاية المطاف من الانضمام إلى بعض الأنظمة الإقليمية لاحتواء أنقرة وتل أبيب. "الآن ستبني الدول العربية علاقات مع إسرائيل وتركيا – وفي الوقت نفسه تتنافس مع مشاريعهما الإقليمية. وهو ما قد يسبب بعض الاحتكاك بينها"، كما تقول يلينا سوبونينا. ومع ذلك، لن يكون من السهل القيام بذلك، وطهران ليست معتادة على الاندماج في الأنظمة الأجنبية في منطقتها الأصلية على ما يبدو.

روسيا

أما بالنسبة لروسيا، فقد تمكنت من التعامل مع عواقب الكارثة السورية وإضفاء أقصى قدر من البراغماتية على مواقفها في المنطقة. نعم، لقد فقدت حصة كبيرة من وجودها في سوريا - ولكن لماذا هناك حاجة إلى هذا الوجود في وضع لا يتحول فيه إلى نفوذ؟ عندما لا تستمع السلطات السورية إلى النصائح الروسية ولا تحترم المصالح الروسية؟

في الوقت نفسه، تم الحفاظ على الوجود الذي احتاجته روسيا - في القواعد في اللاذقية وطرطوس. ومن المرجح الآن أن يتم إعادة جميع القوات الروسية المتبقية إلى حيث تشتد الحاجة إليها من وجهة نظر المصالح الروسية. أي إلى الجبهة مع اوكرانيا.

دع دول الشرق الأوسط تتعامل مع معادلات الشرق الأوسط. وخاصة في ظل الاضطرابات الحالية. "إن المنطقة متفجرة ومتغيرة إلى الحد الذي يجعل قِلة من الناس هنا قادرين على النظر إلى المستقبل. وقد أظهرت سوريا أن الأحداث يمكن أن تتطور بسرعة كبيرة"، تلخص يلينا سوبونينا الوضع.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 453 – خبراء المجلس الروسي للشؤون الدولية يلخصون ...
- طوفان الأقصى 452 – السلطة الجديدة في دمشق تريد الحفاظ على عل ...
- بوتين – جردة حساب ل25 عاما من الحكم
- طوفان الأقصى 451 – من يتحمل مسئولية الإبادة الجماعية في غزة؟
- طوفان الأقصى 450 – هل دارت الدوائر على اليمن؟ - ملف خاص
- طوفان الأقصى 449 – السلطة السورية الجديدة – مواطن القوة والض ...
- ألكسندر دوغين - الترامبية، البراغماتية، ونهاية العولمة الليب ...
- طوفان الأقصى 448 – الإكتئاب الجيوسياسي
- طوفان الأقصى 447 – تغيير السلطة في سوريا وعبء القوى العظمى
- طوفان الأقصى 446 – د. جوزيف مسعد تحت النيران
- طوفان الأقصى 445 – بلدان – مصير واحد. سيناريو كلاسيكي حسب ال ...
- طوفان الأقصى 444 – المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بعد سقو ...
- طوفان الأقصى 443 – سوريا بعد الأسد – إلى الوحدة أم التقسيم
- طوفان الأقصى 442 – ما هي العبرة التي تعلمناها من تجدد الحرب ...
- طوفان الأقصى 441 – نتنياهو وترامب يعدان وصفة جيوسياسية لإيرا ...
- ألكسندر دوغين – إسرائيل العظمى والموشياخ الهجومي
- طوفان الأقصى 440 – دروس سوريا
- طوفان الأقصى 439 – جنرال روسي خدم في سوريا يصرح... 3
- طوفان الأقصى 438 – جنرال روسي خدم في سوريا يصرح ... 2
- طوفان الأقصى437 – جنرال روسي خدم في سوريا يصرح ... 1


المزيد.....




- انزلاق شاحنات مقطورة وحوادث على طريق جليدي بأمريكا
- لكل محبي رحلات السكك الحديدية.. هذه هي القطارات الجديدة الأك ...
- من تندوف إلى العيون: حكايات من وراء الجدار الرملي
- الرفيقة لبنى الصغيري ترد على فرضية الطليق غايصرف على الزوج ا ...
- -حزب الله-: ليس لدينا -فيتو- على قائد الجيش وبعد انقضاء مهلة ...
- مسبار باركر يرسل أول بيانات منذ اقترابه التاريخي من الشمس
- -سكاي نيوز-: إلغاء وتحويل رحلات جوية في بريطانيا بسبب تساقط ...
- مسؤول في القصر الجمهوري يكشف عن 3 نقاط في خطاب الأسد الذي بق ...
- تواصل عمليات التجريف والتوغل الإسرائيلية في عدد من مدن وبلدا ...
- مقتل 3 أشخاص بحادث تحطم مروحية لخفر السواحل الهندي (فيديو)


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 454 – 2024 قلبت الشرق الأوسط رأسا على عقب