علي مارد الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 14:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نقرأ في "نهج البلاغة" أن أحد الخوارج شتم الإمام عليًّا (عليه السلام) في مجلس عام، فلما ثار الحاضرون للقصاص منه وتأديبه، نهاهم الإمام قائلاً:
مهلًا "إما سبٌّ بسبٍّ، أو عفوٌ عن ذنب!"
هذا هو النهج الشرعي (الديمقراطي) الذي سبق عصره لإمامنا الأعظم، في مسألة التجاوز اللفظي، حيث طبّق الحكم على نفسه الكريمة أولاً، رغم جلالة قدره وقدسية منزلته.
وبالتأكيد، فإن كل حاكم أو محكوم يوالي عليًّا (عليه السلام)، لا يجوز له من الناحية الشرعية أن ينتفض أو يثأر أو ينتقم في حالة التهجم اللفظي على شخصه أو على أسرته أو رموزه بأكثر من الحد الذي وضعه الإمام لهذه الإساءة، حتى لا يضع لنفسه قيمةً ومنزلةً ومقدارًا أكبر مما وضعه الإمام علي لنفسه الشريفة.
هذا النموذج المثالي من المؤسف أن يتقاطع مع سلوكيات ومواقف البعض الذين يبررون خطيئة تسليم اللاجئ سلمان الخالدي للكويت، بعد زيارته لمراقد أئمة أهل البيت في العراق، بحجة ما صدر عنه سابقًا من آراء مخالفة لمعتقدنا، وتجاوزات بحق بعض رموزنا. مع أن هؤلاء الرموز، لو كانوا أحياء، لكانوا بالتأكيد أول المعترضين على تسليم ضيفهم، لما في ذلك من مخالفة للمروءة والعرف والقانون والدستور والشرع.
ولأنها ليست المرة الأولى التي تُرتكب فيها مثل هذه الخطيئة الجسيمة بحق سمعتنا كعراقيين، فقد سبقها قبل بضعة أشهر تسليم لاجئ بحريني كان أيضًا في زيارة للمراقد المقدسة في كربلاء والنجف الأشرف، وجرى تسليمه أيضًا عبر منفذ سفوان في البصرة.
لذا، أتوجه بمناشدة حارة إلى سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (حفظه الله) للتدخل بقوة من أجل حماية سمعة وكرامة المراقد الشريفة المقدسة، التي يلوذ بها كل خائف أو مستجير، حتى لا تمتهن وتتحول إلى فخ لاصطياد اللاجئين والمضطهدين الهاربين من بلدانهم لأسباب سياسية.
#علي_مارد_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟