عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8211 - 2025 / 1 / 3 - 14:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هؤلاء الغزاة المتطرفون لا تنتظر منهم شيئا خلاف ما يفعلون على أرض الواقع، نظام فيدرالي يحقق للأكراد هدفهم التاريخي في حكم ذاتي وتطبيق الشريعة الاسلامية المتشددة مثل داعش وطالبان ومعاداة النساء والأقليات وأصحاب الديانات والمذاهب الأخرى والتنازل على الجولان نهائيا وكل منطقة تصل إليها يد إسرائيل مقابل المال الذي هم في حاجة شديدة له في هذه الفترة وتسليم البلاد للوصاية التركية الشاملة أكبر مما كانت تفعل إيران. فهو مشروع مفصل ومخطط له من قبل ولا يتماشى مع ما يصبو له وينتظره أغلب السوريين والفاعلين السياسيين ومن ينتظر من هؤلاء غير ذلك فيضيع وقته هدرا وبلا فائدة تذكر. فهؤلاء هناك من يملي عليهم ما يفعلون وما لا يفعلون وهم بطبيعة تكويتهم وتجربتهم في الحياة لا يحسنون غير استعمال القوة والقمع والبطش للسيطرة وعقولهم خاوية يسكنها الخوف من الآخر وشريعة العصور الوسطى لا يفقهون شيئا عن تاريخ سورية وحضارتها وعلاقاتها وعن الأحزاب والمعارضة وبناء الدولة والديمقراطية وحقوق الإنسان، فهم قادمون من كهوف وحفر التاريخ وغباره ودهاليزه المعتمة فلا يصدقون لحد الآن أنهم يحكمون بلدا عريقا اسمه سورية لهول الصدمة التي حدثت لهم ولجميع المتابعين للأحداث على حين غرة وبدون معارك وجدوا أنفسهم على أبواب دمشق فغيروا ملابسهم ولحاهم وسكنوا القصور التي غادرها أهلها بسرعة وركبوا أفخر السيارات الفارهة وأكلوا ألذ طعام فهل سيغيرون أفكارهم وأسلوب عملهم ويستوعبون اللحظة ويندمجون في المجتمع السوري أم سيحاولون فرض مشروعهم المؤسس على الشريعة الإسلامية المنغلقة بالقوة والقمع مما سيؤدي حتما للصدام مع مجتمع مدني يتوق للحرية وحقوق الإنسان والتقدم وقد تقرع الأجراس؟
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟