أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى آني - كردي بلا إنتماء















المزيد.....


كردي بلا إنتماء


مصطفى آني

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كردي بلا إنتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــماء.
يبدو اسم المقال غريبا في هذه المرحلة وخاصة ان الكرد يضحون بأرواحهم فداءً لانتمائهم وإنتماء أبناء وطنهم الذين يشتركون فقط بالجنسية والوثائق أما الأفكار فكل واحد منهم ماكثٌ على أفكاره مقتنعٌ بها ومجتراً تاريخه وأمجاده مرات كثيرة ومقزماً شريكه في المصير والأرض ....
حيث عانى الكورد شتى أنواع الظلم والطبقية وشارك بذلك ليس فقط الحكام وإنما أهلنا وجيراننا في الوطن حيث لم يقف مع الكردي أية فئة منهم ونحن هنا لسنا بصدد إلقاء اللوم على أحد لكن إن وقفات الشعوب تُسجل بعبارات من ذهب وإن وقفة الصحافة الكتالونية من خلال توثيق التهجير القسري من قبل حكومة صدام لا تنسى ....
كذلك الرئيس الليبي معمر القذافي الذي صدح أكثر من مرة بحقوق الكورد فوق أراضيهم وهذا من وجهة نظر الكثيرين نقطة مضيئة في تاريخه القيادي وهؤلاء هم بعيدون كثيرا عن كردستان وأقروا بحقوق شعب ظلمه التاريخ والشعوب الجارة أكثر من ظلم الجغرافية.
وإن قبعة الشاعر العراقي البار محمد مهدي الجواهري شاهداً على سمو وقفات الشعوب اثناء تعرضهم للحرب أو للوباء حيث يضع الجواهري قبعته الكردستانية مفتخرا بوقفة الشعب الكردي معه أثناء استضافتهم له.
أما عن انتماء أي مواطن لوطنه فهو ليس مجرد شعور عابر، بل هو إحساس متأصل ينمو مع كل لحظة نعيشها على ترابه، ويترسخ مع كل ذكرى تُصنع في أزقته وسهوله. الوطن ليس مساحة جغرافية تحدها الحدود؛ بل هو بيتٌ واسع، يحمل دفء العائلة وعبق الماضي وأمل المستقبل.
أن تنتمي إلى وطن يعني أن تجد نفسك فيه، أن ترى ملامحك تتشكل من تاريخه وثقافته، أن تشعر بأن كل نسمة هواء منه تحمل حكاية لك، وكل حبة تراب فيه تخبئ أثراً لأقدام أجدادك. هذا الانتماء هو الذي يمنحك هوية لا تضيع وسط زحام الحياة وجوازات السفر، ويزرع فيك حبًا لا يتبدل رغم تقلب الظروف والفصول.
في الوطن، تنمو الأحلام وتكبر الطموحات. قد تبتعد عنه وتتغرب لأسباب كثيرة، لكنك تحمله معك في تفاصيل حياتك اليومية. يبقى في لهجتك، في عاداتك، في أكلك وفي طريقة رؤيتك للعالم. هو الذي يُشعرك بالطمأنينة كلما ضاقت بك الدنيا، ويمنحك القوة للمضي قدمًا كلما تعثرت.
حتى في لحظات الألم، يبقى الوطن المكان الذي تهفو إليه نفسك. ربما لا يكون الوطن مثاليًا وهذا طبيعي في هذه الرقعة الجغرافية الملتهبة، وربما تعصف به التحديات كما هي الان، لكن الانتماء إليه يعني أن تسعى لتغييره نحو الأفضل، أن تؤمن بأنك جزء من نسيجه "المتين"، وأن لك دورًا في بنائه وحمايته!
الوطن هو تلك الذكريات التي تتشكل منذ الطفولة، عندما كنت تجري في شوارعه الضيقة وأراضيه المغبرة وأن تلهو تحت سمائه الصافية بملابسك المتسخة دون ان تبالي.
الوطن هو صوت الأغاني التي كنت تسمعها وقلبك يتسارع خفقاته راقصا وإنت جالس.
الوطن هو تلك اللحظة التي تشعر فيها بأنك لست وحيدًا، بل جزء من جماعة تحمل نفس الآمال والآلام وإن سقطت فإنك تعلم بإن هناك أيدي كثيرة تمتد إليك وقلوب كبيرة تخفق لك وربما دموع غزيرة تنهمر ألما عليك
هذا هو الوطن الذي حلمنا به واعتقدنا بإننا سنعيش فيه وندافع عنه ونخيط جراحه ونشد عضد بعضنا البعض
لكن في سوريا عانى الكوردي من كل شيء من أسمائه ومدنه ومائه وهوائه فأصبح مهاجرا وغيره أصيلا ومجردا وغيره متماسكا ....
حيث تعاملت الحكومات مع الأكراد بطرق متعددة تشمل القمع والتهميش في مراحل كثيرة بتجريد الالاف الكورد من الجنسية السورية، مما جعلهم يُعتبرون "مواطنين بلا جنسية" أو مكتومي القيد أما أن تكون مواطنا بلا انتماء فهذا يعتبر قاسيا وأكثر إيلاماً.
وخلال هذه الفترة، كانت سياسة الحكومة تهدف إلى فرض الهوية العربية على جميع المكونات العرقية، بما في ذلك الكورد. تم منع استخدام اللغة الكردية في المدارس وفي الحياة العامة!، أتتخيلون في دوائر حكومتك يطلب الموظف منك بان لا تتكلم بلغتك الام! من المفروض أن يكون هذه الموظف سندك وهذه الدائرة دائرتك نشد عضد بعضنا بعضا كما أسلفنا.
وكانت هناك ضغوط للتخلي عن الهوية الثقافية الكردية لصالح الهوية العربية .....
وكذلك تمييز اقتصادي حيث كانت المناطق الكردية في حلب والحسكة أقل تطورًا اقتصاديًا مقارنة بالمناطق العربية ناهيك عن تعريب المنطقة. وكان هذا التفاوت يُظهر طبقية اجتماعية حيث تركزت الثروات والفرص الاقتصادية في أيدي النخبة العربية، بينما كان الكورد يعانون من قلة الفرص ويترك الكردي قريته مجبرا باحثا عن فرصة عمل يعيش بكرامة هو وأولاده حيث كنت ترى الكردي يصبغ أحذية المارة في شوارع دمشق وحلب وللأسف الشديد أصبحت هذا العمل منقصة للكردي في هذه الأيام على منصات التواصل الاجتماعي.....
أيعقل هذا!! يُشمت بك لأن الحكومة الظالمة كانت تتصرف بعنصرية مقيتة..
فازدادت الهوة بين أبناء الوطن الواحد فكل مقتنع بذاته وفئته وعشيرته وناكرا لغيره..
حيث صنع العدو ديانات على مقاسات تفكير شعوب المنطقة وتربت هذه الشعوب لتدافع عن أفكار مصطنعة.
حيث السني عند العلوي كافر والنصيري عند السني كافر والكردي عند العربي كافر ووو كثرت أصوات الاختلاف وخفت أصوات الوحدة والتشارك ........
أي وطن يمكن أن يُبنى مع هؤلاء؟
أيعقل كل هذا الاجحاف بحق الكورد ومازال شركائنا في الوطن لا يساعد الكردي بانتزاع حقه، بل يعين الظالمين بإجهاض أحلامه.
وكأنهم يقولون يحق للعدو الحلم وتحقيقه اما الكورد فلا وإن تنازلوا عن كل أراضيهم لصالح الغريب!
إنهم أعداء أنفسهم يا سادة ....
التاريخ يكتب صفحاته الان وربما سيلعننا جميعا، وعينا ونحن متصارعين فاتهمنا بعضنا بعض فأتى الغريب وقضم أراضينا ونحن مغيبون.
التركي يحتل أرضنا وليكن ذلك وهو قاتل آبائنا.
الإسرائيلي يستولي على مدننا وليكن ذلك وهو غير متوافق معنا دينيا.
الإيراني يتوسع بمدننا حلال عليه فهو غير متوافق معنا فكريا.
إلا الكردي يجب ان لا يحصل على شيء وهو المتوافق في كل شيء بدين والوطن لكنهم ووفق تاريخهم "أبناء الجن وإن سيطر الكردي على أراضي معينة فسينتشر الجن في سوريا بسرعة البرق وربما يحتلون العالم كله وهذا يشكل خطراً على نسلهم"
فهل يهبنا الله عمراً اخر نحيا به في وطنٍ ننتمي اليه بكل تفاصيله بحاكمه وعلمه ونشيده واسمه.
أن نحيا في وطن نجهر باسمه حباً ونتكأ عليها عند ضعفنا ويتكأ علينا عند قوتنا..
هي أحلام يقظة جميلة ونعلم أن العمر ذهب ولن يعود وإن إمراه الاب لا تصبح أماً عطوفة مهما حاولت بخلق ابتسامات مزورة، تماما كما خطابات كل حكام هذا الوطن الهزيل.



#مصطفى_آني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكرام الضيف
- من شعار ساقط إلى إفشال للثورة
- الكورد من سيفر إلى الآن
- برنارد لويس ظالم أم مناصر لمظلوم
- وجهة مجهولة
- لا شيء يشبهني سوى هذا الوطن
- القدس إسلامية
- كوباني تلك البسمة الشاردة
- على كتف كوباني
- حمل الرجل
- آراء مهندسو إعادة إعمار - كوباني
- أصابع الشرف
- ثوريو البارحة يطلقون النار على ثورة اليوم
- كوني لي وطن
- تتهاوى الكردياتية
- قنديل والعرش العظيم
- كوباني عاصمة الخلافة
- أريدك طقساً خامسا
- الثورة نار
- سئمنا منكم


المزيد.....




- -إف بي آي- يكشف تفاصيل جديدة عن هجوم نيو أورليانز
- بعد الشمال إسرائيل تنقل المحرقة إلى محافظة غزة
- إعلام إسرائيلي: حماس لن تستسلم ونتنياهو يريد إفشال الصفقة
- فيديو من دمشق.. أنفاق تربط قصر الرئاسة بمقر الحرس الجمهوري
- قاتلا بغزة ولبنان.. جنديان إسرائيليان بين مصابي نيو أورليانز ...
- وسائل إعلام حوثية: غارات أميركية بريطانية على صعدة
- -أبو رقية-.. قيادي داعشي في قبضة جيش مالي
- ألمانيا تحدد مصير مليون سوري.. من سيبقى ومن سيرحل؟
- الإعلان عن حالة تأهب للغارات الجوية في مقاطعتين أوكرانيتين
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 91 مقذوفا في غضون 24 ساعة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى آني - كردي بلا إنتماء