أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - سر تراكض العرب نحو سوريا














المزيد.....


سر تراكض العرب نحو سوريا


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عدا بعض الفضائيات المحسوبة على الطائفيين والاخوان و بعض الفضائيات اللبنانية , فان الدول العربية استقبلت التغيير في سوريا بحذر وانتظار . الا ان هذا الانتظار لم يدم طويلا , فبعد عشرة أيام من سقوط نظام بشار , بدء التقارب العربي يعود تدريجيا , فبدء بالأردن ثم دول الخليج العربية والعراق ومصر والبحرين وأخيرا السعودية . و للأنصاف فان " المحررين " دخلوا المدن السورية بدون خروقات و إراقة دماء غزيرة كما عودتنا الحركات الإسلامية المسلحة وبضمنها هيئة تحرير الشام معروفة بالدموية .
ولكن من عرف السبب بطل العجب. الاخبار كشفت ان الهيئة كانت تتحرك بموجب تعليمات مشددة من الدول الراعية لها وهي تركيا , الولايات المتحدة , قطر , وإسرائيل. هذه الدول عرفت ان تشكيل الشرق الأوسط الجديد لا يمر الا عن طريق اسقاط نظام الأسد , وان يكون هذا التغيير غير دموي , وليكون مقبولا من شريحة كبيرة من الشعب السوري و دول المنطقة . وتم ما خطط له . لم تسجل على " الثوار" انتهاكات لحقوق الانسان او القتل الانتقامي كما جرت في العراق او في أفغانستان او في الجزائر او في الصومال على يد المجاميع المسلحة الإسلامية.
الاعلام الدولي ما زال ينقل اخبار تثبيت السلطة وتسقيط نظام الأسد ويطمئن الأقليات السورية بالسلام والتعايش السلمي والحياة الكريمة , على الرغم من ظهور تقارير إخبارية محلية بخروقات وقتل وترهيب للأقليات بحجة تبعيتهم للنظام الساقط او بحجة المقاومة وعدم تزع السلاح , وحتى ظهور فيديوهات من على اليوتيوب مثل خطب دينية , واغاني سياسية , واخبار مجتمعية تخدش الوجدان و تحط من كرامة الأقليات ولاسيما المرأة العلوية , وهي شيمة من شيم النذالة والخسة و الدونية .
على كل حال , اتفق الغرب على دعم النظام الجديد لان هذا النظام يضمن حماية الحدود الإسرائيلية و ينهي الصراع العربي الإسرائيلي بعد خروج حزب الله من المعادلة . لقد تحقق حلم إسرائيل بظهور شرق أوسط جديد وأصبحت إسرائيل الدولة التي لا تقهر في المنطقة . وبالاعتراف السوري لها , يصبح اعتراف بقية الدول العربية بها قضية وقت . و باعتراف سوريا بالكيان الصهيوني تكون الولايات المتحدة أيضا قد أكملت سيطرتها على جميع اقفال المنطقة . وطالما وان بلدان المنطقة هو ما بين مستلم مساعدات مالية وعسكرية سنويا , وبين محمية أمريكية و بين تواجد قوات أمريكية على أراضيها , فان رفض أي قرار امريكي من أي دولة في المنطقة سيجابه اما بقطع المساعدات او رفض حماية النظام, وفي كلا الحالتين يقلق قادة المنطقة ويفقد من اعينهم النوم .
لنأخذ العراق مثالا , على الرغم من ان الحكومة العراقية حكومة منتخبة مباشرة من قبل الشعب العراقي ويشارك فيها جميع مكونات الشعب العراقي, وان الدولة لا تحتاج مساعدات مالية , حيث ان ثروة النفط يكفيها , الا ان هذه الحكومة ليس لها القدرة على رفض القرارات الامريكية , وذلك ان أمريكا لديها قواعد عسكرية في غرب العراق وفي إقليم كردستان , المعارضة العراقية تتمتع بدعم امريكي كبير, و ظهور جيش كبير من " الخبراء" الذين يظهرون على الشاشات الفضائية العربية وعلى اليوتيوب كل يوم وهم ينشرون الرعب والخوف في قلوب العراقيين في كل مناسبة من غضب أمريكا وإسرائيل . ولو تحدثت مع أي تاجر في بغداد او المحافظات العراقية الأخرى خلال التغيير في سوريا , سوف يخبروك ب " موت السوق" , ولو سالت عن السبب لأجابوك بان " الناس خائفة" , لا تعرف ماذا سيحدث لهم غدا.
اعرف جيدا , ان عبقرية السياسي العراقي سوف لن تسمح للبلد ان ينزلق في حرب سياسية او عسكرية مع أمريكا او مع أي دولة من المحور الأمريكي , ولكن هذا حال العرب في منطقة الشرق الأوسط بعد سقوط بشار. كل دولة تريد حماية نفسها من الغضب الأمريكي ومستعدة عدم معارضة قراراتها او حتى مناقشتها , والا قوانين العقوبات جاهزة ضدهم .
ولهذا السبب , حال فهم قادة دول المنطقة ان " المحررون " مدعومون من أمريكا وان النظام الجديد محميا من أمريكا تراكض العرب لدمشق لتقديم التهاني والتبريكات للقادة الجدد والسماع لما يريدون.
بالحقيقة ان تبادل الزيارات بين الدول العربية و القادة الجدد في سورية يعد اعتراف العرب بالأمر الواقع ويجب التعايش معهم مع فرض بعض الشروط عليهم . على سبيل المثال , فان زيارة رئيس جهاز المخابرات العراقية لدمشق و لقائه بأحمد الشرع , ما هي الا زيارة لإعادة ترميم العلاقات بين البلدين بعد ان كان العراق يدعم حكومة بشار الأسد ضد المعارضة , والذين لهم سجلات إجرامية ضخمة في العراق. في هذه الزيارة وعد الشرع الزائر العراقي بحماية المراقد الشيعية و عدم السماح للإرهابين العبور الى العراق , مقابل عدم تدخل العراق في الشأن السوري.
حتى الدول التي اقلقها التغيير كثيرا , مصر والسعودية , على ما يبدوا قد وصلتهما تطمينات من تركيا بعدم التخوف من التغيير, وان التغيير قد يجري لصالحهما , هذه التطمينات هي التي أدت بوزير الخارجية المصرية بإعلان محدداته الأربعة تجاه سورية وهي احترام السيادة السورية , وحدة وتكامل أراضيها , حماية المؤسسات الوطنية , وبدء عملية سياسية شاملة . وهي محددات لم تتحدث عن نوع المخاوف المصرية الحقيقية من النظام السوري الجديد . اما بخصوص السعودية , فقد حمل وزير الخارجية السورية حقيبته ومعه وزير الدفاع والمخابرات لها , لإعطائها الضمانات بانها ليست العدو , وانما العدو هو ايران ويجب التعاون فيما بينهما لأقصاء ايران من المنطقة و التي سرعان ما دعمته الجامعة العربية بعد ان صرح وزير الخارجية الإيراني الذي قال فيه " من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سوريا عليهم التريث في الحكم فالتطورات المستقبلية كثيرة".
انتهى العداء العربي – الصهيوني , ولابد للعرب اشغال شعوبهم بعدو جديد , فاختاروا هذه المرة ايران , واذا انتهت شغلة ايران فسيذهبون الى دولة جزر القمر . لابد من عدو لهم حتى يسكتوا افاه الجياع والمعارضة عندهم .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء العاشر


المزيد.....




- الإعلان عن حالة تأهب للغارات الجوية في مقاطعتين أوكرانيتين
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 91 مقذوفا في غضون 24 ساعة ...
- إعلام يمني: العدوان الأمريكي البريطاني يشن 3 غارات شرق مدين ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرتين أوكرانيتين في مقاطعة ...
- تراكمات جليدية وبرد قارس.. الأرصاد الجوية الأمريكية تحذر من ...
- هل من فيروسات جديدة تنتشر في مصر؟ مستشار السيسي للشؤون الصحي ...
- بالصور.. أنفاق ودهاليز وتحصينات تحت القصر الرئاسي بدمشق
- تهجير 3 عائلات بمحافظة نابلس وقوات الاحتلال تصيب فتى وتعتقل ...
- ماذا نعرف عن زلزال وبركان إثيوبيا حتى الآن؟
- بكين تصف الولايات المتحدة بأنها المبادرة بالهجمات السيبرانية ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - سر تراكض العرب نحو سوريا