فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 22:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بوح خاص وعام :-
مازلت قادرة على التعبير،لم يدخل الخوف قلبي ولم يستطع احتلال نقطة في تفكيري ربما لكوني عشت عقودا أربعة بعيدة عن عسف الطغيان الأسدي وقمعه،وربما كوني منذ طفولتي ممن تمردن على السائد المكمم للأفواه والمقيد لحرية المرأة...كان لوالدي بعض الفضل في هذا... أما ماتبقى فهو تعب ذاتي حصرا،حتى على المستوى الأسري والمجتمعي لم أدخر جهدا في نقد القوانين الجائرة ولا العادات المقيتة التي تجعل من المرأة بحيرة الضعف ومساحة التنفيس عن القهر السياسي والعام،فيلقي كل مقهور بأحجاره في هذه البحيرة النسوية عله يفجر غضبا لايستطيع الصراخ به في وجه سلطة الطغيان،كان الكتاب رفيقي الأول ومعيني في كسر التابوهات والخروج من شرنقات المجتمع وقانون الأحوال الشخصية الذي أعتبره القيد الأكبر في حياة المرأة السورية،وأطمح اليوم شأني شأن الكثير من النساء السوريات بتغيير هذه القوانين وتمكين المرأة من إظهار مقدرتها وتحررها من قانون يحرمها من إنسانيتها وممارسة دورها وإسهامها الفاعل في حياة المجتمع السوري وتطوره، قدمت بما هو شخصي كي انتقل للسبب الجوهر فيما أبغيه هنا...فحين أوجه نقدي واعتراضي على بعض التصرفات أو القرارات، سواء أكانت فردية أم بإرادة فوقية من القيادة العليا لحكومة تصريف الأعمال في سوريتنا اليوم ،فلا يعني هذا إلا بناء على حرصي أن يصل مركب الثورة إلى بر السلامة والأمان،وإلى تشكيل صورة وخارطة سورية، التي انتظرناها وحلمنا بها طيلة ماينوف عن ستة عقود ،أن نمارس حريتنا في النقد والتصويب قبل أن يفلت العيار وزمام الأمر من أيد لاتملك الخبرة الكافية في إدارة الحكم ولا التنوع الأيديولوجي والتخصصي المطلوب ،فإدارة دولة تختلف جذريا عن إدارة محافظة مغلقة أمام الألوان السورية الأخرى المكونة للمجتمع السوري،وباعتقادي أن النقد من أجل البناء والتصويب هو الضرورة والعلامة المبشرة بخير تفاعل المواطن وممارسته لحريته في اتخاذ قرارات مصيرية تمس حياته ومستقبل أبنائه، وأن أي خطأ ترتكبه الإدارة الجديدة ولا نشير إليه ونحاول أن نعترض عليه سيأتي بنتائج عكسية لاتصب في صالح الحكومة الجديدة بل تؤلب الشارع عليها...
أردت من هذا البوح الصريح أن أوضح وجهة نظري كمواطنة سورية لاتريد لوطنها أن يفشل في مداميك البناء الأولى ودعاماته الأساسية في النهوض بوطن يتلمس طريقه الجديدة ويحتاج لأبنائنا الخلص والصادقين ،كما يحتاج للإختصاصيين ولكل مكوناته وتلويناته السياسية دون إقصاء ليقف على أرضية صلبه بهمة وسواعد كل أبنائه.
نريد أن تكون سورية وطنا حرا ديمقراطيا...عادلا لكل مكوناته.
فلورنس غزلان -باريس
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟