عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 16:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
دهس أناس يحتفلون بوداع عام واستقبال عام جديد مرفوض بكل المقاييس، ومدان سواء كان في أورليانز الأميركية أو في ألمانيا، أو في أي مكان على وجه الأرض، وحتى في كوكب زُحل. ومرفوض أيضًا، بل ومستهجن ومُدان توظيف ديانة مرتكبي الفعل الإجرامي لإلصاق تهمة الإرهاب والتوحش بأناس دون غيرهم!
تتغاضى أميركا، كما نسمع سياسييها ونشطائها، ونتابع في وسائل إعلامها، عن قتل حوالي 200 ألف عربي فلسطيني في غزة(10% من سكان القطاع) في أبشع حرب إبادة عرفها القرن الحادي والعشرين بأسلحة أميركية، وبمشاركة أميركية، وبغطاء سياسي أميركي على رؤوس الأشهاد. وتتحاشى تسميتها بإسمها الحقيقي، وتبررها أيضًا بالأزعومة الشيطانية الباطلة، "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها".
وقد لحظنا كيف سارعت أميركا إعلامًا وجهات أمنية إلى التركيز على علم "داعش" الذي قِيل إنهم عثروا عليه داخل سيارة مرتكب عملية الدهس في أورليانز، مع أنهم لم يقدموا دليلًا يؤكد ذلك، بالإضافة إلى عبوة ناسفة وقنبلتين. مثل هذه الحوادث تتكرر كثيرًا في أميركا، التي يُدرج العنف في الأسس المكونة لثقافتها، حيث قامت أصلًا على جماجم ملايين الهنود الحمر، أهل البلاد الأصليين. وقد صرح ترامب نفسه تعليقًا على حادث الدهس قائلًا بالحرف:"العنف في أميركا بلغ مستويات غير مسبوقة".
ولا أحد يجادل أو يماري بأن أميركا أكثر دولة في التاريخ لجأت في سياساتها الخارجية أيضًا إلى ممارسة العنف وما تزال، وأي عنف؟!!! إنه إبادة بالجملة بأحدث الأسلحة، وأكثرها فتكًا. أليس هذا ما فعلته بقصف اليابان بقنبلتين نوويتين، وفعلت أكثر منه بشاعة في فيتنام والعراق وغيرهما؟!!!
عندما يكون مقترف جريمة قتل في أميركا من أصول غير عربية أو اسلامية، لا نسمع معزوفات من نوع "عُثر في سيارته على علم منظمة كو كلوكس كلان" مثلًا.
إنه انحياز أميركا المعهود وإعلامها للباطل، وما ذكرنا إن هو إلا أحد ضروبه.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟