|
هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ ملحق ب
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 16:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ـ المقتضيات العملية للانقلاب الاعظم. من اخطر اشكالات الانتقالية من الجسدية الى العقلية، كون الوعي حاضر فيها على عكس كل اشكال التحولات الماضية التي عرفها الكائن الحي من قبل، سواء خلال مراحل الانتقالات الحيوانيه من الخلية الاولى الى العضايا واللبونات وصولا للوثبة العقلية، او بعدها ابان الانتقال من الصيد واللقاط الى ( التجمع + انتاج الغذاء)، حين كان الانتقال يحصل بمعزل عن حضور الوعي به من قبل الكائن المتحول، في حين صار الادراك وعيا عنصرا اساسيا من عناصر العملية التحولية الراهنه، علما بان الواقع لهذه الجهة هو انتقال بين عالمين مختلفين كليا، حتى على المستوى العضوي العقلي، بين حالة واشتراطات عقل"انسايواني" وآخر "انساني". وكما هي عادة الطبيعة ونوع حضورها التحولي على مر وجود وصيرورة الكائن الحي، فانها تحضر اليوم ايضا موفرة الاسباب اللازمة الضرورية للانتقالية الكبرى، وهنا لابد من التوقف عند ناحية بعينها وان تكن قد ظلت بلا ادراك مناسب لها نوعا وطبيعة ودورا منتظرا حتى الساعه، الامر الذي يواكب تاريخيا اول وبداية تبلور الظاهرة المجتمعية حين تشكلت بناء لاشتراطات البيئة النهرينيه، نمطية "اللاارضوية" السومرية لتظل قائمه وحاضرة غير منظورة، خارج الادراك، وبلا كشف للنقاب عن كينونتها في ارضها وعلى مستوى المعمورة التي تظل محكومة للقصورية العقلية المستمرة الى اليوم. ولايشمل القصور المنوه عنه بالطبع وبناء عليه الجانب المجتمعي لوحده، فمع بقائه خارج الطاقة الاعقالية، يسري على الادراكية البشرية للوجود وللمكنات الحيوية ومنها بالطبع علاقة الكائن البشري بالكون، وبحقيقته التحولية الغالبة على وجوده بالصيغة الارضوية الاولية الانتقالية، قبل اكتمال الرؤية العقلية وتوافقها مع المدى الابعد لاشتراطات الارضوية، فاذا اقترب العقل من نطاق او حواف الانتقالية اللاارضوية، فان مايكون على وشك الحلول وقتها هو عالم آخر مع نوع اعقالية ومفهومية اخرى هي بالاحرى انتقال الى البدئية الثانيه، بعد تلك الاولى الارضوية، المقتصرة على حكم الجسدية وحدودها وماتتيحه من ممكنات، مايعني ان العالم يتحول وقتها من المنظور الجسدي الى العقلي، وتصير الحياة والوجود اجمالا مرهونه للفعالية العقلية الابعد، والمختلفة كليا عن النطاق الجسدي الارضوي. يعني ذلك ان الحضور العقلي لاياتي اليوم لكي يحسن الاشتراطات او يوفر المزيد من الاسباب للكينونه الجسدية المعاشة، بقدر ما يلغيها مغادرا ومنتقلا الى نوع اخر مختلف من العلاقة بالوجود وبالاكوان لتفتتح ساعتها بداية التفاعلية الكونيه متحولة الى محور حياتي وفعالية، بما يسقط من الاعتبار كليا مفاهيم من نوع "قيادة العالم" كما هي متعارف عليها، وعلى اشتراطاتها ارضويا تحت وطاة الممكن والضروري ديمومة، ماقد رهن العقل ابان البدئية الاولى والى اليوم، ضمن مقتضيات الانتاجيوية والتجمعية المكانيه والكيانيه الى اعلى اشكالها و " علومها" المرتهنه للجسدوية والكيانية الوطنيه، بما يلحق كل نشاطات العقل الى الحاجة والضرورة الارضوية، من مقتضيات تلبية الحاجات ومايواكبها ويتفق معها من مختلف جوانب الاهتمام والانتاجية، ولوازم تامينها بالقوة وضمن احكام "الجماعة" وتمايزاتها ومايتصل بانقضاءاتها، والمخاطر التي تعين حدودها العمرية، بما في ذلك الطب الارضوي باعتباره "علما" وانتاجا اساسيا، عدا وسائل الدمار المتبادل وسبل تحسين اشتراطات الممكن الجسدي بالالة، وماعرف من الاكتشافات المتاخرة وحصيلتها الارضوية الالية. اذا جرى اليوم التركيز على" العقل" باعتباره المحور الوجودي المطلوب الانتقال الى عالمه وحضوره وجوديا بديلا للحاجة والجسدية، فان اللازم وقتها لابد ان يكون متعديا للجسدية الحاجاتيه، الامر الذي ننتظره في نهاية واخر تحورات الالة، وصولا الى " التكنولوجيا العقلية العليا" حين لاتكون وسيلة الانتاج ساعتها متلائمه مع الجسدية، فتنفصل عنها، بينما لاينفتح اولا وفجاة الباب نحو "العقلية"، يصفتها حياة ووجود و ليس كوسيلة مستخدمه لتسيير الوجودية الجسدية، حين تننهي الحاجاتيه وتتعطل، بعد ايقاف الفعالية الجسدية العمري وسطوتها الانتهائية المفروضة على العقل من خارج طبيعته: "الموت الجسدي"، الباقي مفروضا على العقل،وهو مايمثل اولى الخطوات والمهمات الواجب التركيز عليها تكنولوجيا عقليا، عن طريق جهد ترقية الطاقات العقلية، لحد تحريرها من وطاة الجسدية بما هي " ممكن وحيد" كما كانت قائمة حتى اليوم، مع كل مامفترض الانتقال اليه من نبذ اجمالي مناحي الجسدوية الكيانيه منها و "الوطنيه"، مع التمايزية الارضوية المادية والسلطوية، وفي المقدمه عبادة الجسدوية وقبولها كقاعدة للحدود والممكنات. يتوافق مع انقلاب وسيلة الانتاج من "الارضوية" الى "العقلية"(1)، الانقلاب المقابل بين عالمين ارضوي، ولاارضوي، حتمي، عالمان لاعلاقة بينهما ولا تشابه بأي حد او درجه، مع انهما وليدا اتحاد كياني (جسدو/ عقلي) طبيعي، ظل يجمعهما كممكن حيوي معاش لمليارات السنين، حيوانيا ومن ثم بشريا، لينتهيا الى انفصال نوعي بين "عقل ارضوي"، و"عقل كوني" مختلفان تماما نوعا وحدود ادراكية فائقة لنطاق الوثبة العقلية الانطلاق الابتدائية، تلك التي قد يخطر لها بالمراقبة المتاخرة، وجود عالم اخر، واحتمال موجودات حيه خارج الكوكب الارضي، جرى الاتصال ببعضها، او انها جاءت الى الارض كمثل "الانوناكي" في ارض مابين النهرين، مع الاعتقاد بان الكائن الارضوي الحالي لاينقصه شيء حتى يكون مؤهلا للتفاعل مع مخلوقات الكواكب الاخرى، حتى وان يكن ماينقصه اساسي وهائل من حيث الفارق الادركي، وانه لاصلة ممكنه بالكون ناهيك عن التفاعليه، مع اختلافه النوعي، بدون "عقل كوني"، هو مآل ومنتهى الاعقال والادراكية بعد محطتها الاولى البدائية الراهنه ،والباقية مستمرة الى الان محكومة لاشتراطات الحاجة الجسدية وممكنات الكوكب الارضي. ليست "القيادة" عموما، و "قيادة " العالم على وجه الخصوص واحده مفهوما اذا مااعتمدنا قاعدة التفارق الانتقالي بين العالمين، ففي الانتقالية العقلية ليست القيادة قوة ولا اسلحه من اي نوع كان بما فيها تلك الافنائية النووية المعيبة، ولاهي نتيجه فعل الدول المستقلة عن غير ها، والساعية للتسيّد على ابناء جنسها باحط الوسائل كما هي سارية ومستمرة الان كمتبقيات تذهب لحد افناء الاخر، تامينا لافضل اشكال ضمان الحاجاتيه محور التصرف والموقف، والقرارات وخلفيتها المحركة. ومع تبدل الغرض والمستهدف، فان مفاهيم الوجود كلها تنقلب راسا على عقب بما لايمكن ادراكه ومقاربته بحسب الاعقالية الارضوية الراسخه، و "قيادة العالم" اليوم، اول معانيها " نفي القيادة" وان وجد للمتغير مركز وموضع لانطلاق شرارة الانتقال الاعظم. يتبع: ملحق ج/ المهام الرئيسيه وموضع الانطلاق؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ للتقريب: (1) https://www.youtube.com/watch?v=QmaBbpNBy3k
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ملحق أ
-
هل يعود الشرق الاوسط ل -قيادة- العالم/ 2
-
هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/1
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الافله/ ملحق ج
-
- اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ ملحق ب
-
-اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ملحق أ
-
خطوة فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-/ملحق
-
خطوة فاصله قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-(2/2)
-
خطوه فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ ترامبيه-*(1/2)
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/ 4
-
- اللاارضويه- بديل الماركسية الافله/3
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/2
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله /1
-
الوطن كونيه العراقية حين تظهر/ملحق
-
-الوطن كونية العراقية-حين تظهر/ 5
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر/4
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/3
-
-الوطن كونيه العراقية- حين تظهر/2
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر؟/1
-
الهوية الشرق متوسطية الابراهيمه والعصر/4
المزيد.....
-
بلجيكا: غطسة العام الجديد تجذب آلاف المغامرين رغم برودة بحر
...
-
مستشار النمسا يعتزم الاستقالة بعد فشل تشكيل الحكومة
-
إعلام: رئيسة الوزراء الإيطالية ستلتقي ترامب في فلوريدا
-
برلماني ألماني: شولتس قد يزور موسكو قبل 23 فبراير
-
ترامب: بايدن والقضاة والمدّعون فاسدون
-
إسرائيل تؤكد استئناف المفاوضات ونتنياهو يتصل بعائلة مجندة أس
...
-
الديوان الملكي السعودي ينعي الأميرة منى رياض الصلح.. وهذا ما
...
-
الهلال وكوكب الزهرة يثيران دهشة الفلكيين
-
الأمن الفيدرالي الروسي يحبط هجومًا -إرهابيًا- في يكاترينبورغ
...
-
أزمات العمالة تدفع اليابان إلى الابتكار: موظفون عن بُعد يخدم
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|