أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حمادى - وصية وحيد حامد للمصريين -1-















المزيد.....


وصية وحيد حامد للمصريين -1-


محمد حمادى
كاتب رأى حر مصرى


الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 16:18
المحور: الادب والفن
    


تحل علينا ذكرى رحيل الكاتب الكبير وحيد حامد، من أشهر رواد كتاب السيناريو في مصر والعالم العربى،، إذ رحل عن عالمنا في الثانى من يناير عام 2021، عن عمر يناهز الـ 76 عاما ، وُلد في 1 يوليو عام 1944 بقرية بني قريش مركز منيا القمح محافظة الشرقيّة ، وحاصل على ليسانس آداب قسم اجتماع عام 1965 . بدأ في كتابة الأعمال الدرامية منذُ أواخر الستينات ، ولكن بداية تحققه جاءت من خلال مسلسل أحلام الفتى الطائر عام 78 مع النجم عادل إمام ، وحقق المسلسل نجاحاً كبيراً دفع بالزعيم لأن يعتمد عليه سينمائياً ليكوّنا شراكة سينمائية طويلة الأمد بدأت بفيلم "انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط" و"الإنسان يعيش مرة واحدة" عام 81 ، واستمرت في الغول والهلفوت خلال الثمانينيات . وخلال الثمانينيات أيضاً كتب للمخرج الكبيرعاطف الطيب أفلام التخشيبة والبرئ والدنيا على جناح يمامة. وببداية التسعينات ارتبط بشراكة مع المخرج شريف عرفة والنجم عادل إمام نتج عنها خمسة من أهم أفلامهم : اللعب مع الكبار (1991) ، المنسي (1993) ، الإرهاب والكباب (1994) ، طيور الظلام (1995) ، النوم في العسل (1996) وكتب عام 2006 فيلم "عمارة يعقوبيان" عن رواية الدكتور علاء الأسواني ، وشارك في بطولته نخبة كبيرة من نجوم السينما في مقدمتهم عادل إمام ونور الشريف ، وقدم من خلاله ابنه مروان حامد كمخرج ﻷولِ مرة . وكان من أعماله السينمائية "احكي يا شهرزاد" مع المخرج الكبير يسري نصر الله ، وآخر أعماله التلفزيونية مسلسل الجماعة 2 الذي عرض في رمضان 2017. عُرف بموقفه الرافض للأصولية الدينية ، ويعتبر واحد من أهم المعارضين لجماعة الإخوان . تزوج من زينب سويدان رئيسة التلفزيون المصري، ولديه منها ابن وحيد هو مروان.
طال الحديث عن قضية "الإرهاب"، ولعل الكاتب وحيد حامد أكثر من عبر عنها وتحدث فيها سواء على مستوى أعماله أو في مقالاته أو حواراته التليفزيونية، ولكن متى ينتهي الإرهاب، فالتاريخ على مستوى العالم حتى اللحظة التي نكتب فيها هذه السطور يؤكد أنها قضية شائكة ستظل لسنوات قادمة.
يعرفنا الكاتب عن نفسه ويقول أنا ابن فلاح..!!
وبالضرورة والحتمية أن تكون نشأتى فى قرية مصرية فقيرة وبائسة مثل أهلها.. ورغم ذلك كانت أحلى سنوات العمر، حيث الرضا بالستر والقناعة بالرزق والإيمان بالله والرسول.. أيضاً حالة السلام السائدة بين الأهالى، جميعاً شركاء فى الحزن والفرح ولا مجال إطلاقاً لشجار أو عداء إلا فى حالتين، الحالة الأولى هى المساس بالشرف.. والحالة الثانية هى قطع الماء عن أرض تُروى.. والفلاح الأصيل يتعامل مع زراعته وبقرته وجاموسته نفس معاملة الأبناء تماماً.. وعندما يعتدى فلاح على حق فلاح آخر فى الرى ويقطع عنه الماء يبدأ الشجار الذى يتطور بالتدريج حتى تستعمل فيه أدوات الزراعة من فؤوس وشراشر وتسيل الدماء.. إلا الماء..!! إلا موت الزرع الأخضر!! وأذكر فيما أذكر من ذكريات سنوات الصبا أنه حدث وغاب الماء طويلاً عن ترعة قريتنا حتى إنها جفت وتشقق قاعها.. وتهاوت أعواد الزرع من شدة العطش. ورأيت أحد الفلاحين مع كامل أسرته، صغيرها وكبيرها، وهم يحملون الماء فى أباريق سوداء من الفخار ويسقون أعواد الذرة كل عود بعد الآخر.. حدث هذا فى أيام كان النيل يجرى فى حرية وسلاسة دون سدود أو حواجز مائية.
الآن.. تداهمنى الكوابيس كما تداهم غيرى كلما أتى ذكر سد النهضة الإثيوبى الذى يتم العمل فيه بقدرات هائلة.. وأى صاحب عقل «فى حالة استعماله» يدرك أن هذا السد سيقع ضرره الأكبر على مصر، وأن حصتنا فى ماء النهر لن تكون كما كانت عليه.. ومنذ أن تأكدت من ذلك والكوابيس تطاردنى ليس فى ساعات النوم فقط بل فى ساعات اليقظة أيضاً.. أرى النيل بلا ماء يكفى رى عطش أرضنا أو عطش حلوقنا، أراه مجرى مائياً فقيراً وهزيلاً يتسول قطرات الماء المتسربة من سد النهضة.. أراه غير قادر على حمل المراكب الشراعية التى كانت تنساب فوق مياهه فى بهاء وبهجة.. أرى الكثير من الأراضى الزراعية وقد دمرها العطش وبالتالى قلّت المحاصيل وندرت الخضروات وأصبحنا فى قتال مع بعضنا البعض.. وسيكون صرف الماء بالقطارة مع اختفاء السواقى.. وأحياناً أقول يائساً إن هذا السد هو عقاب لنا من المولى عز وجل لأننا لم نعمل بنصيحة الفرعون القديم الذى أوصانا بالحفاظ على النهر.. وتعاملنا مع النهر منذ سنوات وسنوات وحتى الآن بإهمال جسيم واستهتار هائل واعتدينا على حُرمته وقدسية مياهه.. صرفنا فيه مياه المجارى ومخلفات المصانع فتم قتل الحياة المائية بداخله.. جعلناه مقراً ومستقراً للمطاعم العائمة تعوق جريانه وتفرغ قاذوراتها فيه.. ردمنا مجرى النهر وبنينا الفيلات والفنادق بالرشوة والنفوذ وأيضاً الخيانة للنهر العظيم.

أتصور الحال البائس للأجيال القادمة وهى تعانى الجفاف، فتنتابنى رعشة أقوى وأشد من رعشة الحُمّى.. وأضرب رأسى فى الحائط من موقف حكوماتنا المتعاقبة المتخاذل والمخزى فى مواجهة هذه القضية الحياتية بالنسبة لنا.. إثيوبيا تُعربد فى جرأة تُحسد عليها أثناء ما يطلق عليه «المفاوضات» ونحن نفاوض فى انكسار وكأن على رأسنا بطحة.. بينما الدولة صاحبة السد تتفاوض وكأنها صاحبة النهر.. وهى تحاكى المنهج الصهيونى فى التفاوض والمراوغة والمماطلة واختلاق الأعذار.. بينما بناء السد قائم ومستمر.. والسؤال المشروع هو: لماذا لا يتوقف بناء السد هذا لمدة ستة شهور فقط حتى يتم اتفاق كل الأطراف على شروط ملزمة لكل الأطراف ويرضى بها الجميع..؟ ولكن موقف المفاوض المصرى المتخاذل يصيبنا بالإحباط واليأس.. السيد «المغازى»، وزير الرى المصرى، يتولى حقن الشعب المصرى بالمسكنات التى هى تصريحات مطمئنة ليس إلا وسرعان ما يتم تكذيبها من المسؤولين الصغار فى دولة السد.. نحن نعلم حرص السيد المغازى على إطلاق هذه التصريحات.. لأنه شخص تليفزيونى يحرص على وجوده على الساحة الإعلامية ظناً منه أن هذا التواجد سوف يوهم الناس بأنه غير مُقصّر.. والحقيقة أن وفد التفاوض المصرى.. مقصر ومتهاون وفاشل وأكثر من ذلك أعتقد أنه غير مدرك لخطورة السد.. وليست لديه الكفاءة العلمية والقانونية اللازمة لمثل هذه المفاوضات الصعبة.. القضايا الكبيرة تحتاج إلى مفاوضين كبار لا موظفين كبار.. وتذكروا من كان يدافع عن حق مصر فى طابا.. وستدركون كم صغرنا..!!
ليست الكارثة فى جفاف النهر فقط..

ولكن الكارثة فى الزيادة السكانية غير محسوبة المخاطر.. الشعب المصرى يتكاثر بصورة نشطة وسريعة وكأنه يتباهى بكثرة الإنجاب حتى ضاقت مصر على أهلها فعلاً ومنذ سنوات عديدة، وظهرت كل سلبيات الكثرة السكانية فى غير الظروف الحياتية الملائمة، حيث تقلصت مساحة الأرض الزراعية بعد الاعتداء الجائر عليها بالبناء العشوائى القبيح وعجز مشروعات التنمية غير الجادة والهشة عن إيجاد فرص العمل المناسبة لهذا الشباب الذى تفرضه الكثرة السكانية غير الواعية مع فساد التنظيم التعليمى منذ عهود وحتى الآن.. وهنا فرض الزحام قوانينه التى تجعل الرحيل عن الوطن أمراً لا مفر منه وعرفنا ما يسمى بالعمالة المصرية، عمال وفلاحين وحرفيين ومعلمين ومهندسين وتجاريين وغيرهم، ومع كثرة العرض قَلّ الطلب وانخفض الأجر وصارت الحياة فى الغربة صعبة وخشنة، والأكثر ألماً هو المعاملة غير الإنسانية التى تلاحقهم فى عملهم وحتى فى محال سكنهم.. يعاملون على أنهم من مستوى أقل وأدنى، وأكثرهم، رغم حصوله على مؤهلات علمية راقية وصاحب كفاءة إلا أنه أمام الحاجة إلى العمل يجد نفسه مجبراً ومضطراً فى أعمال متدنية.. وفى أيامنا هذه تتوالى علينا أخبار غرق سفن الهجرة غير الشرعية المتهالكة حاصدة مئات الأرواح.. ولا أحد يريد التراجع.. إصرار عجيب على الرحيل فى تحدٍّ عنيد للموت.. أيضاً الموت فى دروب الصحراء كل هذا لأن الوطن ضاق على أهله، وعجز المسؤولون عنه عجزاً تاماً عن المواجهة، إما بالحلول العلمية أو القوانين الملزمة أو التوعية الناجعة.. كانت التوعية من نوعية أغنية «حسنين ومحمدين» دون توضيح المخاطر الفعلية لكثرة التناسل، وعدد من رجال الدين شجعوا على كثرة الإنجاب استناداً إلى الحديث الشريف «تناكحوا تناسلوا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة» وهو حديث صحيح، ولكن شأنه شأن بعض الآيات القرآنية كانت لزمانها ومكانها ومناسبتها، فالقبائل العربية التى نشأ بينها الرسول الكريم فى ذلك الزمان كانت قليلة العدد فى أرض ممتدة وواسعة.. ونبى يحمل رسالة يريد نشرها ويعلم أنه سيحارب من أجلها هو ومن هم بعده، ومن هنا تظهر أهمية وعبقرية هذا الحديث النبوى.. وهذا ما تفعله دول أوروبا الآن، حيث تدعو شعوبها إلى التكاثر لأن معدلات النمو السكانى ضعيفة، وثبات المعدل السكانى ناتج عن الهجرة.. عكس الأحوال عندنا تماماً.. نحن على أرض لا تسع سكانها.. وهم على أرض واسعة جداً على سكانها.
وللحديث بقية ....
ملحوظة المقال مأخوذ من بعض مقالات الكاتب الكبير وحيد حامد



#محمد_حمادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية شفيقة ومتولى برؤية صلاح جاهين
- أيام طه حسين من الظلام إلى النور
- نصر أكتوبر العظيم بين الماضى والحاضر
- ملامح الشخصية الصعيدية فى أدب نجيب محفوظ
- اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر العظيم
- كاهنة فرعونية من أصول بريطانية عاشت فى الصعيد !
- 25 يناير 2011
- وعى المصريين ضد مؤامرات الفتنة والتخريب عبر التاريخ
- المولد .. جزء من الهوية الثقافية والفنية المصرية
- نصر أكتوبر المجيد .. ودموع الهزيمة فى عيون وقحة
- الموسيقار بليغ حمدى من الصعيد إلى العالمية
- أزمة سد النهضة .. كيف ومتى ستنتهى ؟
- ثورتا 23 يوليو و30 يونيو .. والجمهورية الجديدة
- ذكرى ثورة 30 من يونيو المجيدة .. ثورة شعب .. ومستقبل وطن
- لماذا لم تعد مصر الإحتفال بذكرى عيد الجلاء ؟!
- مبادرات تيسير تكاليف الزواج
- مجىء العائلة المقدسة إلى مصر قبلة للمسيحيين فى العالم
- الحوار الوطنى وبناء الجمهورية الجديدة
- جمهورية المستريحين !
- الإرهاب يرد على التنمية ومسلسل -الاختيار- فى سيناء


المزيد.....




- ترجمة مُضللة لتصريحات وزير دفاع أمريكا عن ضربات ضد الحشد الش ...
- -لا أرض أخرى-.. البدو الفلسطينيون يجبرون على الرحيل تحت غطاء ...
- قائد الثورة..ضرورة زيادة النتاجات العلمية والفنية عن هؤلاء ا ...
- الأردن يعلن إرسال وفود لدراسة الحالة الفنية والأمنية لإعادة ...
- ألبر كامو: قصة كاتب عاش غريباً ورحل في ظروف غامضة
- كتاب الفوضى.. قصة صعود وهبوط شركة الهند الشرقية
- ترامب يعتبر جلسة تحديد عقوبته بقضية الممثلة الإباحية -تمثيلي ...
- -زنوبيا- تُحذف من المناهج السورية.. فهل كانت مجرد شخصية خيال ...
- عمرها 166 مليون سنة.. اكتشاف آثار أقدام ديناصورات في أوكسفور ...
- الفنان عبد الحكيم قطيفان ينفي تعيينه نقيبا للفنانين في سوريا ...


المزيد.....

- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حمادى - وصية وحيد حامد للمصريين -1-