تبدد أسطورة -إيران تصبح سوريا-

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مر أسبوعان منذ انتصار الثورة السورية والإطاحة بدكتاتورية بشار الأسد. وتقدم وكالات الأنباء ووسائل الإعلام في تقاريرها اليومية من دمشق وغيرها من المدن السورية صورة مختلفة تماما مقارنة بفترة الدكتاتورية المرعبة. فالناس في مختلف أنحاء سوريا ما زالوا يحتفلون ويتنفسون أجواء الحرية. وما أذهل المراقبين ووسائل الإعلام الأجنبية بعد الاحتفالات هو الهدوء والأمن السائد في سوريا. فرغم أن البلاد تحولت إلى أنقاض غارقة في الفقر وسفك الدماء والبؤس على مدى السنوات الـ 14 الماضية، إلا أنه لا توجد أي علامة على الفوضى. فالأوضاع تتحسن والناس متفائلون بالمستقبل.
اقتصاديا، الخبز متوفر بسعر أقل للناس. الأسواق مزدهرة والمحلات مفتوحة ونشطة. وارتفعت قيمة الليرة السورية مقابل الدولار. والنقطة المهمة هي أنه خلال نفس الفترة (أقل من أسبوعين)، خسر الريال الإيراني 16٪ إضافية من قيمته.
على مدى السنوات الماضية، حاول النظام الإيراني، من خلال الدعاية المضللة والموسعة، تخويف شعبه من "تحول إيران إلى سوريا"، في إشارة إلى الكارثة التي ألحقها هو وقواته الأمنية والعسكرية، مثل قاسم سليماني وحسين همداني، بسوريا.
كما استمرت الفصائل المهمشة في النظام في ترسيخ أسطورة "تحول إيران إلى سوريا"، مدعية أنه لا ينبغي السعي إلى أي إصلاحات خارج النظام الحالي لأنه إذا خرج الوضع عن السيطرة، "ستتحول إيران إلى سوريا!" ولكن خلال الأسبوعين الماضيين، انهارت هذه الأسطورة على النظام ومسؤوليه وأنصار المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي. ويمكن لأي شخص الآن أن يلاحظ بوضوح حقيقة البيئة السياسية والاجتماعية في سوريا بعد انتصار الثورة وسقوط الدكتاتور.
لقد كان تخويف الناس من الثورة والحلول الثورية للإطاحة بالدكتاتوريات ودعوتهم إلى التسوية مع الوضع الراهن تكتيكًا دائمًا للأنظمة المتدهورة. اعتاد الشاه أن يقول إنه بدونه، ستصبح إيران "إيرانستان" وتتجه نحو التفكك. وعلى نحو مماثل، تبنى نظام الملالي هذا التكتيك من خلال جماعات الضغط وعملائه، فروج لأساليب "سلبية" و"مجانية" في حين غذّى أسطورة "إيران ستصبح مثل سوريا". ومع ذلك، فإن الوضع الحالي في سوريا هو من النوع الذي جعل الناس يسخرون من خامنئي ودعايته الفاشلة، ويمزحون ويكتبون على وسائل التواصل الاجتماعي أن خامنئي ونظامه هم الآن من يجب أن يخشوا "أن يصبحوا مثل سوريا" وسقوط الحكومة الإيرانية الفاسدة وغير الفعّالة.
وكان لافتاً ومعبراً ما نقله التلفزيون السوري أفاد في 25 ديسمبر/كانون الأول، إذ أظهر أهالي دير الزور، في شرق سوريا، وهم يقيمون احتفالاً بسقوط دكتاتورية الأسد وبطرد قوات النظام الإيراني. لقد ودعوا إلى الأبد الأيام المظلمة والإجرامية للوجود المدمر للنظام الإيراني.
لقد كشفت المقاومة الإيرانية منذ فترة طويلة عن أسطورة تحول إيران إلى سوريا. فبعد صدى شعارات مثل "الإصلاحيون والمتشددون انتهت اللعبة" خلال انتفاضة ديسمبر 2017 - والتي أثبتت عبثية نظرية "الإصلاح من الداخل" وتبديد الخوف والوهم من "الحرب الأهلية" و "تفكك إيران" و "تحول إيران إلى سوريا" - ازدهرت استراتيجية معاقل الانتفاضة خلال انتفاضتي نوفمبر وديسمبر 2019. لقد أظهرت شعارات "الموت للظالم سواء كان الشاه أو المرشد الأعلى" وأصالة البديل الديمقراطي والتمييز بين "لا شاه ولا ملالي" والتوجه الثوري للمجتمع الإيراني المتمرد للجميع الطريق إلى تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية. اليوم، من الواضح أن الطريق الوحيد للمضي قدمًا بالنسبة لإيران هو الإطاحة بنظام الملالي وإقامة جمهورية حرة وديمقراطية.

#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات