أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - الوجه الحقيقي لحكومة الجولاني الدموية















المزيد.....


الوجه الحقيقي لحكومة الجولاني الدموية


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الرغم من اتسام الانقلابات العسكرية بالعنف والدماء , واتصاف التغييرات السياسية السلبية بقتل وتعذيب الابرياء والتنكيل بالمواطنين الاصلاء والشرفاء ؛ في بلدان العالم الثالث ولاسيما الدول العربية ؛ دأبت وسائل الاعلام الاستعمارية والاستكبارية والمشبوهة كإعلام قناة الجزيرة واخواتها المشبوهات والمرتبطات بالدوائر المخابراتية ؛ على تغيير الحقائق وقلب الاحداث والوقائع , والتشويش على الرأي العام من خلال بث الاشاعات ونشر الدعايات وصناعة المسرحيات والسيناريوهات السياسية والاعلامية , وفبركة الاخبار وقلب الامور رأسا على عقب ؛ اذ تحول تلك الوسائل الاعلامية الصفراء القتلة المجرمين الى فئة من المواطنين , والغرباء والدخلاء الى سكان اصلاء , و تحويل سقط المتاع من العملاء والمجاهيل والسطحيين الى رموز وطنية وحكام ومسؤولين وسياسيين ؛ فضلا عن سدل الستار على تاريخهم المخزي واعمالهم النكراء , واخفاء جرائمهم ومجازرهم السابقة وارتباطاتهم المشبوهة واصولهم الحقيقية ؛ وعرضهم على الناس والجماهير بصورة مغايرة للحق والواقع والحقيقة ؛ اذ عندها يصير الحق باطلا والباطل حقا , والمجرم بريئا والبريء مجرما , والعميل وطنيا والوطني عميلا , والسارق نزيها والنزيه سارقا , والكذاب صادقا والصادق كذابا , والقاتل مقتولا والمقتول قاتلا , والخائن رمزا والرمز الحقيقي خائنا ... الخ .
فمن منا لا يعرف ان هيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة الارهابية والتي أعلنت ولاءها لتنظيم "القاعدة" ومبايعتها لأميره ؛ والمصنفة عالميا ضمن التنظيمات الارهابية المحظورة , والتي ارتكبت الكثير من الجرائم والمجازر , واما زعيم التنظيم الارهابي والمدعو أبو محمد الجولاني الذي نفّذت تحت أوامره آلاف عمليات القتل الجماعي والفردي أينما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؛ فضلا عن جرائمه في العراق بحق ابناء الاغلبية والامة العراقية ... ؛ وبين ليلة وضحاها وبعد الاتفاقيات الدولية بين الاطراف الكبرى والاقليمية يدخل الجولاني الى دمشق غانما ومسيطرا , ليقطف ثمار السلطة من دون مواجهات حقيقية او معارك عسكرية فعلية , انما مجرد مسرحيات مكشوفة وتكتيكات واتفاقيات معروفة , ويغض البعض الطرف عن حقيقة جبهة النصرة وتاريخ هيئة تحرير الشام المليء بالمثالب وانتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب ؛ بل ويضفي عليها الوطنية والشرعية , ويصبح الارهابي المطلوب رئيسا سوريا و زعيما وطنيا ومنقذا انسانيا , وسرعان ما استبدل النقاب الاسود والعمامة البيضاء بالبدلة الاوربية وربطة العنق الامريكية ؛ ليعلن عن مشروعه السياسي الواضح وضوح الشمس في رائعة النهار ؛ والذي يرتكز على عدة ركائز سياسية اساسية ومنها : عدم معاداة الامريكان والاوربيين والسماح للامريكان بالتحرك في سوريا والبقاء فيها ؛ وتجنب المواجهة مع الإسرائيليين بل وغض الطرف عن احتلالهم للأراضي السورية او ضرب البنى التحتية والعسكرية السورية ؛ فالجولاني جاهز ليأخذ مقعده على طاولة المفاوضات مع الإسرائيليين بعد أداء فروض الطاعة العلنية للدول الغربية التي بات يعلن جهاراً أن له معها "مصالح مشتركة" ؛ والولاء المطلق والتام للأتراك والسماح لهم باحتلال الاراضي السورية والتحكم بالشعب السوري وبمصيره ؛ واستئصال الوجود الشيعي في سوريا ؛ وقطع العلاقات السياسية القوية مع ايران , ومضايقة الاقليات والتضييق عليها ؛ ومطاردة الطائفة العلوية ؛ على الرغم من التطمينات الكاذبة والبرامج الاعلامية الخادعة والشعارات الفارغة من كل محتوى حقيقي و واقعي ... الخ .
لم تمر ايام قليلة على ادعاءات حكومة الجولاني ورجاله الاجانب والغرباء والدخلاء والمتهمين بارتكاب ابشع الجرائم والمجازر ؛ فيما يخص العدالة واتاحة الحريات والصفح عن العسكريين وكافة السوريين والاعلان عن المصالحة الوطنية ومشاركة الجميع في الحكم , والبدء بمسيرة سياسية مختلفة وقائمة على مبادئ حقوق الانسان ؛ حتى انكشفت حقيقة الجولاني ورجاله ؛ فالطبع يغلب التطبع ؛ اذ اعلن الجولاني عن السيطرة على الحكم بمفرده وبمعية جماعته الارهابية وعدم مشاركة بقية مكونات وفئات واحزاب وحركات المجتمع السوري الاخرى ؛ وسحق الوعود السابقة تحت قدميه كما فعلها الحاكم الاموي معاوية عندما نكث بوعده السياسي مع الامام الحسن والعراقيين والمسلمين وداس على الوثيقة بقدميه ؛ وليت الامر توقف عند هذا الحد ؛ فقد اعطى الجولاني الضوء الاخضر لمجاميعه الارهابية وعصاباته الدموية وفلوله الاجرامية والذين جاؤا الى سوريا من الاصقاع البعيدة والدول الاجنبية , للفتك بالسوريين المعارضين له ولجماعته , ومطاردة الشيعة والعلويين والمسيحيين وبقية الاقليات , فضلا عن ملاحقة موظفي ومسؤولي النظام السوري السابق ؛ ومارست هذه العصابات هواياتهم المعروفة في القتل والذبح والسلخ والتعذيب والتمثيل بالجثث ؛ فقد امتلئت وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام بمئات الفيديوهات والاستغاثات والتي تظهر عصابات الجولاني وهي تعذب السوريين وتفتك بالعلويين وتهين المواطنين ؛ فقد ساقوا عوائل منطقتي النبل والزهراء والمنتمين للطائفة الشيعية الى جهات مجهولة , وقاموا بإهانة وقتل وتعذيب عناصر الجيش السوري السابق , واظهرت فيديوهات مسربة اطفال علويين وسوريين مختطفين و هم يتعرضون للتعذيب , وكذلك اظهرت الصور والافلام الموثقة كيفية زج السوريين بعضهم فوق بعض في سيارات الحمل كما حصل مع العراقيين في مجزرة سبايكر , وكذلك اظهرت التسريبات عصابات الجولاني وهي تضرب السوريين على وجوههم واجسادهم وبطريقة وحشية تؤدي الى اسالة الدماء وتكسير العظام , والكثير منهم لقى حتفه جراء تلك الممارسات ؛ وها هي الفيديوهات المسربة تملأ وسائل التواصل الاجتماعي وهي تنقل لنا ابشع صور تعذيب المواطنين العزل ؛ فقد اظهرت بعض المشاهد كيف يتم اهانة الرجال السوريين وامام اطفالهم لا لشيء سوى كونهم من الشيعة او كيف يتم سحل المواطنين الشيعة والعلويين والدماء تنزف من اجسادهم المتهرئة من شدة الضرب بالبنادق والسكاكين والاقدام , وكيف يتم تجميع الشباب والرجال وامرهم بالزحف على بطونهم وتقليد اصوات الكلاب ومن ثم قتلهم والتمثيل بجثثهم من دون محاكمات عادلة ؛ فضلا عن حملات مداهمات البيوت وحرقها وسرقة محتوياتها بحجة انها تعود للطائفة العلوية او الشيعية او انها تعود لعناصر النظام السوري السابق ؛ حتى المقامات والمراقد الدينية وقبور الموتى لم تسلم من شرهم , و قد قاموا بعدة مواجهات مسلحة ونزاعات عسكرية مع السوريين العلويين والمسيحيين وغيرهم ؛ مما اضطر الكثير من السوريين الى الهروب والنزوح والهجرة , واما بقية السوريين المضطهدين من الذين فضلوا البقاء في بلدهم ؛ فقد شاركوا في تحركات احتجاجية ومظاهرات واعتصامات ضد المتشددين والارهابيين والمجرمين من عناصر حكومة الجولاني ؛ حتى ادلب مقر التنظيمات الارهابية شهدت تحركات احتجاجية نادرة ضد المتشددين ؛ عقب وفاة شخص كان قيد الاحتجاز على مدى أشهر ؛ فضلا عن تظاهرات الشيعة والعلويين والمسيحيين وبقية السوريين من الدروز والإسماعيليين وغيرهم .
وعلى الرغم من التجميل الظاهري، شكك كثيرون من المتابعين والمحلليين في مصداقية هذا التحول المزعوم ، ويؤكدون أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات وتعزيز وجود الجماعات المتطرفة في المنطقة ؛ وارتفاع معدلات الفقر والبؤس والجرائم والمجازر وانتهاكات حقوق الانسان .
ومع كل هذه الحقائق المؤلمة يعمل الاعلام الطائفي والمشبوه على اظهار الجولاني وحكومته الكارتونية بمظهر القوة والسيادة والوطنية ؛ بينما سوريا مستباحة من قبل القوات الامريكية المحتلة والقوات التركية المحتلة والقوات الصهيونية المحتلة والقواعد الروسية , ويتواجد فيها قوات قسد الكردية والتي لا تعترف بالجولاني وحكومته ؛ فضلا عن تحول الجيش السوري العربي الى قوات مرتزقة من الشيشان والاتراك والطاجيك والافغان والصينيين والقوقازيين والتتار والتركمان والداغستان وعشرات الجنسيات الاخرى ... الخ ؛ وكذلك يظهر الاعلام الطائفي والاستعماري حكومة الجولاني بالحكومة المقبولة من المجتمع الدولي بينما الوقائع تشير الى خلاف ذلك ؛ اذ لم يسارع الى الاعتراف بها سوى الاتراك والقطريين وهما سبب سقوط النظام وبيدهما حكومة الجولاني وتحت امرتهما التنظيمات الارهابية ؛ واما الامريكان فلا يهمهم سوى مصالحهم العليا والمتمثلة بديمومة بقاء القوات الامريكية في سوريا ونهب النفط والغاز السوري فحسب وطرد الروس من المنطقة , واغلب دول العالم تنظر لهذه الحكومة الاجرامية نظرة ريبة ولا تصدق بادعاءاتها ولا تعترف برجالاتها ... ؛ واما على الصعيد الامني والعسكري فتحاول اجهزة ومؤسسات وفضائيات الاعلام الطائفي والاستعماري اظهار الاوضاع في سوريا وكأن شيئا لم يكن , والامور تجري في مجاريها بصورة طبيعية ؛ بينما الحقيقة خلاف ذلك حيث انتشرت الجرائم الجنائية وعمت الفوضى ارجاء سوريا وانتشر القتل والعنف والخراب والدمار , و سادت النعرات الطائفية والانتقامية ودعوات الثأر والقتل على الهوية بين اوساط السوريين , وقامت اسرائيل بتدمير كافة معدات الجيش السوري العسكرية , ولم يبقى لدى حكومة الجولاني سوى سيارات الدفع الرباعي ورشاشات الكلاشنكوف والسيوف والقاذفات البدائية ؛ ومع ذلك يدعي البعض ان حكومة الجولاني الهزيلة قد تهدد العراق العظيم ...؟!



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعوام العراق السعيدة 2024 / 2025
- الحاضنة الاجتماعية والثقافية والدينية والاعلامية للإرهاب
- مطاردة اصحاب (الحلال) ؟!
- عمليات مسخ الشخصية العراقية
- الاعلام المتحيز الهجين
- الفرق بين الاصلاء وبين اشباه الحرباء
- حروب هزلية بأدوار كوميدية ونتائج كارثية ؟!
- بشار الاسد والرقص مع الأفاعي
- تغدوا بتركيا قبل لا تتعشى بالعراق
- حياة الناس رهينة بيد الارهاب ؟!
- المستنقع السوري والسيناريوهات المتعددة والاحتمالات المفتوحة
- تقارير دولية مكذوبة وتصنيفات خارجية مغلوطة تستهدف العراق
- تعداد سكاني ... ولكن ؟
- امة عراقية بلا طائفية ولا عنصرية ولا قومية
- اما ان نحكمكم او نقتلكم ؟!
- الجاليات الاجنبية والعمالة الخارجية والمجنسون يمثلون خطرا عل ...
- الارهاب الورقة الرابحة بيد الامريكان والصهاينة
- الكذبة الدجالون والمرتزقة المدلسون
- السياسي بين تحديات الواقع الراهن والرؤية المستقبلية الواعدة
- لم ولن اخضع لمقص الرقيب او سطوة المؤدلج


المزيد.....




- بينهم هيلاري كلينتون وبونو وميسي.. هؤلاء يكرمهم بايدن بـ-أعل ...
- بعد اعتذار بوتين عن تحطم الطائرة الآذرية: هل تكشف الصور تورط ...
- بايدن يوافق على بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 8 مليارات دولار
- خليجي 26: البحرين تقلب الطاولة على عمان وتتوّج بلقبها الثاني ...
- لحظة سقوط سيارة في نهر موسكو
- أول طائرة مساعدات مصرية تصل مطار دمشق الدولي عقب سيطرة الإدا ...
- مقتل مراسل قناة -إزفستيا- الروسية وإصابة آخرين إثر هجوم بمسي ...
- محكمة أوزبكستانية تحكم بالسجن 4 سنوات على رجل شارك مع روسيا ...
- الداخلية الألمانية: تعطل أنظمة مراقبة الحدود في المطارات سبب ...
- مصر تدعو اللبنانيين لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي دون تدخلات خا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - الوجه الحقيقي لحكومة الجولاني الدموية