رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8210 - 2025 / 1 / 2 - 00:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النمو الأخضر عبارة عن فكرة أن نمو الاقتصادات العالمية يمكن أن تستمر في النمو مع خفض الانبعاثات الكربونية من خلال الابتكارات التكنولوجية والتطور العلمي – وهذا هو ما يعتمد كأساس في اعمال التمويل المناخي، ولكن على سبيل المثال تلقت قطاعات مثل الكهرباء النظيفة والنقل الخالي من الكربون استثمارات كبيرة. ومع ذلك، فإن هذا المفهوم يتعرض للتحدي بشكل متزايد من خلال حقائق اتجاهات الانبعاثات العالمية والتوسع الاقتصادي المستمر. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي، تستمر الانبعاثات الكربونية العالمية في الارتفاع، مما يجعل من غير المرجح للغاية تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 دون معالجة التناقضات الأساسية بين النمو الاقتصادي المضطرد والاستدامة وخاصة فيما يتعلق بانخفاض الانبعاثات الكربونية. وان كانت هناك محاولات جادة لتقليل الانبعاثات الكربونية لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي، ولكن ان تنخفض الانبعاثات بشكل عام بينما تنمو الاقتصادات لم يحدث على النطاق المطلوب لحد الآن.
إن منهجية التمويل المناخي الذي يركز على النمو الاقتصادي يعطي الأولوية للحلول التي تركز على الكربون والتكنوقراطية والتي تفشل في معالجة الأزمة البيئية الأوسع نطاقًا. ومن خلال التركيز الضيق على النمو الاقتصادي وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تعمل هذه الأساليب على إدامة الأنظمة الاستغلالية التي تدفع إلى تغير المناخ، متجاهلة الحاجة إلى الاستعادة البيئية والعدالة الاجتماعية. إن نظام التمويل المناخي الحالي والذي فشل في مؤتمر الاطراف 29 في أذربيجان، كونه مبني على نموذج يركز على الكربون وبه يتم قياس النجاح في المقام الأول من خلال خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، متجاهلاً التأثيرات البيئية والاجتماعية الأوسع للمشاريع التي يتم تمويلها.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟