أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - جند السماء الفرصة التي ضاعت














المزيد.....


جند السماء الفرصة التي ضاعت


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 23:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"جند السماء" هي طائفة دينية عراقية غامضة ظهرت بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 .
سعت هذه الجماعة إلى التخلص من سيطرة رجال الدين الشيعة الذين اعتبرتهم سببًا رئيسيًا في أستغلال السلطة من قبل السياسيين الشيعة الذين صعدوا الى السلطة بفضل دعم المرجعية الشيعية لهم مما أدى الى تدهور أوضاع البلاد في كافة الأصعدة ، عبر تنفيذ هجوم واسع النطاق في مدينة النجف واغتيال المرجعيات الدينية .
كان أعضاء الطائفة يزعمون أنهم مكلفون بمهمة إلهية تتعلق بتهيئة الأرض لظهور الإمام المهدي المنتظر . وقد جذبت أفكار الطائفة أتباعًا من مختلف المناطق عبر خطاب ديني غامض ومثير .
مؤسس الطائفة هو " ضياء كاظم عبد الزهرة الكرعاوي " الذي أطلق على نفسه اسم " الإمام المهدي" أو "المهدي المنتظر". وأدعى أنه رسول مُرسل من السماء ، وأنه يتلقى الوحي الإلهي مباشرة ، مما جعله مركز الطائفة وقائدها الروحي والفكري .
إما أهداف " جند السماء " تمحورت حول الاستعداد لظهور الإمام المهدي والسيطرة على العراق عبر ثورة مسلحة تُطيح بالحكومة ومراجع الدين التقليديين .
أعتقدت الطائفة أن تنفيذ مخططها سيُمهِّد لعصر جديد يُهيمن فيه العدل الإلهي .
في 28 و29 يناير 2007 ، تلقت السلطات العراقية معلومات أستخباراتية حول تحركات مشبوهة للطائفة بالقرب من مدينة النجف . حيث أفادت التقارير بأن الطائفة تخطط لشن هجوم واسع النطاق على المدينة وقتل القيادات الدينية ، مستغلة مناسبة زيارة عاشوراء .
حيث كانت خطة " جند السماء" الرئيسية تهدف إلى اغتيال المرجعية الدينية العليا في العراق ، وعلى رأسها علي السيستاني ، أثناء إحياء ملايين الشيعة لذكرى عاشوراء في مدينة النجف. رأت الجماعة في رجال الدين حجر عثرة أمام تقدم العراق ، واعتبرتهم مستحوذين على موارده ومقدراته لصالح أجنداتهم الشخصية والسياسية ، مما دفعهم إلى تبني مخططٍ لإنهاء هذه الهيمنة الدينية.
لكن قيام القوات العراقية بالتعاون مع القوات الأمريكية بشن هجوم واسع على معسكر الطائفة في منطقة الزرقاء ، حيث كان يتحصن نحو 800 من أتباع "جند السماء". أسفرت المعركة عن مقتل المئات من أفراد الطائفة ، بمن فيهم مؤسسها الكرعاوي، واعتقال العشرات منهم . العملية قضت فعليًا على الطائفة ووضعت حدًا لنشاطها .
و بهزيمة "جند السماء" في معركة الزركة ، انتهت محاولتهم لتحقيق أهدافهم . مقتل قائد الجماعة وتفكيك بنيتها التنظيمية أجهض المشروع الذي لو كان قد نجح ، لكان قد غيّر معالم العراق إلى الأبد .
رغم دموية مخططات "جند السماء"، إلا أنه سلط الضوء على التوترات العميقة بين السلطة الدينية والسياسية في العراق وأثارت الحادثة تساؤلات حول دور المرجعية الشيعية في السيطرة على المشهد السياسي منذ قرون في العراق فكانوا سبب دماره وخرابه وتبعيته البغيضة لإيران فكان منصب المرجع الشيعي إيرانيًا بإمتياز بداء من شيخ الطائفة الطوسي الذي يعتبر مؤسس المذهب الشيعي إنتهاء بالسيستاني ولا يصل الى هذا المنصب عربيًا الريادي وإن وصل فإن مصيره إما التصفية أو إبعاده عن مركز القرار في الحوزة الدينية .
يرى البعض أن فشل "جند السماء" كان فرصة ضائعة للتخلص من هيمنة رجال الدين الذين يعتقدون أنهم السبب في تراجع العراق واستقراره واستمراره كدولة تابعة لإيران .
كانت محاولة جند السماء إنهاء سيطرة رجال الدين في العراق تعبيرًا عن تمرد ضد الهيمنة الدينية والسياسية ، لكنها انتهت بالفشل الذريع دون تحقيق أهدافها التي لو تحققت لتخلص العراق والعالم من طبقة رقدت على صدوره منذ اكثر من الف عام كامرض خبيث لا علاج له ألا الاستئصال
مع انتهاء قصة "جند السماء"، يبقى السؤال مفتوحًا : هل كانت الجماعة تمثل خطرًا على استقرار العراق ، أم أنها كانت محاولة جريئة لتحريره من هيمنة رجال الدين ؟
وبينما لا تزال النجف تحتفظ بثقلها الديني والسياسي ، فإن الحادثة تظل شاهدًا على صراع السلطة في بلد يعاني من أزمات متواصلة منذ عقود .



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين صدام والأسد : دكتاتورية صدام حسين وعائلة الأسد : مقارنة ...
- ماذا لو خرج المهدي المنتظر ؟
- ثمن سقوط الأسد
- رجال الدين وشيوخ العشائر السرطان الذي يجب أستئصاله قبل أي تغ ...
- حكومة العتاكة و بنات اليل
- يقاطعون الكنتاكي ويركبون التاهو: ازدواجية المقاطعة في العراق
- العمامة رمز الجهل والتخلف والظلم
- أقتحام البرلمان : مسرحية جديدة من تأليف وإخراج مقتدى الصدر
- ملابس منى زكي الداخلية أهم من معانات العرب
- الجيش العراقي ماضيًا عظيم و مستقبل مجهول
- العدالة العرجاء في العراق
- إنتهت مسرحية محرم في العراق
- هل الحشد حامي الأعراض ام مصالح ايران
- تمثال المنصور سبب خراب العراق
- يطالبون بتحرير فلسطين ويجردون الفلسطينيين من حقوقهم
- يتألم للأغراب ولا يتألم لأبناء البلد الذي آواه
- مقتدى الصدر سيد التناقضات
- هل أتى اليوم الذي يتمنى فيه العراقيون عودة البعث
- عاد البابا وعادت ريما لعادتها القديمة
- شبح البعث ورعب سياسي الشيعة


المزيد.....




- متحف أمريكي يحوّل غواصة من الحرب العالمية الثانية إلى فندق.. ...
- سترة فير آيل الشهيرة.. ما سرّ بداياتها وكيف وصلت للعالمية؟
- جنوب لبنان.. استمرار إسرائيل في عمليات التجريف والتوغل وسط ت ...
- كيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع قرار تقييد دخول السوريين إلى ...
- بدعم من ترامب..مايك جونسون يفوز بإعادة انتخابه رئيساً لمجلس ...
- كُتب له عمر جديد.. طفل في السابعة ينجو بأعجوبة من برية الأسو ...
- جنازة جيمي كارتر تبدأ في جورجيا وتنتهي بمراسم رسمية في واشنط ...
- صُنعت في أوكرانيا.. مسيّرات بحرية صغيرة بحجمها كبيرة في تأثي ...
- سوريا تعلن عن موعد استئناف الرحلات الدولية في مطار دمشق
- السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياس ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - جند السماء الفرصة التي ضاعت