الخوف من الحبّ والثلج!!

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 15:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

HAPPY NEW YEAR
الخوف من الزمن، من الآتي، الخوف من الفرح وما أنتجته الحروب والصراعات والغباء البشري من ثمر مرّ، هو ما يقود لنبذ الفرح لنبذ السلام والحبّ، لقد لمستُ ذلك من جلد الذات ليلة السنة الجديدة بلغة التنبؤ بالأسوأ رغم أن الأسوأ من صنعنا حكام وشعوب، وتطبيل سياسي ثقافي وفكري وحتى فلسفي...لا نرى من الغيب سوى الخطر ولا نتأمّل من الغيوم إلا العقاب وحتى المطر والثلج الأبيض هو القيامة...لا موسم للحبّ، بل كل المواسم للخوف لكلِّ من يقطف عناقيد الفرح من شجرة النكب...أعمارنا أوراق خريف تتساقط بين غزة وعفرين وحريق بيروت ودمار صنعاء وحريق السودان ومتاهة بردى دمشق...يسافر بنا مركب العقاب والكفر بإلغاء الحبّ والفرح من حياتنا مع كل سنة جديدة ومع كل قرنٍ من الزمن، حتى ترسخ فينا الخوف من الثلج والزمن...
يسبقنا الزمن، لا نلتقي إلا في المرافئ الحزينة ولا نرقص إلا على صخرة الموت تحت مسمى الشهداء...حتى الجلادون بعثوا في قاموس خاصرة الزمن منذ الجاهلية الثانية شهداء...الضحايا والجلادين شهداء...أين نحن نسير؟!! كل سفراتنا من النار إلى الجنة والعكس.. لا وجود للحبّ ولا للفرح وإن مثلنا هذه الأدوار... فأنها جسور للجنة والنار، فالحياة ليست إلا رحلة تقودنا في سفينة الخوف من الحرية... يوجهها دكتاتور جمهوري أو سلطاني سيان... فالقبطانين وجهين لعملةٍ دموية واحدة...
لا يوجد بخريفنا ورق أصفر بل هو ركام أوراق حمراء تتساقط بفصل خريف الخوف وأرصفتنا تعجُّ بعيونٍ وآذان الرقابات...وكل من يفرح يعاقب بتهديد الآخرة القادمة مع ثلج العام الجديد...فأذكروا الله وناموا ولا تصحوا...هذا إذا كانت السفينة الإلهية يقودها قبطانٌ سلفي أو معمم وأخدروا إذا ما كانت الرحلة إخوانية...وبرفقة ملتحٍ يرتدي بدلة سموكن وربطة عنق وهذا أقصى ما يلبي طموحنا بعصر الذكاء الاصطناعي...أما العلمانية فناموا ولا تصحوا!!!
لا موعد مع الحبّ إلا سرًا ولا موسيقى إلا مزمار الموت، ولا رقص إلى في الجنائز ورفاة الموتى والأبرياء...فماذا يعني عامٌ ينتهي وعام يأتي؟ احتفلوا بتهذيبٍ وفضيلة وهدية شجرة ميلاد وسنحرقها في السرّ وندعي مجهولٌ تسرب من عباءة القرن الهجري الأول وعبر الزمن لزرع الخوف في شجرة الحياة بالألفية الثالثة...
لا يحدث ذلك إلا في السفينة التي يقودها الخوف من الحبّ والفرج والثلج...
وتصبحون على أعوام مجيدة ولكن خارج المجرّة العربية الإسلامية...!!!

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات